أخبار الأسواقأخبار النفطسلع

النفط يستعد لتحقيق مكاسب أسبوعية وسط اضطرابات المعروض والتوترات الجيوسياسية

تشهد أسعار النفط تقلبات دقيقة في الأيام الأخيرة، حيث يتجه السوق لتحقيق مكاسب أسبوعية رغم التحديات المتعددة التي تؤثر على معادلة العرض والطلب. ففي يوم الخميس، وعلى الرغم من تراجع الأسعار قليلاً، إلا أن المؤشرات تشير إلى إمكانية تسجيل مكاسب خلال الأسبوع بفضل المخاوف المتعلقة بانقطاع الإمدادات، فضلاً عن التوترات السياسية المتعلقة بمحاولة إنهاء الصراع في أوكرانيا.

تأثير اضطرابات العرض على أسعار النفط

أدت التقارير الأخيرة إلى تسليط الضوء على حالة عدم اليقين التي يواجهها سوق النفط بسبب اضطرابات العرض، فقد أفادت تقارير بأن تدفقات النفط عبر اتحاد خطوط أنابيب البحر القزويني، وهو مسار رئيسي لصادرات النفط من كازاخستان، شهدت انخفاضًا بنسبة تتراوح بين 30 إلى 40% بعد هجوم بطائرة بدون طيار نفذته أوكرانيا على محطة ضخ في منطقة كراسنودار الجنوبية بروسيا.

ووفقًا لحسابات رويترز، فإن هذا الانخفاض قد يعني فقدان ما يقارب 380,000 برميل يوميا من السوق العالمية. ومع ذلك، أفادت تقارير من وكالة “إنترفاكس” الروسية بأن تدفقات النفط من حقل تنجيز في كازاخستان عبر نفس الاتحاد لم تتأثر، حيث تمكنت كازاخستان من ضخ كميات قياسية على الرغم من الأضرار التي لحقت بطرق التصدير عبر روسيا. هذه التباينات في البيانات تزيد من حالة عدم اليقين بين المستثمرين، مما يجعلهم مترددين في اتخاذ مواقف واضحة.

التوترات السياسية ومفاوضات السلام

تشكل التطورات السياسية جزءا آخر من العوامل التي تؤثر على أسعار النفط. فقد شهدت العلاقات بين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والرئيس الأمريكي دونالد ترامب تدهورا هذا الأسبوع، بعد أن انتقد زيلينسكي الإجراءات التي يتخذها الطرفان لإبرام صفقة سلام دون مشاركة أوكرانيا، فيما اتهم ترامب أوكرانيا بأنها المسؤولة عن بدء الصراع الذي دام ثلاث سنوات.

وأدت هذه التصريحات إلى زيادة التوتر في المشهد الجيوسياسي، حيث تبرز احتمالية استمرار النزاع وعدم وضوح مستقبل العقوبات المفروضة على روسيا، مما يؤثر بدوره على توقعات العرض العالمي للنفط.

في ظل هذه التطورات، يتواصل الحديث عن إمكانية التوصل إلى اتفاق سلام في المستقبل القريب، إلا أن النتائج الأولية للمفاوضات لم تظهر مسارا واضحا لإنهاء الصراع. ورغم ذلك، أثارت هذه الجهود بعض التفاؤل لدى المستثمرين الذين يرون أن تخفيف العقوبات على النفط الروسي قد يؤدي إلى زيادة تدفقات الإمدادات، مما قد يضغط على الأسعار إذا تحقق ذلك الأمر.

تأثير المخزونات والطلب على الأسعار

ساهمت بيانات من إدارة معلومات الطاقة الأمريكية في إضافة بعد آخر للتقلبات، حيث أشارت التقارير إلى ارتفاع مخزونات النفط الأمريكية بمقدار ملايين البراميل خلال الفترة الأخيرة. هذا الارتفاع في المخزونات يمثل ضغطا هبوطيا على الأسعار، خاصة إذا كانت المخزونات ترتفع بشكل مستمر، مما يدفع السوق إلى تقييم عوامل العرض والطلب بشكل أكثر حذرا.

كما أن انخفاض الإنتاج المحلي بسبب الظروف المناخية في بعض الولايات، مثل انخفاض الإنتاج في ولاية نورث داكوتا نتيجة لطقس شتوي قارس، يضيف عامل عدم استقرار آخر. ومع ذلك، يتوقع بعض المحللين زيادة الطلب على النفط خلال الأسبوع المقبل نتيجة لارتفاع النشاط الصناعي في الصين وزيادة الطلب على الوقود في الولايات المتحدة مع حلول فصل الشتاء.

نظرة مستقبلية لتوازن السوق

يعتقد المحللون أن السوق النفطية تمر بفترة من التذبذب بين قوى العرض والطلب. ففي حين تشير البيانات الفنية إلى وجود ضغوط على الأسعار نتيجة للزيادة في المخزونات المحلية وبعض اضطرابات الإمدادات العالمية، إلا أن العوامل الجيوسياسية والاقتصادية تخلق توازنا معقدا.

فقد يكون هناك تأثير إيجابي إذا تمت إعادة تشغيل تدفقات النفط من مناطق مثل كردستان العراق، مما قد يضيف حوالي 300,000 برميل يوميا إلى السوق، إلا أن عدم تأكيد ذلك يترك السوق في حالة ترقب.

علاوة على ذلك، يبقى التوتر التجاري العالمي وعوامل عدم اليقين المتعلقة بالرسوم الجمركية المقررة من قبل إدارة ترامب عناصر مؤثرة، إذ قد تحدث هذه السياسات تأثيرا سلبيا على الطلب العالمي على النفط وتضعف النمو الاقتصادي. وفي ظل هذه المعطيات، يتوقع أن تستمر الأسعار في التذبذب ضمن نطاق محدد، بينما يسعى المستثمرون لتقييم تأثير كل من عدم اليقين السياسي والتجاري على توازن العرض والطلب.

ختاما في ظل البيئة المتقلبة التي يشهدها سوق النفط، يبدو أن الأسعار تستقر مؤقتًا على خلفية ارتفاع المخزونات المحلية واضطرابات في الإمدادات العالمية نتيجة للهجمات على البنية التحتية، فضلا عن التوترات الجيوسياسية المتعلقة بمحاولة إنهاء الصراع في أوكرانيا.

ورغم أن الأسعار سجلت مكاسب طفيفة خلال الأسبوع الحالي، إلا أن الحالة العامة للسوق لا تزال تتميز بعدم اليقين فيما يتعلق بمستقبل العرض والطلب.

ومع توقعات زيادة الطلب على النفط نتيجة لعوامل موسمية وتحسن النشاط الصناعي في الأسواق الرئيسية، يظل المستثمرون يراقبون عن كثب التطورات السياسية والاقتصادية لتحديد معالم توازن السوق في الأشهر القادمة.

وتعتبر هذه الفترة حرجة لاستقرار الأسعار، حيث سيشكل التفاعل بين العوامل المحلية والعالمية نقطة تحول في مسار السوق النفطية.

اقرأ أيضا…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى