أخبار الأسواقأخبار النفطسلع

إعادة ضبط أسعار النفط وسط حالة من عدم اليقين في الإمدادات

تشهد أسواق النفط حالة من الاستقرار النسبي بعد سلسلة من التقلبات الحادة، وذلك في ظل حالة من عدم اليقين حول تأثير محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا، وتداعيات الرسوم الجمركية العالمية، وموقف منظمة أوبك+ من زيادة الإمدادات الشهرية.

وتظل أسعار النفط متأثرة بعوامل عدة تتعلق بالسياسة التجارية والجيوسياسية، مما يعكس حالة من الترقب حول مستقبل العرض العالمي.

تقلبات أسعار النفط وسط حالة عدم اليقين

في يوم الثلاثاء، تراجعت أسعار النفط بعد أن سجلت مكاسب مبكرة، وعادت الأسعار إلى مستويات مقاربة للإغلاق السابق في ظل حالة من عدم اليقين بشأن كيفية تأثير محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا على الإمدادات العالمية.

فقد شهدت العقود الآجلة لخام برنت ارتفاعا طفيفا بمقدار 1 سنت فقط، حيث وصل السعر إلى 75.23 دولار للبرميل وقت نشر هذا التقرير، بعد أن بلغ 76.07 دولار في وقت سابق من الجلسة.

بينما ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس (WTI) بمقدار 51 سنتا مقارنة بإغلاق يوم الجمعة، لتصل إلى 71.25 دولار للبرميل، مع عدم وجود تسوية لهذا النوع من العقود يوم الاثنين بسبب عطلة يوم الرؤساء في الولايات المتحدة.

تأثير محادثات السلام على الإمدادات

أُجريت محادثات بين مسؤولين أمريكيين وروس، استمرت لأكثر من أربع ساعات في الرياض يوم الثلاثاء، وكانت هذه المحادثات الأولى التي تهدف إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا. إلا أن روسيا أدلت بمطالبة جديدة بأن تقوم الناتو بإلغاء وعدها لعام 2008 بشأن عضوية أوكرانيا، وفي الوقت الذي لم تشارك فيه أوكرانيا في هذه المحادثات، أعلنت أنها ترى أنه لا يمكن التوصل إلى اتفاق سلام نيابة عنها.

وفي حال التوصل إلى اتفاق، قد يتخلى الغرب عن العقوبات التي تحد من تدفق النفط الروسي إلى الأسواق العالمية، مما قد يؤدي إلى زيادة الإمدادات وخفض الأسعار. ومع ذلك، يظل المستقبل غير واضح حيث تتوقف العديد من القرارات على نتائج المحادثات والمطالب الروسية الجديدة.

تأثير الهجمات على البنية التحتية النفطية

زادت المخاوف في أسواق النفط أيضا بسبب هجوم بطائرة بدون طيار نفذته أوكرانيا على خط أنابيب روسي ينقل حوالي 1% من الإمدادات العالمية من النفط. وأفادت شركة “ترانس نفت” الروسية أن هذا الهجوم قد يؤدي إلى انخفاض حجم نقل النفط من كازاخستان بنحو 30%، وقد يستغرق إصلاح الأضرار ما يصل إلى شهرين.

ويثير هذا الحادث تساؤلات حول مدى تعرض البنية التحتية النفطية لمخاطر جديدة قد تؤثر سلبًا على تدفقات النفط وتخلق مزيدا من التقلبات في السوق.

تأثير الرسوم الجمركية وموقف أوبك+

تواجه الأسواق أيضا خطر التصعيد التجاري، حيث أمر الرئيس ترامب فريقه الاقتصادي مؤخرًا بدراسة إمكانية فرض تعريفات متبادلة على الدول التي تفرض رسوما على الواردات الأمريكية، مع تقديم توصيات بحلول الأول من أبريل. ومن المتوقع أن يتم تخفيف حدة هذه الرسوم الجمركية مقارنةً بالتهديدات الأولية التي أدت إلى ارتفاع الطلب على الدولار.

ويشير محللون إلى أن هذه الخطوة قد تخفف من الضغوط التجارية، مما يساهم في إعادة توازن السوق ودعم الأسعار في ظل ظروف العرض.

على صعيد آخر، تترقب الأسواق ما إذا كانت مجموعة أوبك+ ستنظر في تأجيل الزيادات الشهرية في الإنتاج المقرر بدءًا من أبريل. وعلى الرغم من تقارير من وسائل الإعلام الروسية تفيد بأن أعضاء أوبك+ لا ينوون تأجيل هذه الزيادات، إلا أن الحديث عن إمكانية التأخير يبقي الأسواق في حالة ترقب، مما يضيف طبقة أخرى من عدم اليقين.

خلاصة الوضع الراهن وآفاق المستقبل

تظهر المؤشرات الحالية أن الأسواق النفطية لا تزال تعاني من حالة من عدم اليقين فيما يتعلق بمستقبل الإمدادات العالمية. فبينما تبقى محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا موضوع اهتمام كبير، تظل المخاطر المتعلقة بالرسوم الجمركية المحتملة والتأثيرات الناتجة عن الهجمات على البنية التحتية النفطية من العوامل الأساسية التي تؤثر في الأسعار. ومن المتوقع أن تؤدي هذه العوامل مجتمعة إلى استمرار حالة التقلب في السوق حتى تتضح الصورة بشأن مستقبل العرض والتجارة.

في ظل هذه الظروف، يظل المستثمرون يراقبون التطورات الجيوسياسية والتجارية بعناية، حيث أن أي تغيير في موازين القوى العالمية أو نتائج المحادثات قد يؤثر بشكل جذري على ديناميكيات السوق النفطية. يتوقع بعض المحللين أن تكون هناك زيادة في الإمدادات في حال تخفيف العقوبات على روسيا أو التوصل إلى اتفاق سلام، مما قد يؤدي إلى انخفاض الأسعار، بينما قد تظل المخاوف المتعلقة بالتوترات التجارية والعقوبات داعمة لأسعار النفط إذا استمرت في التفاقم. تبقى هذه البيئة المتقلبة مصدر قلق وتحدي للمستثمرين الذين يتطلعون إلى تحقيق استقرار في أسعار النفط على المدى القريب والمتوسط.

اقرأ أيضا…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى