انخفاض أسعار النفط نتيجة احتمالات محادثات السلام في أوكرانيا

شهدت أسعار النفط انخفاضا بنسبة تقارب 1% يوم الخميس، مدفوعة بتقارير عن إمكانية عقد محادثات سلام بين روسيا وأوكرانيا، بالإضافة إلى ارتفاع مخزونات النفط الأمريكية.
وتأتي هذه التطورات في وقت يتأرجح فيه السوق بين مخاوف العرض والطلب، مما يؤثر على أسعار النفط عالميا.
تفاصيل انخفاض سعر النفط
تراجع خام برنت بمقدار 86 سنتا، أي بنسبة 1.1%، ليصل إلى 74.32 دولار للبرميل وقت نشر هذا التقرير، وفي الوقت نفسه انخفض خام غرب تكساس الوسيط (WTI) بمقدار 91 سنتا، أو بنسبة 1.3%، ليصل إلى 70.46 دولار للبرميل.
وجاءت هذه الانخفاضات بعد أن خسرت عقود برنت وWTI أكثر من 2% يوم الأربعاء، وذلك بعد تصريحات الرئيس ترامب التي أشارت إلى أن كل من الرئيس فلاديمير بوتين والرئيس فولوديمير زيلينسكي عبرا عن رغبتهما في السلام في مكالمات هاتفية منفصلة.
تأثير محادثات السلام وارتفاع المخزونات
يشير بعض المحللين إلى أن الانخفاض الأخير في أسعار النفط نتج عن تحول المخاوف من نقص العرض إلى شعور المستثمرين بوجود إمدادات كافية.
حيث يتوقع بعض المشاركين في السوق زيادة في صادرات الطاقة الروسية مع احتمالية تجديد محادثات السلام، كما ساهم ارتفاع مخزونات النفط في الولايات المتحدة، وهو أكبر مستهلك للنفط في العالم، في دفع الأسعار نحو الانخفاض.
ووفقا لبيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، ارتفعت مخزونات النفط الأمريكية أكثر من المتوقع في الأسبوع الماضي.
التطورات في الإنتاج والتصدير الروسي
على الرغم من تأثير العقوبات الأمريكية على صادرات النفط الروسي منذ غزو أوكرانيا قبل نحو ثلاث سنوات، ظل الإنتاج الروسي مستقرا إلى حد كبير.
حيث ارتفعت إنتاجية روسيا في يناير بمقدار 100 ألف برميل يوميًا لتصل إلى 9.2 مليون برميل، متجاوزة الحد الذي وضعته تحالف أوبك+ البالغ 8.98 مليون برميل يوميا.
وفي الوقت نفسه، حافظت صادرات روسيا على مستويات مستقرة، حيث بلغت صادرات النفط الخام ومنتجاته حوالي 7.4 مليون برميل يوميا في يناير.
تأثير البيانات الاقتصادية والسياسات الدولية
يعمل ارتفاع المخزونات الأمريكية وبيانات التضخم الأمريكية على خلق حالة من التوازن بين المخاوف من تداعيات ارتفاع الأسعار وتأثيرها السلبي على الاقتصاد العالمي.
ففي الوقت الذي قد تدفع فيه البيانات الاقتصادية الأخيرة إلى تباطؤ محتمل في أسعار النفط، يدعم الإعلان عن احتمالات محادثات السلام انخفاض الأسعار، إذ يُتوقع أن يؤدي ذلك إلى تخفيف المخاوف بشأن تعرض الإمدادات لأي انقطاع محتمل.
كما لعبت العقوبات الأمريكية والعقوبات المفروضة على روسيا دورًا في تعزيز أسعار النفط خلال الفترة الماضية، لكن هذه الأسعار قد تنخفض في ظل ظهور علامات على استقرار العرض.
وقد أشارت تصريحات بعض المحللين إلى أن ارتفاع أسعار النفط كان مدعوما بضغط التضخم والتوترات التجارية، ولكن الأخبار المتعلقة بإمكانية محادثات السلام أدت إلى تغيير مؤشرات السوق نحو التفاؤل بشأن استقرار الإمدادات.
ختاما أدى احتمال بدء محادثات سلام بين روسيا وأوكرانيا وارتفاع مخزونات النفط الأمريكية إلى انخفاض أسعار النفط بنسبة 1% يوم الخميس. يُظهر هذا التحول في معادلة العرض والطلب تأثير الأخبار الجيوسياسية والبيانات الاقتصادية على تحركات الأسعار في الأسواق العالمية. في الوقت الذي يترقب فيه المستثمرون بيانات إضافية عن المخزونات والاقتصاد، يبقى تأثير السياسات الدولية والتهديدات التجارية عاملاً رئيسيًا في تحديد مسار أسعار النفط في المستقبل القريب.
اقرأ أيضا…