سعر الذهب اليوم يستقر وفي طريقة لتحقيق سادس أسبوع من المكاسب

شهد سعر الذهب اليوم تذبذبا ملحوظا بعد سلسلة من الارتفاعات القياسية التي حققها المعدن النفيس خلال الأيام الماضية. ففي جلسة تداول شهدت الأسعار ارتفاعا ملحوظا وصلت فيها إلى مستويات قياسية جديدة، ثم تراجعت قليلا وسط تصاعد المخاوف بشأن التوترات التجارية العالمية وتأثيرها على النمو الاقتصادي.
يأتي ذلك في ظل تجدد حدة الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، التي أدت إلى فرض رسوم جمركية جديدة وتداعيات سلبية محتملة على الأسواق.
تراجع طفيف بعد ارتفاع قياسي
في الجلسة الأخيرة، تراجع سعر الذهب اليوم بنسبة 0.2% ليصل إلى 2,860.24 دولار للأوقية، بعد أن سجل ذروة تاريخية وصلت إلى 2,882.16 دولار.
كما تراجعت العقود الآجلة للذهب بنسبة 0.3% لتتداول عند 2,883.40 دولار للأوقية، ويعتبر هذا التراجع تصحيحا طبيعيا بعد سلسلة من الارتفاعات الحادة، إذ يشير ارتفاع مؤشر القوة النسبية (RSI) إلى أن الذهب أصبح في منطقة شراء مفرط، مما قد يحفز بعض المستثمرين على جني الأرباح.
تصريحات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي وتأثيرها
وفي سياق متصل، أدلى رئيس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، بتصريحات تؤكد على أن البنك المركزي لن يتسرع في خفض أسعار الفائدة حتى يتم التأكد من تحقيق تقدم ملموس في خفض التضخم. وأوضح باول قائلا: لن نتخذ أي خطوات إضافية لتخفيف السياسة النقدية حتى نرى المزيد من التحسن في مؤشرات التضخم وسوق العمل.
تعكس هذه التصريحات تردد الفيدرالي في اتخاذ إجراءات جديدة وسط عدم اليقين الاقتصادي العالمي، مما يدعم استمرار الطلب على الذهب كملاذ آمن في ظل أسعار الفائدة المرتفعة، وتعتبر هذه التصريحات من قبل قادة الفيدرالي عاملا داعما لاستمرار ارتفاع سعر الذهب اليوم، إذ يظل الذهب خيارا مفضلا لدى المستثمرين الباحثين عن حماية أصولهم في ظل التقلبات الاقتصادية.
طلب قوي من أسواق الهند والصين
بالإضافة إلى ذلك، يشهد الطلب على الذهب في الأسواق الرئيسية مثل الهند والصين انتعاشا ملحوظا، ففي الهند، يعتبر الذهب تقليديا ملاذا آمنا ورمزا للثروة، وقد شهدت المبيعات الفعلية ارتفاعا نتيجة لتحسن ثقة المستهلكين وتحفيز الطلب على المجوهرات والسبائك الذهبية.
وفي الصين، شهدت عمليات السحب من بورصة شنغهاي للذهب زيادة ملحوظة خلال الفترة الأخيرة، حيث ارتفعت السحوبات بنسبة 23% في ديسمبر مقارنة بالشهر السابق، مما يشير إلى توقعات بارتفاع الطلب الاستهلاكي في الربع الأول.
ويظهر هذا الطلب المتزايد من الهند والصين أهمية الذهب كأصل استثماري عالمي، ويُساهم في دعم سعر الذهب اليوم حتى وسط ظروف السوق المتقلبة.
بيانات الوظائف غير الزراعية وتأثيرها على السوق
يترقب المستثمرون أيضا صدور تقرير الوظائف غير الزراعية في الولايات المتحدة، والذي يعتبر من المؤشرات الاقتصادية الحيوية التي يستخدمها الاحتياطي الفيدرالي في اتخاذ قرارات السياسة النقدية.
ويتوقع أن يكشف التقرير عن تباطؤ في نمو التوظيف، مما قد يعزز التوقعات بتخفيف السياسة النقدية في المستقبل القريب.
وفي حالة صدور بيانات وظيفية ضعيفة، قد يدفع ذلك المستثمرين إلى زيادة الطلب على الذهب كأصل ملاذ آمن، مما يسهم في رفع سعر الذهب اليوم. كما أن التقرير سيسهم في إعادة تقييم توقعات التضخم وأسعار الفائدة، مما يؤثر بشكل مباشر على السوق المالية.
تحليل السوق والنظرة المستقبلية
تشير البيانات الفنية إلى أن الذهب قد دخل منطقة الشراء المفرط، إذ بلغ مؤشر القوة النسبية (RSI) مستويات تفوق 70، مما يدل على احتمال حدوث تصحيح طفيف في الأسعار.
ومع ذلك، فإن التحليلات تشير إلى أن الذهب لا يزال يتمتع بمرونة كبيرة وقدرة على التعافي بسرعة من الانخفاضات الحادة، كما هو الحال في الفترات السابقة. يرى بعض المحللين أن التدفقات المؤسسية والشراء من قبل البنوك المركزية ستستمر في دعم الذهب، مما قد يدفع سعر الذهب اليوم لتحقيق مستويات قياسية جديدة في المستقبل إذا ما استمر عدم اليقين الاقتصادي والسياسي.
ختاما على الرغم من التقلبات الكبيرة التي يشهدها سوق الذهب، فإن استعادة سعر الذهب لمستوياته الحرجة يُظهر مرونته وقدرته على التعافي من الهبوطات المفاجئة.
تصاعد التوترات التجارية وارتفاع أسعار الفائدة مع عدم اليقين الاقتصادي جعلت المستثمرين يتجهون إلى الذهب كملاذ آمن، بينما تدعم تصريحات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي مثل جيروم باول الطلب على المعدن النفيس.
كما يلعب الطلب المتزايد في أسواق الهند والصين دورا مهما في دعم أسعار الذهب، في حين تضاف بيانات الوظائف غير الزراعية إلى معادلة التوقعات بشأن السياسة النقدية الأمريكية. في النهاية، يبقى الذهب خيارا جذابا للمستثمرين على المدى الطويل، بالرغم من التقلبات الحالية، مما يبرز دوره كأداة استثمارية تحمي الثروة في أوقات عدم اليقين.
اقرأ أيضا…
3 تعليقات