أخبار الأسواقأخبار الذهبسلع

أسعار الذهب تتراجع بعد مكاسب 5 أيام متتالية

شهدت أسعار الذهب تراجعا طفيفا يوم الخميس بعد سلسلة من خمس جلسات متتالية من الارتفاعات القياسية، حيث وصلت إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق وسط مخاوف متزايدة من حروب تجارية محتملة بين أكبر اقتصادين في العالم.

وتأتي هذه المخاوف نتيجة لتصاعد التوترات حول الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مما أثار تساؤلات حول تأثيرها على النمو الاقتصادي العالمي ومسار أسعار الفائدة في الولايات المتحدة.

تراجع طفيف بعد ارتفاع قياسي

انخفض سعر الذهب الفوري بنسبة 0.2% ليصل إلى 2,860.24 دولار للأونصة، بعد أن سجل أعلى مستوى له يوم الأربعاء عند 2,882.16 دولار.

وعلى الجانب الآخر، تراجعت العقود الآجلة للذهب الأمريكي بنسبة 0.3% لتصل إلى 2,883.40 دولار، ويعتبر هذا التراجع الطبيعي نتيجة عملية جني الأرباح من المستويات القياسية التي تم الوصول إليها، وهو ما يفسر بأنه تصحيح طبيعي بعد فترة من الارتفاعات الحادة.

تفسير المحللين للتقلبات في أسعار الذهب

تشهد السوق حالة من الزخم الإيجابي رغم التقلبات، حيث أن الذهب يمتلك قوة داخلية قوية، كحصان سباق متحمس، حيث أن الزخم الإيجابي لا يزال قائما، ومع ذلك، أن ارتفاع مؤشر القوة النسبية (RSI) إلى 76 يشير إلى أن أسعار الذهب قد وصلت إلى مستوى مبالغ فيه وقد يتبع ذلك تصحيح في الأسعار.

كما أن تصاعد المخاوف حول احتمال تجدد الرسوم الجمركية يمكن أن يؤدي إلى ضغوط تضخمية إضافية، مما قد يدعم أسعار الذهب في المستقبل إذا أدت هذه الضغوط إلى إبقاء أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول.

تأثير الأخبار الاقتصادية والجيوسياسية

يأتي هذا التراجع في أسعار الذهب وسط تقلبات مستمرة في الأسواق بسبب أخبار تتعلق بالرسوم الجمركية وتوترات التجارة الدولية. فقد فرض ترامب رسوما إضافية بنسبة 10% على جميع الواردات الصينية إلى الولايات المتحدة، بينما قام بدوره بتعليق تهديداته بفرض رسوم بنسبة 25% على الواردات من المكسيك وكندا مؤقتا. وأدت هذه الإجراءات إلى رفع مستوى عدم اليقين في الأسواق المالية العالمية، مما دفع المستثمرين إلى اللجوء إلى الذهب كملاذ آمن.

من جهة أخرى، تواصلت عمليات شراء الذهب من قبل البنوك المركزية والمؤسسات المالية، مما ساهم في تعزيز الطلب على المعدن النفيس. وأفادت تقارير من World Gold Council أن الطلب العالمي على الذهب، بما في ذلك التداول خارج البورصات، ارتفع بنسبة 1% ليصل إلى مستوى قياسي خلال عام 2024، خاصة مع تسارع عمليات شراء البنوك المركزية خلال الربع الرابع.

التوقعات المستقبلية لأداء أسعار الذهب

رفع سيتي بنك  توقعاته بشأن أسعار الذهب في المدى القريب والبعيد، مشيرا إلى أن التصعيد التجاري المستمر والمخاطر الجيوسياسية يدعمان اتجاها صعوديا في السوق.

حيث قام سيتي بنك برفع توقعاته للثلاثة أشهر القادمة إلى 3,000 دولار للأوقية، فيما رفع توقعاته لمتوسط سعر الذهب لعام 2025 إلى 2,900 دولار للأوقية.

وتعتبر هذه التوقعات دليلا على أن الطلب الرسمي على الذهب من قبل الهيئات الحكومية سيظل قويا خلال الفترة المقبلة، مع توقع استمرار شراء البنوك المركزية لأكثر من 1,000 طن سنويا خلال 2025-2026.

دور المخاطر والتقلبات في دعم أسعار الذهب

بالرغم من تراجع أسعار الذهب بشكل طفيف اليوم، إلا أن المستثمرين لا يزالون يرون أن المخاطر الجيوسياسية والاقتصادية – خاصة مع استمرار التوترات التجارية وحروب الرسوم الجمركية – ستدعم أسعار الذهب على المدى المتوسط. كما أن سياسات الاحتياطي الفيدرالي التي قد تبقي أسعار الفائدة مرتفعة بسبب الضغوط التضخمية تعتبر عاملاً إيجابيًا يدعم المعدن النفيس.

وختاما في ظل حالة من عدم اليقين الاقتصادي والتوترات الجيوسياسية المستمرة، يشهد الذهب استقرارًا ملحوظًا بعد سلسلة من الارتفاعات القياسية، رغم بعض التصحيحات الطفيفة التي يُتوقع أن تكون مؤقتة. يعكس هذا الانتعاش قوة الذهب كملاذ آمن واستقراره كأصل يحتفظ بقيمته على المدى الطويل، حتى وإن شهد السوق تقلبات قصيرة الأجل. ومع استمرار تدفقات شراء البنوك المركزية وارتفاع الطلب على المعدن النفيس، يتوقع المحللون أن يظل سعر الذهب مدعومًا في ظل الضغوط التجارية والاقتصادية، مما يجعل من الذهب خيارًا جذابًا للمستثمرين الباحثين عن الأمان والاستقرار في أوقات الاضطرابات.

اقرأ أيضا…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى