أسهمأسهم أمريكية

عودة قوية في الأسهم الأمريكية بعد تعليق الرسوم الجمركية الأمريكية على المكسيك

شهد مؤشر داو جونز الصناعي انتعاشا ملحوظا يوم الاثنين بعد أن عاد من تراجع حاد في وقت سابق من الجلسة، حيث تم استعادة جزء كبير من الخسائر بعد أن أعلنت الولايات المتحدة والمكسيك تعليق تطبيق الرسوم الجمركية لمدة شهر.

وقد ساعد هذا الإعلان على تهدئة المخاوف التي انتشرت في الأسواق العالمية بعد أن ضرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كندا والمكسيك برسوم جمركية بنسبة 25% على الواردات، بالإضافة إلى فرض 10% على السلع الصينية، مما تسبب في هبوط حاد في أسواق الأسهم الأمريكية والعالمية.

تراجع ملحوظ في المؤشرات والأسهم الأمريكية

في بداية جلسة التداول، انخفض مؤشر داو جونز الصناعي إلى مستوى منخفض حيث سُجل انخفاض قدره 665.6 نقطة (1.5%)، ولكنه تمكن فيما بعد من استعادة خسائره، ليسجل انخفاضا نهائيا بمقدار 84 نقطة (0.2%). كما شهد كل من مؤشر S&P 500 ومؤشر ناسداك المركب انخفاضات بنسبة 0.6% و0.9% على التوالي. وبالرغم من ذلك، تمكنت الأسهم الأمريكية من استعادة بعض الثقة، خاصة بعد صدور بيانات إيجابية من بعض القطاعات.

على سبيل المثال، سجل صندوق iShares MSCI Mexico ETF، الذي يتتبع الأسهم المكسيكية، انتعاشا ملحوظا حيث ارتفعت أسهمه بنسبة 2%، مما يعكس رد فعل إيجابيا من المستثمرين على الأخبار الأخيرة، رغم الضغوط التجارية القائمة.

ردود الفعل على الرسوم الجمركية وإجراءات ترامب

أدى قرار ترامب الأخير إلى إثارة قلق واسع النطاق في الأسواق بسبب احتمال تأثيره على التجارة العالمية والاقتصاد. فقد صرح ترامب بأن الرسوم الجمركية التي فرضها ستستهدف السلع الواردة من كندا والمكسيك، مما يهدف إلى الحد من الهجرة والتهريب غير المشروع للمخدرات. كما أكد ترامب عبر حسابه على منصة “تروث سول” أن هذه الإجراءات تأتي ضمن إطار التفاوض للحصول على اتفاق تجاري أكثر استقرارًا مع شركائه التجاريين.

من جانبه، أكد رئيس الوزراء المكسيكي كلوديا شينبوام في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي بعد حديثه مع ترامب عن أهمية الحفاظ على العلاقات التجارية وسيادة البلاد، مما ساعد على تهدئة المستثمرين. جاء تأكيد ترامب لاحقا على هذه النقطة قائلا: “كانت محادثة ودية للغاية، وقد تم التوصل إلى سلسلة من الاتفاقات المؤقتة”، مع الإشارة إلى إمكانية استمرار المفاوضات للوصول إلى اتفاق دائم خلال الشهر.

تأثير هذه الإجراءات على الأسهم الأمريكية والأسواق المالية

تأثرت الأسهم الأمريكية بشكل كبير بتلك التطورات، إذ أدى تعليق الرسوم الجمركية على المكسيك إلى تخفيف الضغوط على الأسواق، مما دفع المستثمرين إلى إعادة تقييم المخاطر. وأكد المحلل العالمي في أسواق الفوركس تيري ويزمان من بنك Macquarie أن هذه الإجراءات قد تكون جزءًا من استراتيجية ترامب التفاوضية، حيث يسعى لجعل تعريفات الرسوم الجمركية أداة تفاوضية بدلاً من استخدامها كأداة عقابية دائمة.

كما يشير محلل آخر إلى أن ردود الفعل الإيجابية من السوق قد تكون مؤشرا على أن المستثمرين لا يتوقعون تطبيق تعريفات دائمة على شركاء التجارة الأساسيين للولايات المتحدة مثل كندا والمكسيك، مما يخفف من الضغوط على الاقتصاد الأمريكي بشكل عام.

تأثير الرسوم الجمركية على أسعار النفط والعملات

كان لهذه الإجراءات أيضا تأثير ملحوظ على أسواق السلع والعملات. فقد شهد سعر الدولار الأمريكي ارتفاعًا قويًا، مما دفع بالعملات مثل الدولار الكندي والبيزو المكسيكي إلى تسجيل أدنى مستوياتها منذ سنوات. وفي الوقت نفسه، ارتفعت أسعار النفط نتيجةً لمخاوف محتملة من انخفاض الإمدادات إذا ما استمرت هذه الإجراءات التجارية في التصعيد.

من ناحية أخرى، تصاعدت التوقعات بشأن بقاء أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول بسبب مخاوف التضخم، مما دعم قوة الدولار الأمريكي وجعل المستثمرين يلجأون إلى الأصول الآمنة كملاذ للحفاظ على قيمة استثماراتهم.

ختاما على الرغم من التوترات التجارية المتصاعدة والخطابات الحادة من الإدارة الأمريكية، استطاعت الأسهم الأمريكية تحقيق تعافي قوي بعد تراجع حاد، وذلك بفضل الإجراءات التفاوضية التي أدت إلى تعليق الرسوم الجمركية على المكسيك لفترة مؤقتة. ومع استمرار ترقب الأسواق لأي تطورات جديدة في العلاقات التجارية والمفاوضات مع كندا والمكسيك، يظل سعر الدولار الأمريكي في موقع قوي، مما يدعم القوة الشرائية للمستثمرين ويسهم في استقرار الأسواق المالية رغم المخاوف المستقبلية بشأن تأثير الرسوم الجمركية على التجارة العالمية.

اقرأ أيضا…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى