أكاديمية التداولتعليم تداول عملات رقمية

ما هي صناديق البيتكوين الجديدة وكيف تبدأ التداول بها؟

في ظل التطور السريع الذي يشهده العالم المالي واعتماد المستثمرين على التكنولوجيا الرقمية، أصبحت أدوات الاستثمار في العملات الرقمية من أبرز الاتجاهات الحديثة. يتصدر هذا المشهد صناديق الاستثمار المتداولة، وخاصة تلك التي تركز على البيتكوين، وتعد صناديق الاستثمار المتداولة في البيتكوين وسيلة تمكن المستثمرين من التعرض لسوق العملات الرقمية دون الحاجة لامتلاك الأصول فعليًا، وهو ما يوفر لهم تنويعًا في محافظهم الاستثمارية مع تقليل بعض المخاطر المرتبطة بالتداول المباشر في البيتكوين.

سيتناول هذا المقال تعريف صندوق الاستثمار بشكل عام، موضحًا كيف تعمل هذه الصناديق وما هي الفوائد التي تقدمها للمستثمرين على المدى الطويل، وسنسلط الضوء على صناديق البيتكوين الفورية (Spot Bitcoin ETFs) التي تعد خيارا جذابا للمستثمرين الذين يبحثون عن التعرض الفوري للعملة الرقمية دون المخاطرة بتقلبات الأسعار المباشرة في السوق الفوري.

ما هو صندوق الاستثمار؟

صندوق الاستثمار هو أداة مالية تجمع أموالا من مجموعة من المستثمرين لاستثمارها في مجموعة متنوعة من الأصول مثل الأسهم، السندات، العقارات، السلع، أو أدوات مالية أخرى. يتم إدارة الصندوق من قبل مدير استثمار محترف أو فريق متخصص، الذي يتخذ القرارات الاستثمارية نيابة عن المساهمين بناء على أهداف الصندوق المحددة مسبقا.

ويعمل صندوق الاستثمار من خلال تجميع الأموال من المستثمرين الذين يشترون وحدات أو أسهمًا في الصندوق، مما يوفر رأس المال اللازم للاستثمار. بعد ذلك، تستثمر هذه الأموال في مجموعة واسعة من الأصول بهدف تقليل المخاطر عبر مبدأ التنويع، وتدار هذه الاستثمارات بشكل احترافي من قبل مديرين متخصصين يقومون بتحليل السوق واختيار الفرص المناسبة ومراقبة الأداء باستمرار، وتوزع العوائد الناتجة عن الاستثمارات، مثل أرباح الأسهم أو مكاسب رأس المال، على المساهمين بشكل دوري، أو يعاد استثمارها تلقائيا لتعزيز نمو الصندوق.

وتتنوع صناديق الاستثمار لتلائم احتياجات المستثمرين المختلفة. من بينها صناديق الاستثمار المشتركة (Mutual Funds) التي تشتري أصولا متنوعة وتدار بنشاط، والصناديق المتداولة في البورصة (ETFs) التي تتتبع مؤشرات معينة وتتداول كالأسهم في البورصات. هناك أيضا صناديق التحوط (Hedge Funds) التي تستخدم استراتيجيات استثمارية معقدة ومخاطر أعلى لتحقيق عوائد مرتفعة، بالإضافة إلى صناديق متخصصة تركز على فئة أصول محددة مثل السندات أو الأسهم.

ما هو صندوق البيتكوين المُتداول في البورصة؟

يعتمد صندوق البيتكوين المتداول في البورصة على آلية تقليدية مشابهة لتلك التي تستخدم في صناديق الاستثمار المتداولة الأخرى. يقوم الصندوق بشراء البيتكوين أو العقود الآجلة المرتبطة بها لتتبع أدائها، ومن ثم يوزع هذا الأداء على المستثمرين من خلال حصة محددة. بمعنى آخر، يمكن للمستثمرين شراء هذه الحصص، التي تعكس قيمة البيتكوين في الوقت الحالي، دون الحاجة إلى تخزين أو إدارة البيتكوين بأنفسهم.

يعتبر هذا النوع من الصناديق خيارا جذابا للمستثمرين الذين يرغبون في تنويع محافظهم الاستثمارية والاستفادة من تقلبات سوق العملات الرقمية، مع تجنب المخاطر المرتبطة بتخزين العملات الرقمية وتأمينها. كما يخضع الصندوق لإجراءات تنظيمية ورقابية صارمة تضمن الشفافية والأمان للمستثمرين، مما يجعله خيارًا مناسبًا لأولئك الذين يرغبون في الاستثمار في البيتكوين دون تحمل المخاطر الفنية المتعلقة بالتعامل المباشر مع العملات الرقمية.

بفضل تداوله في البورصة، يوفر صندوق البيتكوين المتداول فرصة للمتداولين للاستفادة من استراتيجيات التداول المختلفة، سواء كانت قصيرة أو طويلة الأجل. وتتيح هذه الطريقة للمستثمرين تحقيق تنويع فعال في محفظتهم دون الحاجة إلى التعامل مع العقبات التقنية والتحديات الأمنية المرتبطة بشراء وتخزين البيتكوين مباشرة.

 صناديق البيتكوين الفورية Spot Bitcoin ETF

تعمل هذه الصناديق من خلال تتبع السعر الفوري للبيتكوين في الأسواق العالمية، حيث يقوم الصندوق بشراء البيتكوين أو استخدام آليات مالية تحاكي أداء العملة. يتم تحويل القيمة السوقية للبيتكوين إلى حصص استثمارية تُتداول في البورصات، تمامًا مثل الأسهم التقليدية. تتيح هذه الطريقة للمستثمرين الاستفادة من تحركات أسعار البيتكوين دون المخاطرة المرتبطة بتخزينها أو إدارتها بأنفسهم، مما يقلل من التحديات الفنية والأمنية المرتبطة بالتداول المباشر للعملة الرقمية.

ويعتمد في تشكيل صناديق البيتكوين الفورية نظامٌ من الإجراءات الدقيقة والشفافة. يبدأ الأمر بشراء كمية من البيتكوين الفعلي وتخزينها في خزائن آمنة تحت إشراف الصندوق، أو من خلال استخدام عقود مالية تضمن تتبع الأداء الفعلي للبيتكوين في السوق. تُحول قيمة هذه الأصول إلى حصص استثمارية تُطرح للتداول في البورصة، حيث يمكن للمستثمرين شراء وبيع هذه الحصص بسهولة خلال ساعات التداول الرسمية. يعتمد الصندوق عادة على نظام “الترجيح وفقا للقيمة السوقية”، حيث تحصل الشركات أو الأصول التي تمتلك حجما أكبر أو قيمة سوقية أعلى على وزن أكبر في الصندوق، مما يجعل تحركاتها ذات تأثير ملحوظ على أداء الصندوق ككل.

برزت عدة صناديق في سوق العملات الرقمية كمثال على صناديق البيتكوين الفورية. يُعتبر صندوق ProShares Bitcoin Strategy ETF واحدًا من أبرز الخيارات المتاحة، حيث يوفر تعرضًا مباشرًا لأداء البيتكوين بطريقة مبسطة وشفافة. كما يحظى Grayscale Bitcoin Trust بشعبية واسعة بين المستثمرين، رغم اختلافه بعض الشيء عن الصناديق التقليدية للاستثمار المتداول، إذ يقدم تعرضًا مباشرًا لأداء البيتكوين على أساس قيمته السوقية.

هناك أيضًا صناديق مثل VanEck Bitcoin Strategy ETF وBitwise 10 Crypto Index Fund، التي تعنى بتتبع أداء مجموعة من العملات الرقمية بما في ذلك البيتكوين. يُتيح هذا التنوع للمستثمرين إمكانية توزيع المخاطر على أكثر من أصل رقمي واحد، مما يوفر حماية إضافية ضد تقلبات السوق الحادة التي يشهدها قطاع العملات الرقمية.

مزايا وعيوب صناديق البيتكوين الفورية

فيما يلي نظرة عامة على بعض مزايا وعيوب صناديق الاستثمار المتداولة في البيتكوين (Bitcoin ETFs):

المزايا

  • سهولة الوصول:
    تتيح هذه الصناديق للمستثمرين التعرض لسوق البيتكوين دون الحاجة للتعامل المباشر مع المحافظ الرقمية أو البورصات الخاصة بالعملات الرقمية.
  • تنوع المحفظة:
    يمكن دمجها بسهولة ضمن محفظة استثمارية متنوعة، مما يساعد في تقليل المخاطر المرتبطة بالاستثمار في أصل واحد.
  • سيولة أفضل:
    تتداول صناديق الاستثمار المتداولة في البورصات التقليدية، مما يوفر سيولة عالية وإمكانية شراء وبيع الوحدات بسهولة خلال ساعات التداول.
  • تنظيم ورقابة:
    غالباً ما تخضع هذه الصناديق لإشراف الجهات التنظيمية، مما يعزز مستوى الشفافية والثقة لدى المستثمرين.
  • توفير التكاليف المرتبطة بالتخزين والأمان:
    بدلاً من شراء البيتكوين مباشرة وتحمّل مسؤولية تخزينها وتأمينها، يقوم الصندوق بإدارة هذه الجوانب.

العيوب

  • الرسوم والإدارة:
    قد تفرض الصناديق رسوم إدارة دورية، مما يؤثر على العائدات مقارنة بالاستثمار المباشر في البيتكوين.
  • تقلبات الأسعار:
    بالرغم من التنظيم، لا تزال قيمة الصناديق مرتبطة بتقلبات سعر البيتكوين، مما يعرضها لمخاطر انخفاض القيمة في فترات التقلب الشديد.
  • عدم امتلاك الأصل مباشرة:
    عند الاستثمار في صندوق البيتكوين، لا يمتلك المستثمر البيتكوين نفسه؛ فهو يحصل على حصة في الصندوق، مما يعني أنه لا يمكنه استخدام البيتكوين كعملة أو نقله خارج النظام.
  • المخاطر التنظيمية والتغييرات القانونية:
    قد تتغير السياسات والأنظمة التنظيمية المتعلقة بالعملات الرقمية مما يؤثر على تشغيل الصناديق وأدائها.
  • قيود الاستثمار:
    بعض الصناديق قد لا توفر التعرض الكامل لجميع استراتيجيات البيتكوين مثل المشاركة في الأنظمة اللامركزية (DeFi) أو الاستفادة من تقنيات البلوكتشين المتقدمة.

صناديق البيتكوين الآجلة Bitcoin Futures ETF

تعتبر صناديق البيتكوين الآجلة من صناديق الاستثمار المتداولة التي تعتمد على العقود الآجلة للبيتكوين بدلا من شراء العملة الرقمية مباشرة. يتيح هذا الأسلوب للمستثمرين التعرض لتحركات أسعار البيتكوين المستقبلية دون الحاجة إلى امتلاك العملة بشكل مباشر، مما يساعد في تجاوز بعض المخاطر المرتبطة بالتخزين والأمان. تعتمد هذه الصناديق على استراتيجيات شراء وبيع العقود الآجلة مع تجديد المراكز بشكل دوري للحفاظ على التعرض المطلوب للسوق. يُلاحظ أن إدارة هذه الصناديق تتضمن آليات لإدارة المخاطر تهدف إلى تقليل الفروقات بين أسعار العقود الآجلة وسعر البيتكوين الفوري، خاصة في ظل التقلبات الكبيرة التي يشهدها سوق العملات الرقمية.

يخضع عمل هذه الصناديق لإشراف الجهات التنظيمية، مما يعزز مستوى الثقة والشفافية للمستثمرين، ويُعتبر ذلك ميزة إضافية مقارنة ببعض الاستثمارات المباشرة في البيتكوين. ومن بين الصناديق التي اشتهرت في هذا المجال نجد صندوق ProShares Bitcoin Strategy ETF (BITO) الذي كان من أوائل الصناديق التي قدمت هذا النوع من التعرض، بالإضافة إلى صندوقي Valkyrie Bitcoin Strategy ETF (BTF) وVanEck Bitcoin Strategy ETF، حيث تسعى جميعها إلى تقديم إدارة نشطة للمخاطر واستراتيجيات تداول متطورة تتماشى مع تحركات أسعار العقود الآجلة.

على الرغم من المزايا التنظيمية والتسهيلات التي توفرها هذه الصناديق، يجب الانتباه إلى أن الاعتماد على العقود الآجلة قد يؤدي إلى اختلاف في الأداء مقارنةً بالسعر الفوري للبيتكوين، مما يستدعي دراسة المخاطر بعناية قبل اتخاذ قرار الاستثمار.

صناديق البيتكوين مقابل الاحتفاظ بالبيتكوين الفعلي: ما هي الاختلافات؟

عند مقارنة استثمار البيتكوين من خلال صناديق الاستثمار مع الاحتفاظ بالبيتكوين الفعلي، تظهر عدة فروقات هامة في جوانب التكاليف والمخاطر. ففي حالة صناديق الاستثمار، يحصل المستثمر على تعرض لسعر البيتكوين دون الحاجة لإدارة محافظ رقمية أو القلق بشأن تخزين المفاتيح الخاصة، مما يقلل من مخاطر الاختراق والسرقة. ومع ذلك، يترتب على هذه الصناديق رسوم إدارة دورية قد تؤثر على العوائد على المدى الطويل.

بالمقابل، يمنح الاحتفاظ بالبيتكوين الفعلي السيطرة المباشرة على الأصل دون رسوم إدارة، إلا أن هذا الخيار يتطلب اتخاذ تدابير أمنية صارمة لتجنب فقدان العملة أو تعرضها للاختراق. كما يتميز الاستثمار عبر صناديق الاستثمار بوجود إطار تنظيمي ورقابي يضمن مستوى من الشفافية والثقة، بينما يظل الاحتفاظ المباشر بالبيتكوين أكثر عرضة للتحديات التنظيمية والتقنية.

بالإضافة إلى ذلك، فإن تداول صناديق الاستثمار يتم خلال ساعات عمل الأسواق المالية التقليدية، في حين يمكن تداول البيتكوين على مدار الساعة مما يوفر مرونة أكبر في عمليات البيع والشراء. في النهاية، يعتمد الاختيار بين الطريقتين على تفضيلات المستثمر من حيث مستوى السيطرة، وتقبله للمخاطر، والاهتمام بالتكاليف الإدارية مقابل الحاجة إلى إدارة أمان التخزين الشخصي.

لماذا كل هذه الإثارة حول صندوق البيتكوين؟

تأتي الإثارة حول صندوق البيتكوين نتيجة لعدة عوامل متشابكة جعلت منه أداة استثمارية جذابة للمستثمرين من مختلف الفئات. أولاً، يوفر الصندوق طريقة منظمة للتعرض لسعر البيتكوين دون الحاجة للتعامل مباشرة مع تحديات تخزين العملة أو إدارة المفاتيح الخاصة، مما يقلل من المخاطر التقنية والأمنية المرتبطة بالاستثمار المباشر.

كما أنه يدار ضمن إطار تنظيمي واضح يخضع لرقابة الجهات المختصة، مما يزيد من الشفافية ويعزز ثقة المستثمرين، خاصةً المؤسسات المالية التي كانت مترددة في دخول سوق العملات الرقمية بسبب طبيعته المتقلبة وغير المنظمة في السابق.

بالإضافة إلى ذلك، يتيح صندوق البيتكوين الوصول إلى هذا السوق عبر آليات التداول التقليدية، مما يسهل على المستثمرين الأفراد والمؤسسات إدراج التعرض للبيتكوين ضمن محافظهم الاستثمارية دون الحاجة للتعامل مع منصات تبادل العملات الرقمية. هذه المزايا وغيرها، مثل إمكانية تنويع الاستثمارات وتقليل التكاليف المرتبطة بالتخزين والأمان، ساهمت في رفع مستوى الاهتمام والصخب حول هذا النوع من الصناديق، مع تأثير واضح على زيادة السيولة وتعزيز الاعتراف بالبيتكوين كأصل استثماري رئيسي في الأسواق المالية.

ما هي المخاوف التي يجب أن يكون المستثمرين على دراية بها؟

عند الاستثمار في صناديق البيتكوين، يجب على المستثمرين أن يكونوا على دراية بعدة مخاوف أساسية. أولا، يُعد تقلب سعر البيتكوين نفسه أحد أكبر التحديات؛ فالحركات الحادة وغير المتوقعة في السوق قد تؤدي إلى تذبذب كبير في قيمة الصندوق.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تؤثر الرسوم الإدارية وتكاليف التشغيل على العوائد النهائية، حيث تُخصم هذه التكاليف من أداء الصندوق على المدى الطويل.

كما يشكل الإطار التنظيمي المتغير مصدر قلق، إذ قد تؤثر التعديلات في السياسات واللوائح المتعلقة بالعملات الرقمية على آلية عمل الصندوق أو حتى على إمكانية استمراريته في السوق.

ومن ناحية أخرى، فإن عدم امتلاك المستثمر للبيتكوين الفعلي يعني أنه لا يمكنه الاستفادة من بعض الخصائص التقنية أو الاستخدام المباشر للعملة، وهو ما قد يكون محدوداً في حالات معينة. للتعامل مع هذه المخاوف، يُنصح بإجراء بحث معمق حول استراتيجية الصندوق وإدارته، ومراقبة التطورات التنظيمية والتقنية في السوق، بالإضافة إلى تنويع المحفظة الاستثمارية لتخفيف المخاطر المحتملة.

من الذي يجب أن يفكر في الاستثمار في صناديق البيتكوين؟

صناديق البيتكوين تمثل خيارا جذابا لمن يرغبون في التعرض لسوق العملات الرقمية دون الدخول مباشرة في تحديات التخزين والأمان المصاحبة للاحتفاظ بالعملة الفعلية.

لذلك، فإنها تناسب المستثمرين الذين يبحثون عن طريقة منظمة ومدارة للاستثمار في هذا المجال، سواء كانوا من الأفراد الذين يمتلكون خبرة محدودة ويرغبون في الاستفادة من خبرة مديري الصناديق أو من المؤسسات المالية التي تفضل العمل ضمن إطار تنظيمي ورقابي.

كما قد يجد المستثمرون الباحثون عن تنويع محافظهم الاستثمارية وتوسيع نطاق تعرضهم للأصول ذات الإمكانات العالية للنمو أن صناديق البيتكوين خيار مناسب، رغم تحملها لمستوى معين من المخاطر المرتبطة بتقلبات السوق. في النهاية، يجب على كل مستثمر تقييم أهدافه المالية ومستوى تحمله للمخاطر قبل اتخاذ قرار الاستثمار في صناديق البيتكوين.

اقرأ أيضا…

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى