سعر الدولار ينخفض بعد تصريحات ترامب بشأن التعريفات الجمركية
شهد سعر الدولار الأميركي تراجعا بعد تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأنه يفضل عدم فرض تعريفات جمركية إضافية على الصين، مما يشير إلى احتمالية التوصل إلى اتفاق تجاري. ومع ذلك، يعتقد لي هاردمان، محلل بنك MUFG، أن هذا الانخفاض في الدولار قد يكون محدودا. ويرى هاردمان أن ترامب من المرجح أن يمضي قدمًا في فرض تعريفات جمركية أعلى في نهاية المطاف.
وعلى الرغم من دعوة ترامب إلى خفض أسعار الفائدة وضعف سعر الدولار لدعم الاقتصاد الأميركي، فإن سياساته الأخرى، مثل التعريفات الجمركية وتشديد إجراءات الهجرة وتخفيض الضرائب، قد تسهم في إبقاء عوائد السندات الأميركية وسعر الدولار عند مستويات مرتفعة لفترة أطول.
بعد تصريحات ترامب، انخفض مؤشر الدولار (DXY) بنسبة 0.5% ليصل إلى 107.454، بعدما بلغ أدنى مستوى له في خمسة أسابيع عند 107.276. يعكس هذا الانخفاض تفاؤل الأسواق بحذر تجاه إمكانية التوصل إلى صفقة تجارية، لكنه يكشف عن مخاوف مستمرة بشأن تأثير السياسات الاقتصادية الأميركية طويلة الأجل.
ضعف سوق العمل الأميركي
تشير البيانات الأخيرة إلى وجود إشارات على تراجع سوق العمل الأميركي. فقد ارتفعت طلبات إعانات البطالة الأولية الأسبوعية بمقدار 6,000 لتصل إلى أعلى مستوى لها في ستة أسابيع عند 223,000، متجاوزة التوقعات التي كانت عند 220,000. وبالمثل، ارتفعت طلبات إعانات البطالة المستمرة بمقدار 46,000 لتصل إلى أعلى مستوى لها في ثلاث سنوات عند 1.899 مليون، متجاوزة التوقعات البالغة 1.866 مليون.
تظهر هذه الأرقام تحديات مستمرة في سوق العمل الأميركي، مما قد يؤثر على قرارات السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي في الاجتماعات المقبلة.
استقرار مؤشر التصنيع الفيدرالي في كانساس سيتي عند مستويات سلبية
ظل مؤشر معنويات التصنيع الصادر عن بنك الاحتياطي الفيدرالي في كانساس سيتي لشهر يناير ثابتًا عند -5، وهو أقل من التوقعات التي كانت تشير إلى ارتفاعه إلى 0. يعكس هذا الاستقرار عند مستويات سلبية الصعوبات المستمرة في قطاع التصنيع الأميركي، التي قد تكون ناجمة عن عدم اليقين التجاري وتباطؤ النمو الاقتصادي العالمي.
خفض أسعار الفائدة في اجتماع الفيدرالي يبدو غير مرجح
من المتوقع أن يكون اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة (FOMC) المقرر عقده في 28-29 يناير خاليًا من قرارات خفض أسعار الفائدة، حيث تقيّم الأسواق احتمالية خفض بمقدار -25 نقطة أساس بنسبة 1% فقط.
هذا التوقع يتماشى مع البيانات الأخيرة التي تشير إلى وجود ضعف في سوق العمل وقطاع التصنيع، لكنها قد لا تكون كافية لتحفيز الاحتياطي الفيدرالي على اتخاذ إجراء فوري.
انتعاش اليورو وسط ضعف الدولار
ارتفع اليورو (EUR/USD) بنسبة +0.18% يوم الخميس، متعافيا من خسائره السابقة نتيجة ضعف سعر الدولار. كان للضعف في الدولار دور كبير في تعزيز العملة الأوروبية، لكن تعليقات متشائمة من عضو المجلس الحاكم للبنك المركزي الأوروبي، بابلو إسكريفا، ضغطت على العملة في وقت سابق. حيث صرح إسكريفا بأن السياسة النقدية للبنك المركزي الأوروبي “لا تزال مقيدة” وأنه يجب التحول إلى موقف أكثر حيادية في الأشهر الستة المقبلة.
وعلى الرغم من انتعاش اليورو، فإن احتمالات تحقيق مكاسب كبيرة تبدو محدودة على المدى القريب، حيث تشير التوقعات إلى أن البنك المركزي الأوروبي قد يخفض أسعار الفائدة بمقدار -25 نقطة أساس خلال اجتماعه المقبل في 30 يناير.
البنك المركزي الأوروبي يستعد لخفض الفائدة
تظهر العقود الآجلة احتمالية بنسبة 97% لخفض أسعار الفائدة بمقدار -25 نقطة أساس في الاجتماع المقبل للبنك المركزي الأوروبي. تصريحات إسكريفا تعكس النهج المتشائم للبنك، مما يشير إلى تحول تدريجي نحو موقف أكثر حيادية لمعالجة التباطؤ في النمو والضغوط التضخمية في منطقة اليورو.
وتظل الأسواق العالمية مركزة على سياسات البنوك المركزية وتطورات التجارة والبيانات الاقتصادية. ورغم أن تصريحات ترامب بشأن التعريفات وفرت بعض الارتياح المؤقت للدولار، إلا أن الشكوك حول سياسات الاقتصاد الأميركي وتأثيرها العالمي لا تزال قائمة. وفي الوقت نفسه، يواجه اليورو تحديات من توقعات خفض الفائدة من البنك المركزي الأوروبي، مما يحد من إمكانية تحقيق مكاسب كبيرة في المستقبل القريب. ومع اقتراب الاجتماعات الحاسمة لكل من الاحتياطي الفيدرالي والبنك المركزي الأوروبي، سيستمر المستثمرون في مراقبة المؤشرات الاقتصادية عن كثب لتحديد اتجاهات الأسواق والعملات.
اقرأ أيضا…