أخبار الأسواقأخبار النفطسلع

أسعار النفط تتعرض لضغوط بسبب الغموض حول تعريفات ترامب

شهدت أسعار النفط تغييرات طفيفة يوم الخميس، حيث استمرت في تسجيل خسائر منذ الجلسة السابقة. يأتي ذلك بسبب الغموض المحيط بتأثير تعريفات الرئيس الأميركي دونالد ترامب المقترحة وسياسات الطاقة على النمو الاقتصادي العالمي والطلب على الطاقة.

أداء أسعار النفط في الأسواق

تراجعت عقود خام برنت الآجلة بمقدار سنتين فقط، ليصل السعر إلى 78.98 دولار للبرميل وقت نشر هذا التقرير، أما خام غرب تكساس الوسيط (WTI) فقد انخفض بمقدار 4 سنتات، مسجلا 75.40 دولار للبرميل، هذه التحركات الطفيفة تعكس حالة الترقب في السوق، حيث يواجه المستثمرون حالة من عدم اليقين بشأن السياسات المستقبلية للإدارة الأميركية وتأثيراتها المحتملة.

ووفقا لتصريحات بريانكا ساشديفا، كبيرة المحللين في شركة الاستثمار “فيليب نوفا”، فإن أسواق النفط تراجعت عن بعض مكاسبها الأخيرة بسبب تأثيرات متباينة. وأوضحت ساشديفا أن توقعات زيادة الإنتاج الأميركي نتيجة السياسات الداعمة لعمليات الحفر التي يتبناها ترامب تعد من العوامل الرئيسية المؤثرة.

من ناحية أخرى، أدى انخفاض التوترات الجيوسياسية في غزة إلى تخفيف المخاوف بشأن اضطرابات الإمدادات من المناطق المنتجة الرئيسية. ومع ذلك، تظل التأثيرات الاقتصادية الأوسع لتعريفات الولايات المتحدة التجارية عاملاً رئيسيًا قد يعوق نمو الطلب العالمي على النفط في المستقبل القريب.

تصريحات ترامب ووعوده بفرض تعريفات جديدة

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن عزمه فرض تعريفات جمركية جديدة كجزء من تحذيراته بالعقوبات على روسيا إذا لم تتوصل إلى اتفاق لإنهاء الصراع في أوكرانيا. بالإضافة إلى ذلك، تعهد ترامب بفرض تعريفات جمركية بنسبة 25% على كندا والمكسيك، مع تهديد مماثل تجاه الاتحاد الأوروبي.

فيما يتعلق بالصين، أشار ترامب إلى إمكانية فرض تعريفة عقابية بنسبة 10% بسبب ما وصفه بتصدير الفنتانيل إلى الولايات المتحدة. هذه التصريحات أثارت مخاوف الأسواق من أن تؤدي السياسات التجارية الجديدة إلى اضطرابات إضافية في سلاسل الإمداد العالمية، مما سيؤثر بشكل مباشر على الطلب على الطاقة.

إعلان حالة الطوارئ في قطاع الطاقة

وفي خطوة لافتة، أعلن ترامب يوم الاثنين عن حالة طوارئ وطنية في قطاع الطاقة. يهدف هذا الإعلان إلى منحه سلطة تخفيف القيود البيئية المفروضة على البنية التحتية للطاقة والمشاريع، بالإضافة إلى تسريع عملية إصدار التصاريح الخاصة بمشروعات خطوط الأنابيب الجديدة والبنية التحتية للطاقة.

هذه الإجراءات تأتي في سياق محاولات ترامب تعزيز الإنتاج المحلي للطاقة وتقليل الاعتماد على الواردات. ومع ذلك، أثارت هذه الخطوة مخاوف بيئية وانتقادات من جهات متعددة، معتبرة أن تخفيف القيود البيئية قد يؤدي إلى آثار سلبية طويلة الأمد.

التوقعات المستقبلية للسوق

سوق النفط قد تشهد مزيدا من التقلبات الهبوطية على المدى القريب، وأرجع ذلك إلى الغموض الذي يكتنف موقف إدارة ترامب بشأن التعريفات التجارية، بالإضافة إلى التوقعات بارتفاع الإمدادات النفطية الأميركية.

وأشار وونغ إلى أن هذه العوامل قد تضيف المزيد من الضغط على أسعار النفط في المستقبل القريب، مما يثير تساؤلات حول قدرة السوق على استيعاب هذه التحولات.

وعلى صعيد المخزونات، أظهرت البيانات أن احتياطيات النفط الخام الأميركية ارتفعت بمقدار 958,000 برميل في الأسبوع المنتهي في 17 يناير. تأتي هذه الزيادة في وقت حساس، حيث كانت الأسواق تتوقع انخفاضًا بنحو 1.6 مليون برميل.

وفي السياق ذاته، ارتفعت مخزونات البنزين بمقدار 3.2 مليون برميل هذا الأسبوع، مما يعكس زيادة كبيرة في الإمدادات. وعلى الرغم من هذه الزيادة، تظل مخزونات البنزين أقل قليلا من متوسط الخمس سنوات لهذا الوقت من العام.

من جانب آخر، سجلت مخزونات الديزل ارتفاعًا بمقدار 1.9 مليون برميل، مما يشير إلى استمرار الطلب القوي على منتجات التكرير، على الرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة.

ختاما تشير هذه التطورات إلى أن أسعار النفط ستظل تحت ضغط كبير خلال الفترة المقبلة، مع تزايد حالة عدم اليقين بشأن السياسات الأميركية وتأثيراتها على السوق. وبينما تسعى إدارة ترامب لتعزيز الإنتاج المحلي للطاقة، تبقى المخاوف بشأن التعريفات التجارية والطلب العالمي عوامل رئيسية قد تعيق انتعاش السوق في المستقبل القريب.

اقرأ أيضا…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى