ارتفاع أسعار النفط وسط حالة من عدم اليقين بشأن تأثير العقوبات

شهدت أسعار النفط ارتفاعا طفيفا يوم الأربعاء، حيث ركز السوق على احتمال حدوث اضطرابات في الإمدادات نتيجة العقوبات الجديدة المفروضة على ناقلات النفط الروسية. ومع ذلك، حد الغموض بشأن تأثير هذه العقوبات على الإمدادات العالمية من هذا الارتفاع.
وارتفعت عقود خام برنت الآجلة بمقدار 29 سنتا، أو ما يعادل 0.36%، لتصل إلى 80.21 دولار للبرميل وقت نشر هذا التقرير، وفي الوقت نفسه، صعد خام غرب تكساس الأميركي بمقدار 33 سنتا، أو ما يعادل 0.43%، ليبلغ 77.83 دولار للبرميل.
دور العقوبات ومخاوف الإمدادات
أشارت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الشهري إلى أن العقوبات الأميركية الأخيرة قد تحدث اضطرابا كبيرا في إمدادات وتوزيع النفط الروسي، ومع ذلك، أكدت الوكالة أن التأثير الأوسع على سوق النفط العالمي والوصول إلى الإمدادات الروسية لا يزال غير واضح.
حيث انخفضت صادرات النفط الروسية بمقدار 40 ألف برميل يوميا في ديسمبر لتصل إلى 7.33 مليون برميل يوميا، حيث عوضت زيادة شحنات المنتجات انخفاضا قدره 250 ألف برميل يوميا من صادرات النفط الخام، وارتفعت عائدات الصادرات بمقدار 410 مليون دولار لتصل إلى 15.1 مليار دولار مع تحسن أسعار المنتجات.
وفي 10 يناير، فرضت الحكومة الأمريكيى عقوبات جديدة تهدف إلى تقليص عائدات قطاع النفط الروسي، مستهدفة منتجيين رئيسيين وأكثر من 160 ناقلة نفط روسية وإيرانية وفنزيلية
وفي هذا السياق، أوضح “أولي هانسن”، رئيس استراتيجية السلع في بنك ساكسو، أن العقوبات أضافت حالة من القلق إلى السوق، مما دعم أسعار النفط. وقال: الناقلات التي تحمل النفط الخام الروسي تواجه صعوبات في تفريغ حمولتها في الأسواق العالمية، مما قد يخلق حالة من الشح المؤقت في الإمدادات.
ومن جهته، أشار ياب جون رونغ، محلل الأسواق في شركة IG، إلى أن السؤال الرئيسي يتمثل في كمية الإمدادات الروسية التي قد تفقد في السوق العالمي وما إذا كانت هناك تدابير بديلة يمكنها تعويض النقص المحتمل.
نشاط المصافي ومستويات المخزون العالمية
قفزت معدلات تشغيل المصافي بمقدار 1.2 مليون برميل يوميا في ديسمبر لتصل إلى أعلى مستوى لها في خلال خمس سنوات عند 843 مليون برميل يوميا بعد إنتهاء صيانة الخريف وتحسن هوامش أرباح التكرير.
ومن المتوقع أن تنمو معدلات التشغيل بمقدار 660 ألف برميل يوميا في عام 2025، بعد زيادة قدرها 510 ألف برميل يوميا في عام 2024، مع قيادة الدول الغير أعضاء في منظمة التعاون الأقتصادي والتنمية (OECD) لهذا النمو.
وارتفعت المخزونات العالمية من النفط بمقدار 12.2 مليون برميل في نوفمبر لتصل إلى 7.655 مليار برميل، ولكن مخزونات الصناعة في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية تراجعت بمقدار 20.1 مليون برميل إلى أدنى مستوى لها منذ أغسطس 2022.
بيانات المخزون الأميركي تدعم أسعار النفط
وجدت أسعار النفط مزيدا من الدعم بعد التقارير التي أشارت إلى انخفاض مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة، ووفقا لبيانات معهد البترول الأميركي (API)، انخفضت مخزونات الخام بمقدار 2.6 مليون برميل الأسبوع الماضي، بينما ارتفعت مخزونات البنزين بمقدار 5.4 مليون برميل، وزادت مخزونات المشتقات بمقدار 4.88 مليون برميل.
وأظهر استطلاع أجرته وكالة “رويترز” أن المحللين توقعوا انخفاض مخزونات النفط الخام الأميركية بحوالي مليون برميل خلال الأسبوع المنتهي في 10 يناير، ومن المتوقع أن تقدم إدارة معلومات الطاقة (EIA) بيانات أكثر وضوحا حول المخزونات، حيث من المقرر أن تصدر تقريرها خلال اليوم.
وفي أحدث توقعاتها، خفضت إدارة معلومات الطاقة تقديراتها للطلب العالمي على النفط في عام 2025 إلى 104.1 مليون برميل يوميا، وهو أقل بقليل من التقديرات السابقة، وتتوقع الإدارة أن يبلغ متوسط الإمدادات العالمية من النفط والوقود السائل 104.4 مليون برميل يوميا في نفس العام.
أما بالنسبة للأسعار، فتتوقع الإدارة أن تنخفض أسعار خام برنت بنسبة 8% في عام 2025، ليصل متوسط السعر إلى 74 دولار للبرميل، وأن تنخفض أكثر إلى 66 دولار في عام 2026. وبالنسبة لخام غرب تكساس، تتوقع الإدارة أن يبلغ متوسط السعر 70 دولار للبرميل في عام 2025، وأن ينخفض إلى 62 دولار في عام 2026.
استمرار حالة عدم اليقين
يبقى السوق في حالة ترقب، حيث يوازن بين مخاوف اضطرابات الإمدادات والتوقعات بنمو أضعف في الطلب وانخفاض الأسعار على المدى الطويل. ومع فرض عقوبات على النفط الروسي وإضافة مخاطر جديدة، من المرجح أن يظل التركيز على بيانات المخزونات والتطورات الإضافية في سوق النفط العالمي.
اقرأ أيضا…
2 تعليقات