أخبار الأسواقأخبار النفطسلع

قفزة في أسعار النفط بفعل العقوبات الأمريكية على الإمدادات الروسية

واصلت أسعار النفط ارتفاعها للجلسة الثالثة على التوالي، حيث تجاوز خام برنت حاجز 80 دولار للبرميل، وهو أعلى مستوى منذ أكثر من أربعة أشهر. جاء هذا الارتفاع مدفوعا بتوسيع العقوبات الأمريكية على النفط الروسي، مما أثار توقعات بتأثير كبير على صادرات روسيا إلى الصين والهند، أبرز المستوردين.

تفاصيل ارتفاع أسعار النفط

سجل خام برنت 81.44 دولار للبرميل بعد أن لامس أعلى مستوى له منذ أغسطس الماضي. كما ارتفع خام غرب تكساس الأمريكي ليصل إلى 78.41 دولار للبرميل، وهو أيضا أعلى مستوى منذ منتصف أغسطس.

هذه الارتفاعات جاءت نتيجة موجة صعودية بدأت في 8 يناير، حيث قفزت الأسعار بنسبة 7%، مدفوعة بالإعلان عن عقوبات أمريكية أوسع على النفط الروسي.

العقوبات الأمريكية وتأثيرها على الإمدادات الروسية

العقوبات الجديدة شملت شركات كبرى مثل “غازبروم نفط” و”سورغوت نفط غاز”، إضافة إلى 183 سفينة تنقل النفط الروسي. تهدف هذه العقوبات إلى تقليص العائدات الروسية التي تستخدمها لتمويل عملياتها العسكرية في أوكرانيا.

ويرى محللون أن هذه الإجراءات ستدفع الصين والهند، أبرز مشتري النفط الروسي، للبحث عن بدائل من الشرق الأوسط وأفريقيا والأمريكيتين، مما سيزيد من تكاليف الشحن وأسعار النفط.
وأشار المحلل تاماس فارجا من شركة PVM إلى أن السوق تتخوف من تأثير العقوبات على الإمدادات الروسية. وأضاف أن السيناريو الأسوأ بالنسبة لصادرات روسيا يبدو أكثر واقعية، رغم أن التأثير الكامل قد يتأخر حتى دخول إدارة ترامب الجديدة حيز التنفيذ. ورغم وجود فترة سماح للعقوبات حتى 12 مارس، قد تظهر آثارها تدريجيا مع اقتراب الموعد النهائي.

التقديرات المستقبلية لأسعار النفط

وفقًا لتقديرات “جولدمان ساكس”، استهدفت العقوبات ناقلات تنقل 1.7 مليون برميل يوميًا من النفط الروسي، ما يعادل 25% من صادرات روسيا. البنك أشار إلى أن هذا الوضع قد يدفع بأسعار خام برنت إلى مستويات تتجاوز نطاق التوقعات السابقة بين 70 و85 دولار للبرميل.
ومع مضاعفة العقوبات المفروضة على ناقلات النفط الروسية، ستحتاج روسيا إلى ناقلات غير خاضعة للعقوبات أو تقديم خصومات كبيرة تصل إلى أقل من 60 دولار للبرميل للتمكن من استخدام التأمين الغربي. هذا الوضع سيزيد من تعقيد استراتيجية روسيا في تصدير النفط، خاصة مع زيادة القيود الدولية.
دعوات أوروبية لتشديد العقوبات

دعت ست دول أوروبية، منها السويد والدنمارك، المفوضية الأوروبية إلى خفض سقف السعر المفروض على النفط الروسي والمحدد عند 60 دولار للبرميل. وذكرت هذه الدول أن خفض السقف السعري سيقلل من عائدات روسيا دون التسبب في صدمة بالسوق، خاصة أن الإمدادات العالمية أصبحت أفضل مما كانت عليه في عام 2022.

ختاما مع استمرار تأثير العقوبات الأمريكية والبحث عن بدائل للإمدادات الروسية، تواجه الأسواق النفطية ضغوطا متزايدة. الطلب المرتفع من الدول الكبرى والقيود المفروضة على صادرات روسيا يجعل من المرجح استمرار ارتفاع الأسعار، مما يضيف المزيد من التعقيد إلى المشهد العالمي للطاقة.

اقرأ أيضا…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى