سعر الدولار الأمريكي يعزز مكاسبه وسط بيانات اقتصادية قوية

لليوم الثاني على التوالي، شهد سعر الدولار الأمريكي ارتفاعاً ملحوظاً يوم الأربعاء، مستفيداً من بيانات اقتصادية أمريكية مشجعة دفعت عائدات السندات إلى مستويات جديدة، مما خفض التوقعات بخفض قريب في أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي.
بيانات اقتصادية داعمة للدولار
أظهرت البيانات الاقتصادية الأمريكية الأخيرة قوة سوق العمل والنشاط الاقتصادي. ارتفعت فرص العمل بشكل غير متوقع خلال نوفمبر، مع تسجيل معدلات تسريح منخفضة. كما أظهرت دراسة منفصلة تسارع نشاط قطاع الخدمات في ديسمبر، مصحوبا بارتفاع مؤشر أسعار المدخلات إلى أعلى مستوى له في عامين. هذه البيانات تشير إلى ضغوط تضخمية محتملة قد تدفع الفيدرالي إلى التريث قبل إجراء أي تخفيضات في أسعار الفائدة.
استجابة لهذه التطورات، ارتفعت عائدات السندات الأمريكية لأجل 10 سنوات بأكثر من ثماني نقاط أساس، لتصل إلى 4.699%، وهو أعلى مستوى لها منذ ثمانية أشهر.
تأثير البيانات على السياسة النقدية
أثرت البيانات القوية بشكل كبير على توقعات المستثمرين لخطوات الاحتياطي الفيدرالي المستقبلية. قال بارت واكابايشي، مدير فرع طوكيو في State Street: “نرى بيانات أمريكية قوية تدفع العوائد إلى الارتفاع، مما يؤجل توقعات خفض الفائدة إلى الصيف أو ما بعده. هناك حتى مناقشات حول إمكانية رفع الفائدة بدلاً من خفضها، مما يعكس تحولاً كبيراً في التوجهات السائدة”.
مع هذه التطورات، أصبحت الأسواق تسعّر احتمالية تخفيض محدود للفائدة بواقع 38 نقطة أساس فقط خلال هذا العام، مع توقع أول خفض في يوليو.
أداء العملات الأخرى مقابل الدولار
في ظل صعود الدولار، واجهت العملات الرئيسية الأخرى صعوبات ملحوظة.
- اليورو: انخفض بنسبة 0.16% ليصل إلى 1.0323 دولار، بعد أن سجل أدنى مستوى له في عامين عند 1.0224 دولار الأسبوع الماضي.
- الجنيه الإسترليني: تراجع بنسبة 0.24% إلى 1.2458 دولار.
- اليوان الصيني: هبط إلى أدنى مستوياته في ستة أشهر عند 7.3319 دولار.
في اليابان، تراجع الين إلى مستويات قريبة من 160 ين للدولار، وهو مستوى دفع السلطات اليابانية إلى التدخل العام الماضي. أظهرت بيانات حكومية انخفاضاً في ثقة المستهلك الياباني خلال ديسمبر، مما يلقي بظلال من الشك على قدرة البنك المركزي الياباني على رفع أسعار الفائدة استناداً إلى قوة إنفاق الأسر.
الدولار يهيمن على الأسواق العالمية
يتوقع المحللون استمرار الدولار في الهيمنة على الأسواق العالمية. وفقاً لاستطلاع أجرته رويترز، يتوقع العديد من خبراء العملات وصول الدولار إلى التعادل مع اليورو بحلول عام 2025.
شهد الدولار ارتفاعاً بنسبة 8% خلال الربع الأخير من 2024، مدعوماً بمرونة الاقتصاد الأمريكي وتراجع توقعات خفض الفائدة. أشار خبراء إلى أن سياسات التعريفات الجمركية والإجراءات الاقتصادية الأخرى التي اقترحها الرئيس المنتخب دونالد ترامب تعزز من قوة الدولار على المدى القريب.
سعر الدولار في سياق التقييم
بحسب تحليل صادر عن Bank of America Securities، يُظهر الدولار علامات على كونه مُبالغاً في تقييمه بنسبة 18.5%، وهو أعلى مستوى خلال الثلاثين عاماً الماضية، باستثناء فترة الصدمات الاقتصادية الناجمة عن حرب أوكرانيا في 2022.
يشير التقرير إلى أن الدولار يظل في وضع قوي، لكن قد يواجه تحديات في وقت لاحق من العام مع تأثير السياسات الأمريكية على الاقتصاد الداخلي واستجابة الأسواق العالمية لهذه السياسات.
ختاما يواصل الدولار الأمريكي تعزيز مكاسبه بفضل بيانات اقتصادية قوية وعوائد سندات مرتفعة، مما يدعم توقعات استمرار قوته على المدى القريب. في حين أن السياسات الاقتصادية الأمريكية الراهنة تسهم في هذه المكاسب، إلا أن التحديات قد تبرز لاحقاً مع تطور الظروف الاقتصادية محليا وعالميا.
اقرأ أيضا…
2 تعليقات