أسعار النفط تتجه لتسجيل مكاسب أسبوعية
شهدت أسعار النفط ارتفاعا يقارب 1% يوم الجمعة، في ظل توقعات بتحقيق مكاسب أسبوعية مدعومة بآمال في انتعاش اقتصادي بالصين، أكبر مستورد للنفط في العالم. يعود هذا التفاؤل إلى تحفيزات اقتصادية منتظرة في الصين، بالإضافة إلى توقعات بانخفاض المخزونات الأميركية، مما عزز معنويات السوق.
تحركات أسعار النفط اليوم
مع بداية يوم الجمعة، أظهرت أسعار النفط زخمًا إيجابيًا حيث ارتفعت عقود خام برنت الآجلة بمقدار 65 سنتًا، أي بنسبة 0.9% لتصل إلى 73.91 دولارًا للبرميل وقت كتابة هذا التقرير.
وفي الوقت ذاته، ارتفعت عقود خام غرب تكساس الأميركي بمقدار 57 سنتًا، بنسبة 0.8% لتصل إلى 70.19 دولار للبرميل. وعلى مدار الأسبوع، أظهرت أسعار النفط أداء إيجابيا حيث سجل خام برنت مكاسب بلغت 1.4%، بينما ارتفع خام غرب تكساس بنسبة 1.1%.
عوامل دعم أسعار النفط
أحد العوامل الرئيسية التي دفعت أسعار النفط للارتفاع هو التوقعات بانخفاض المخزونات الأميركية، حيث أشار محللون استطلعت آراؤهم وكالة “رويترز” إلى احتمال تراجع المخزونات بحوالي 1.9 مليون برميل الأسبوع الماضي. ومن جهتها، أفادت مصادر السوق أن معهد البترول الأميركي قدّر هذا الانخفاض بحوالي 3.2 مليون برميل، مما عزز توقعات الطلب في السوق.
كما لعبت التوقعات بتحفيز اقتصادي في الصين دورا محوريا في دعم السوق، فقد رفعت الصين من آمال النمو الاقتصادي بعد إعلانها عن خطط لإصدار سندات خزانة خاصة بقيمة 3 تريليونات يوان (ما يعادل 411 مليار دولار) خلال العام المقبل، وذلك بهدف تنشيط الاقتصاد المتباطئ.
وأتى هذا الإجراء في وقت حساس، حيث قام البنك الدولي مؤخرًا برفع توقعاته للنمو الاقتصادي في الصين لعامي 2024 و2025. وعلى الرغم من هذه الخطوات الإيجابية، أشار البنك إلى أن ضعف ثقة الأسر والشركات قد يستمر في التأثير على النشاط الاقتصادي في العام المقبل.
إلى جانب ذلك، أشار المحلل في بنك “UBS”، جيوفاني ستاونوفو، إلى أن توقعات الطقس البارد قد تسهم في تعزيز الطلب على النفط، مما يمثل عاملا إضافيا لدعم أسعار النفط.
التحديات أمام أسعار النفط
رغم العوامل الداعمة، واجهت أسعار النفط ضغوطا نتيجة ارتفاع الدولار الأميركي. فقد عززت التوقعات بأن السياسات الاقتصادية للإدارة الأميركية الجديدة برئاسة دونالد ترامب ستؤدي إلى تعزيز النمو ورفع التضخم من قيمة الدولار. هذه التحركات تجعل النفط أكثر تكلفة للمشترين الذين يستخدمون عملات غير الدولار، مما حد من مكاسب الأسعار.
وينتظر المتداولون التقرير الأسبوعي الرسمي لمخزونات النفط الأميركية، الذي ستصدره إدارة معلومات الطاقة في وقت لاحق من الجمعة، حيث تأخر صدور هذا التقرير عن موعده المعتاد بسبب عطلة عيد الميلاد. ويتوقع أن يقدم التقرير تفاصيل دقيقة حول مستويات العرض والطلب في السوق الأميركية، مما قد يؤثر على توجهات الأسعار في الأيام المقبلة.
في النهاية على الرغم من الضغوط المؤقتة الناتجة عن ارتفاع الدولار، تبدو آفاق أسعار النفط إيجابية في ظل التوقعات بتحفيز اقتصادي قوي في الصين، وانخفاض محتمل في المخزونات الأميركية. ومع ذلك، ستبقى الأسواق مراقبة عن كثب لأي تطورات اقتصادية أو جيوسياسية قد تؤثر على العرض والطلب، خاصة مع دخول العام الجديد الذي يحمل تحديات وفرصا جديدة لأسواق الطاقة.
اقرأ أيضا…