أسعار الذهب تتجه نحو تسجيل انخفاض أسبوعي بعد إشارات الفيدرالي
سجلت أسعار الذهب مكاسب يوم الجمعة مع تراجع الدولار من أعلى مستوياته قبيل صدور بيانات مؤشر الإنفاق الاستهلاكي الشخصي (PCE) في الولايات المتحدة، المقرر إعلانها في وقت لاحق من اليوم. ومع ذلك، فإن التوجه المتشدد للاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة وضع المعدن الأصفر على مسار تسجيل خسارة أسبوعية.
وارتفع سعر الذهب الفوري بنسبة 0.5% ليصل إلى 2605.41 دولار للأونصة بحلول الساعة 09:41 بتوقيت غرينتش، بينما ارتفعت العقود الآجلة للذهب الأميركي بنسبة 0.4% لتسجل 2619.40 دولار.
أداء الذهب خلال الأسبوع
تراجع الذهب بحوالي 1.6% خلال الأسبوع الجاري، بعدما توقع البنك المركزي الأميركي يوم الأربعاء خفضين للفائدة بمقدار 25 نقطة أساس لكل منهما بحلول نهاية عام 2025، أي نصف نقطة مئوية أقل من توقعات المسؤولين في سبتمبر.
وصرحت جوليا خاندوشكو، الرئيس التنفيذي لشركة الوساطة الأوروبية “مايند موني”، قائلة: “الانخفاض الأخير في سوق الذهب يرتبط باجتماع الفيدرالي، حيث تم التعبير عن توجهات أكثر تشددًا مما كان متوقعًا”.
زيادة أسعار الفائدة تزيد من تكلفة الفرصة البديلة لامتلاك الذهب، الذي لا يحقق أي عائد. وفي مذكرة، قالت شركة “UBS”: “إذا نفذ الفيدرالي خفضين فقط في أسعار الفائدة عام 2025، فقد نحتاج إلى تعديل توقعاتنا بشأن الطلب على الذهب من صناديق التداول بالبورصة (ETFs)، مما قد يقلل من الاتجاه الصعودي الذي نتوقعه لأسعار الذهب”.
البيانات الاقتصادية وتأثيرها
أظهرت البيانات الأميركية يوم الخميس نموًا أقوى من المتوقع في الربع الثالث وانخفاضًا في طلبات إعانات البطالة، مما عزز التوقعات بتخفيف تدريجي للسياسة النقدية من قبل الفيدرالي.
وينتظر السوق الآن بيانات مؤشر الإنفاق الاستهلاكي الشخصي الأساسي، وهو المؤشر المفضل للاحتياطي الفيدرالي لقياس التضخم، والمقرر صدوره الساعة 13:30 بتوقيت غرينتش، للحصول على مزيد من الإشارات حول حالة الاقتصاد الأميركي.
وكان الذهب قد بدأ عام 2024 عند مستوى 2000 دولار للأونصة وهو في طريقه لإنهاء العام بزيادة حوالي 25%، مما يشير إلى تفاؤل في السوق. وأشارت خاندوشكو إلى أن وصول الذهب إلى مستوى 3000 دولار قد يكون مسألة وقت فقط.
تقلبات أسعار الذهب في أسيا
شهد الطلب على الذهب في الهند تراجعًا هذا الأسبوع بسبب تقلبات الأسعار في أسيا، مما دفع المشترين المحتملين لتأجيل عمليات الشراء، بينما يُتوقع أن تُقابل الطلب الموسمي المرتقب في الصين بأسعار مرتفعة.
وبعد تقلبات حادة في أسعار الذهب خلال الأسبوعين الماضيين، تبنى المشترون في الهند نهج الانتظار والترقب، على أمل انخفاض الأسعار أكثر، وفقًا لتصريحات تاجر مجوهرات من تشيناي.
قدّم تجار الذهب في الهند خصمًا يصل إلى 8 دولارات للأونصة مقارنة بالأسعار المحلية الرسمية، شاملاً رسوم استيراد بنسبة 6% ورسوم مبيعات بنسبة 3%، بانخفاض عن الخصم الذي بلغ 9 دولارات الأسبوع الماضي.
وقال تاجر من مومباي يعمل لدى بنك خاص يستورد الذهب: “تجنب تجار المجوهرات الأسواق هذا الأسبوع انتظارًا لقرار الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة. لكنهم فوجئوا لاحقًا بانخفاض الروبية إلى مستوى قياسي”.
يتوقع أن تنخفض واردات الذهب في الهند بشكل كبير خلال شهر ديسمبر، في حين دفعت الأسعار المرتفعة العديد من الأسر الهندية إلى تفضيل شراء المجوهرات خفيفة الوزن أو ذات العيارات الأقل.
الصادرات والطلب في الصين
ارتفعت صادرات الذهب من سويسرا في نوفمبر، بسبب زيادة الإمدادات إلى الهند وانتعاش طفيف في الشحنات إلى الصين وهونغ كونغ مقارنة بشهر أكتوبر.
ظلت الأسعار المرتفعة للذهب تؤثر سلبًا على الطلب في مناطق آسيوية أخرى، بما في ذلك الصين، التي تعد أكبر مستهلك للذهب في العالم. قدم التجار هناك خصومات بنحو 5 دولارات للأونصة مقارنة بالسعر الدولي، وفقًا للمحلل المستقل روس نورمان.
وأشار ديك بون، المدير العام لشركة “هيريوس ميتالز” في هونغ كونغ، إلى أن الطلب في الصين قد يرتفع في يناير استعدادًا للاحتفال بالسنة الصينية الجديدة، لكنه أكد أن المشترين لن يفضلوا المجوهرات الثقيلة.
في اليابان، تراوح تداول الذهب بين علاوة قدرها 1.5 دولار للأونصة وخصومات تصل إلى 4.5 دولارات، في حين تم بيع الذهب في هونغ كونغ بعلاوة قدرها 2 دولار للأونصة، وفقًا لأحد التجار.
أداء المعادن الأخرى
تراجعت الفضة بنسبة 0.4% إلى 28.91 دولار للأونصة، متجهة نحو تسجيل أسوأ أسبوع لها منذ ديسمبر 2023.
أما البلاتين، فقد انخفض بنسبة 0.3% إلى 920.94 دولار، وتراجع البلاديوم بنفس النسبة إلى 903.25 دولار. وكلا المعدنين في طريقهما لتسجيل خسائر أسبوعية.
اقرأ أيضا…
3 تعليقات