أخبار الأسواقاخبار اقتصادية

اليوان الصيني يهبط لأدنى مستوى في أربعة أشهر بعد وعود ترامب بفرض رسوم جمركية

شهد اليوان الصيني هبوطًا حادًا مقابل الدولار الأمريكي، ليصل إلى أدنى مستوياته في أربعة أشهر، وذلك في ظل تصريحات الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، بشأن فرض تعريفات جمركية جديدة على السلع القادمة من الصين، المكسيك، وكندا. تسببت هذه التصريحات في إحداث اضطرابات كبيرة في سوق العملات وأثارت مخاوف من عودة التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين.

هبوط اليوان وتأثير التعريفات الجمركية

انخفض اليوان في الخارج بنسبة 0.3% ليصل إلى 7.2730 مقابل الدولار، وهو أدنى مستوى منذ يوليو الماضي، فيما شهد اليوان في السوق المحلية تراجعًا مشابهًا بعد افتتاح التداولات.

أكد المحللون أن تصريحات ترامب بشأن فرض رسوم جمركية بنسبة 10% على الواردات الصينية، والتي قد تصل إلى 60% وفق وعود حملته الانتخابية، ستؤدي إلى زيادة الضغط على العملة الصينية، مما يعزز من الطلب على الدولار كملاذ آمن.

في هذا السياق، أشار بن بينيت، رئيس استراتيجية الاستثمار في آسيا لدى إل جي آي إم، إلى أن ضعف اليوان قد يثير قلق السلطات الصينية، التي تخشى من تأثير هذا التراجع على التدفقات النقدية الخارجية والاستقرار الاقتصادي.

ردود الفعل والسياسات الصينية

حدد بنك الشعب الصيني سعر النقطة الوسطى لليوان عند 7.1910 مقابل الدولار، وهو مستوى أعلى من توقعات السوق. ومع ذلك، يرى محللو بنك نومورا أن فعالية تثبيت سعر الصرف كأداة لإدارة توقعات انخفاض قيمة العملة باتت محدودة، خاصة إذا تجاوز سعر صرف الدولار مقابل اليوان مستوى 7.30، مما قد يدفع السوق نحو المزيد من الطلب على الدولار.

أوصى بنك نومورا المستثمرين باتخاذ مراكز شراء طويلة الأجل للدولار مقابل اليوان الخارجي، مشيرًا إلى أن السياسات الصينية قد تواجه تحديات أكبر في إدارة هذا الانخفاض إذا استمرت التوترات التجارية.

خلال ولاية ترامب الأولى، انخفض اليوان بنسبة 5% بعد فرض الرسوم الجمركية الأمريكية الأولى في 2018، وتراجع مرة أخرى بنسبة 1.5% مع تصاعد التوترات في 2019.

يتوقع المحللون أن تكرار سيناريو الحرب التجارية سيؤدي إلى استمرار ضعف اليوان، خاصة مع نية ترامب تطبيق سياسات تصنيعية محلية صارمة قد تتضمن تعريفات جمركية تصل إلى 60%.

أسواق العملات والسياسات النقدية

أدى هذا الاضطراب إلى تراجع مؤشر الدولار الأمريكي بنسبة 0.075% ليصل إلى 107.27 أمام سلة من العملات الرئيسية. ويرى الخبراء أن السياسات الجمركية المقترحة، بجانب عوامل أخرى مثل تخفيضات الضرائب، ستدفع إلى تضخم إضافي قد يبقي أسعار الفائدة الأمريكية مرتفعة لفترة أطول، ما يضر بعملات الشركاء التجاريين للولايات المتحدة.

ومع اقتراب موعد تنصيب ترامب، يتوقع المستثمرون استمرار حالة عدم اليقين في الأسواق، حيث قد تتحول التصريحات السياسية إلى سياسات فعلية تؤدي إلى مزيد من التقلبات في العملات والأسواق العالمية.

الضغوط المتزايدة على اليوان، إلى جانب سياسات التعريفات الأمريكية، قد تؤدي إلى تصعيد التوترات التجارية العالمية وتباطؤ اقتصادي في الصين، مما يؤثر على سلاسل التوريد والتجارة الدولية. وفي الوقت ذاته، تواجه الصين تحديًا كبيرًا في الحفاظ على استقرار عملتها وتجنب التدفقات النقدية الخارجية التي قد تزيد من تعقيد الوضع الاقتصادي.

 

اقرأ ايضاً:

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى