أخبار الأسواقأخبار اليورو دولاراخبار اقتصادية

تحذيرات نائب رئيس البنك المركزي الأوروبي: الحذر مطلوب مع انخفاض أسعار الفائدة

أكد لويس دي جيندوس، نائب رئيس البنك المركزي الأوروبي (ECB)، أن أسعار الفائدة ستشهد مزيدًا من الانخفاض خلال الفترة المقبلة، لكنه شدد على ضرورة الحذر في ظل حالة عدم اليقين الناجمة عن تصاعد التوترات التجارية والصراعات العالمية.

وفي مقابلة مع تلفزيون بلومبرغ يوم الأربعاء، قال دي غيندوس: من الواضح أننا سنواصل تخفيف السياسة النقدية خلال الأشهر والفصول القادمة، لكن يجب أن نكون شديدي الحذر.”

التضخم تحت السيطرة رغم تقلبات الأجور

أوضح دي غيندوس أن البنك المركزي الأوروبي لا يزال واثقًا من تحقيق هدف التضخم البالغ 2% بحلول العام المقبل، على الرغم من بعض المخاطر المحتملة. جاء هذا التصريح بعد نشر تقرير البنك عن الاستقرار المالي الذي حذر من أن التجارة العالمية أصبحت تمثل تهديدًا إضافيًا لاقتصاد منطقة اليورو المكونة من 20 دولة.

في أكتوبر، وصل التضخم إلى النسبة المستهدفة، ولكن من المتوقع أن يتسارع مؤقتًا قبل أن يستقر عند مستوى 2% العام المقبل. كما أظهرت بيانات حديثة أن الأجور التفاوضية في الربع الثالث شهدت أكبر زيادة منذ إطلاق العملة الأوروبية الموحدة في عام 1999. ومع ذلك، يتوقع المحللون أن هذا الاتجاه سيتراجع بحلول العام المقبل.

وفي هذا السياق، أشار دي غيندوس إلى أن استقرار التضخم عند 2% بشكل دائم سيجعل مسار السياسة النقدية واضحًا، مع احتمال تخفيض رابع لأسعار الفائدة في الاجتماع المقرر في ديسمبر.

انقسام داخل البنك المركزي الأوروبي

يشهد البنك المركزي الأوروبي انقسامًا بين فريقين بشأن السياسة النقدية. يدعو فريق من المسؤولين، مثل فابيو بانيتا من إيطاليا ويانيس ستورناراس من اليونان، إلى تخفيض سريع لأسعار الفائدة لدعم الاقتصاد الأوروبي الضعيف ومنع التضخم من الانخفاض إلى أقل من 2%.

وعلى الجانب الآخر، يتبنى فريق آخر موقفًا أكثر تحفظًا بقيادة إيزابيل شنابل، عضو المجلس التنفيذي للبنك، ويواكيم ناجل، رئيس البنك المركزي الألماني، حيث يحذرون من أن التسرع في تخفيف السياسة النقدية قد يؤدي إلى أخطاء استراتيجية.

التوترات العالمية تزيد من المخاطر الاقتصادية

تأتي هذه التحديات في وقت يتزايد فيه عدم اليقين العالمي. أشار تقرير البنك المركزي الأوروبي الأخير إلى أن تصاعد التوترات التجارية العالمية يرفع من احتمالية وقوع أحداث اقتصادية غير متوقعة، فيما وصف بـ”tail events”. كما أن إعادة انتخاب دونالد ترامب وانهيار الحكومة الألمانية زادا من تعقيد المشهد الاقتصادي.

وفي تعليقه على هذا الوضع، قال دي غيندوس إن الصراعات في أوكرانيا والشرق الأوسط، إضافة إلى السياسات التجارية والمالية الأمريكية، تستدعي المزيد من اليقظة لضمان عدم اتخاذ قرارات خاطئة في السياسة النقدية. وأكد قائلاً: “يجب أن تكون شديد الحذر لتجنب الوقوع في الأخطاء.”

نظرة مستقبلية حاسمة في ديسمبر

مع اقتراب موعد اجتماع البنك المركزي الأوروبي في ديسمبر، ستكون التوقعات الجديدة للنمو الاقتصادي والتضخم بمثابة عامل حاسم في تحديد مسار السياسة النقدية. بينما يرى بعض صناع القرار أن الاقتصاد قد يصل إلى استقرار أسرع مما كان متوقعًا، لا تزال توقعات المفوضية الأوروبية تشير إلى أن هدف التضخم لن يتحقق بشكل كامل قبل أواخر عام 2025.

ينتظر أن تكون القرارات القادمة للبنك انعكاسا للبيانات الاقتصادية الجديدة، في وقت يزداد فيه النقاش حول سرعة ومدى التخفيف المتوقع في أسعار الفائدة.

اقرأ أيضا…

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button