أخبار الأسواقفوركس

تحركات سندات الخزينة الأمريكية والعملات الملاذ الآمن بعد تصعيد أوكرانيا ضد روسيا

شهدت سندات الخزينة الأمريكية مكاسب ملحوظة يوم الثلاثاء، إلى جانب ارتفاع العملات الآمنة مثل الين الياباني والفرنك السويسري، وسط تصعيد التوترات في الحرب الروسية الأوكرانية.

الملاذات الآمنة تتصدر المشهد

سجلت العوائد على سندات الحكومة الأمريكية انخفاضًا بعد أن شنت أوكرانيا أول هجوم لها داخل الأراضي الروسية باستخدام صواريخ غربية الصنع. جاء ذلك بالتزامن مع موافقة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على تحديث عقيدة الأسلحة النووية.

ارتفع الين الياباني أمام الدولار، فيما وصل الفرنك السويسري إلى أقوى مستوياته مقابل اليورو منذ أغسطس.

وصف توم تزيتزوريس، رئيس أبحاث الدخل الثابت في “استراتيجيك سكيورتيز”، هذه التحركات بأنها “نموذج تقليدي لحالة النفور من المخاطر”. وأضاف:

“حتى لو تلاشى الخطر الجيوسياسي بسرعة، فإن التعافي في سوق السندات سيستمر”.

تأثير محدود خلال التداولات الأمريكية

على الرغم من تقليص المكاسب خلال ساعات التداول في الأسواق الأمريكية، أظهرت عمليات إعادة التسعير الأولية هشاشة الأسواق أمام تصاعد الصراعات الجيوسياسية. كما ساهمت هذه التطورات في عكس الاتجاه الهبوطي الأخير لسوق السندات، الذي بدأ منذ منتصف سبتمبر مع توقعات بأن سياسات الرئيس المنتخب دونالد ترامب ستعزز النمو وتزيد التضخم.

وفي ظل البيانات الاقتصادية القوية، تقلصت التوقعات لمزيد من خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي. تُظهر تعاملات سوق المقايضات احتمالية تجاوز 50% لتخفيض بمقدار ربع نقطة الشهر المقبل، وأقل من 60 نقطة أساس من التيسير حتى منتصف 2025.

أوضح دينيس ديبوشير، الشريك المؤسس وكبير استراتيجيي السوق في “22V Research”، أن:

“عدم اليقين في سياسة الفيدرالي هو السبب الرئيسي لتوقع تقلبات بسبب العوامل المرتبطة بالمخاطر، لكن التصعيد الحربي يزيد الوضع تعقيدًا”.

التطورات العسكرية وتأثيرها على الأسواق

أفادت وزارة الدفاع الروسية، عبر وكالة إنترفاكس، أن أوكرانيا استخدمت صواريخ ATACMS لاستهداف منشأة عسكرية في منطقة بريانسك الروسية. هذا الهجوم يأتي بعد سماح إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لأوكرانيا باستخدام هذه الأسلحة بشكل محدود لضرب أهداف داخل روسيا.

كما وقّع بوتين مرسومًا يسمح باستخدام الأسلحة النووية ردًا على أي هجوم تقليدي يُهدد سيادة روسيا.

صرح نيل جونز، مدير إدارة في TJM Europe، أن:

“السوق تأثرت بشكل مباشر بعناوين الأخبار المتعلقة ببوتين، مما أطلق موجة بيع قوية من قبل الصناديق الاستثمارية”.

تحركات عالمية للسندات والعملات

شهدت السندات العالمية تقليصًا طفيفًا في مكاسبها بعد أن أعلنت الولايات المتحدة أنها لا ترى ضرورة لتعديل موقفها النووي ردًا على قرار روسيا. انخفض العائد على السندات الألمانية لأجل 10 سنوات بمقدار 3 نقاط أساس فقط، بعدما تراجع بمقدار 11 نقطة أساس في وقت سابق.

في سوق العملات، تراجعت مكاسب الملاذات الآمنة. ارتفع الين بنسبة 0.3% مقابل الدولار بعد أن كان قد صعد بنسبة 0.9%. وفي الوقت ذاته، استقر مؤشر بلومبرغ للدولار دون تغيير يُذكر.

تُظهر التحركات الأخيرة في أسواق السندات والعملات كيف يؤثر التصعيد الجيوسياسي بشكل مباشر على الأسواق المالية. ومع تصاعد التوترات بين أوكرانيا وروسيا، تُظهر الملاذات الآمنة مرونة في مواجهة حالة عدم اليقين العالمية، مما يجعلها الخيار الأول للمستثمرين.

اقرأ أيضا…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى