الاحتياطي الفيدرالي والفائدة: كيف ستعيد سياسات ترامب رسم ملامح الاقتصاد الأمريكي؟
مع فوز دونالد ترامب بانتخابات الرئاسة واحتمالية سيطرة الحزب الجمهوري على الكونجرس، يتوقع المحللون أن تؤثر السياسات الجديدة في توقعات النمو والتضخم في الولايات المتحدة، مما قد يتطلب تعديلات في سياسات بنك الاحتياطي الفيدرالي.
قد تشمل سياسات ترامب الثانية تغييرات كبيرة في الضرائب، وزيادة الرسوم الجمركية، وتقييد الهجرة، وكلها عوامل يمكن أن تعيد تشكيل المشهد الاقتصادي الأمريكي.
خفض أسعار الفائدة
من المتوقع أن يقوم بنك الاحتياطي الفيدرالي بخفض سعر الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية ليصل إلى نطاق يتراوح بين 4.5% و4.75%.
وعلى الرغم من ذلك، تتوقع الأسواق الآن أن دورة تخفيضات أسعار الفائدة قد تنتهي في منتصف العام المقبل بنطاق 3.75% إلى 4%، وهو معدل أعلى من المتوقع سابقاً.
وقد يؤدي برنامج ترامب المحتمل لإعادة فرض تعريفات جمركية أعلى وسياسات ضريبية جديدة إلى ضغوط تضخمية إضافية، ما يجعل من الصعب على الاحتياطي الفيدرالي خفض أسعار الفائدة بالقدر الذي كان يتوقعه سابقًا.
إذ تعتبر السياسات الجمركية وتدفق رأس المال عوامل يمكن أن تؤدي إلى ارتفاع الأسعار، فيما تعكس البيانات الحالية ارتفاع العائدات على السندات، مما يشير إلى توقعات بتباطؤ تخفيض أسعار الفائدة.
يواجه الاحتياطي الفيدرالي أيضًا تحديًا في التعامل مع حزمة سياسات ترامب الاقتصادية المحتملة، والتي قد تؤدي إلى تغييرات غير متوقعة في الطلب المحلي، ومستويات العجز، وتدفقات رأس المال.
العلاقة المتوترة بين ترامب وباول
كانت العلاقة بين ترامب ورئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول متوترة خلال ولاية ترامب الأولى، حيث انتقد ترامب سياسات رفع أسعار الفائدة ووصف باول بأنه عدو للاقتصاد.
ومن المتوقع أن تستمر هذه العلاقة المحورية تحت الأضواء في ظل إدارة ترامب الثانية، خاصة أن باول سيستمر في منصبه حتى مايو 2026، مما قد يجعل الاحتياطي الفيدرالي يتعرض لضغوط سياسية أكبر للحفاظ على أسعار فائدة منخفضة.
وتتوقع الأوساط الاقتصادية أن يؤثر نظام السياسة الاقتصادية الجديد الذي قد يتبناه ترامب على قرارات بنك الاحتياطي الفيدرالي.
فقد سبق لبنك الاحتياطي أن رفع أسعار الفائدة عندما أدت تخفيضات ترامب الضريبية إلى نمو اقتصادي أعلى مما توقعه، إلا أن حروبه التجارية فرضت ضغوطاً معاكسة، مما أجبره على خفض أسعار الفائدة لاحقاً.
اقرأ ايضاً:
تعليق واحد