البنوك الأوروبية في مواجهة تحديات أسعار الفائدة المنخفضة
منذ الأزمة المالية العالمية في 2008-2009، شهدت البنوك الأوروبية تحسينات كبيرة في صحتها المالية بفضل إعادة الهيكلة وتقليص التكاليف.
ومع ذلك، فإن التحديات الاقتصادية المستمرة، خاصة في ظل انخفاض أسعار الفائدة، تدفع المستثمرين للبحث عن مزيد من الوضوح بشأن قوة أرباح هذه البنوك على المدى الطويل.
أداء أسهم البنوك
ارتفعت أسعار أسهم البنوك الأوروبية بشكل ملحوظ خلال هذا العام، مدفوعة ببرامج إعادة شراء الأسهم والهيكلة الناجحة التي قامت بها المؤسسات المالية.
يعود ذلك جزئيًا إلى سياسة البنك المركزي الأوروبي الداعمة والتي عززت أرباح البنوك. من بين البنوك الكبرى التي تبدأ في تقديم تقارير أرباح الربع الثالث هذا الأسبوع دويتشه بنك ولويدز وباركليز، مع توقعات بأن تظهر أرقامها استمرار الربحية، بفضل أداء قوي في قطاع الخدمات المصرفية الاستثمارية.
على الرغم من الأرباح الجيدة، يتطلع المستثمرون إلى ما هو أكثر من ذلك. يريدون رؤية استراتيجيات واضحة لخفض التكاليف وزيادة الكفاءة في ظل بيئة اقتصادية عالمية متباطئة.
كما أن انخفاض أسعار الفائدة قد يضع ضغطًا كبيرًا على هوامش أرباح البنوك في المستقبل. وفقًا لتقديرات، قد تكون 600 مليار يورو من صافي دخل الفائدة معرضة للخطر بحلول عام 2025 إذا قام البنك المركزي الأوروبي بخفض أسعار الفائدة كما هو متوقع.
في ظل هذه الضغوط، لجأت بعض البنوك الأوروبية الكبرى مثل بي إن بي باريبا ويونيكريديت إلى صفقات استحواذ لتعزيز استثماراتها، بما في ذلك عمليات الاستحواذ في قطاعي إدارة الأصول والتكنولوجيا المالية المتخصصة.
إدارة الأصول والمستقبل للبنوك
تشهد البنوك الأوروبية تحركًا متزايدًا نحو تعزيز خدماتها الاستثمارية وإدارة الأصول، حيث يتجه المستثمرون نحو الشركات التي تتمتع بهوامش ربح صافية مرتفعة. في هذا السياق، قامت شركات مثل NatWest وHSBC بتوسيع نشاطاتها في مجالات التمويل العقاري وإدارة الثروات.
من المتوقع أن تؤدي هذه التحركات إلى زيادة قدرة البنوك على مواجهة التحديات المستقبلية، لكن المحللين يحذرون من أن البنوك الأوروبية لا تزال بحاجة إلى تحقيق سرعة هروب لتتمكن من التميز أمام منافسيها العالميين، وخاصة البنوك الأمريكية التي تحقق عوائد ثابتة على حقوق الملكية بأرقام مضاعفة.
على صعيد آخر، تشكل القرارات الحكومية، مثل زيادة الضرائب على البنوك في بعض الدول مثل المملكة المتحدة، مخاوف جديدة للبنوك والمستثمرين على حد سواء.
مع اقتراب موعد الإعلان عن ميزانية المملكة المتحدة، تترقب أسواق المال تأثير هذه القرارات على أرباح البنوك المحلية، حيث يعتقد البعض أن السوق قد يتفاعل إيجابيًا إذا أبقت الحكومة على الترتيبات الضريبية الحالية دون تغيير.
اقرأ ايضاً: