هل يستحق سهم فيزا مكان في محفظتك الاستثمارية؟
على الرغم من أن شركة Visa (NYSE: V) تتمتع بقوة سوقية هائلة ومزايا ناتجة عن حجمها الضخم تدعم تأثير الشبكة، إلا أنها تقيم بقيمة مرتفعة مقارنة بنموها المتوقع، والذي لا يعتبر أكبر من نمو المنافسين.
بالإضافة إلى ذلك، تُشكل المخاوف التنظيمية مصدر قلق وقد تعيق النمو والربحية، مما قد يؤدي إلى ظهور منافسين جدد لشركة Visa. لذلك، أعتبر Visa استثمارا غير جذاب في الوقت الحالي، حيث أن هناك فرص استثمارية أخرى تقدم إمكانيات ربح أعلى ومخاطر أقل.
نظرة عامة على فيزا
تُعرف فيزا بأنها شركة تقدم خدمات البطاقات الائتمانية، لكنها لا تقوم بإقراض الأموال للعملاء ولا تتعامل مع الأموال بشكل مباشر. تقوم الشركة بإدارة VisaNet، وهي شبكة مدفوعات ضخمة تتكون من مراكز بيانات و24 مليون ميل من شبكات الاتصالات التي تتيح إجراء المدفوعات في المواقع التجارية.
تعد إيرادات “معالجة البيانات” هي الركيزة الأساسية لنشاط فيزا في معالجة المدفوعات، في حين تأتي “إيرادات الخدمات” من تقديم الدعم للعملاء مثل البنوك، وتُحقق إيرادات “المعاملات الدولية” من تحويل العملات وتسهيل المدفوعات عبر الحدود.
المزايا التنافسية
الحجم الهائل لشبكة المدفوعات الخاصة بفيزا هو المحرك وراء تأثير الشبكة المذهل لفيزا، معًا يشكلان المصدرين الأساسيين لقوة فيزا التنافسية.
بناء مركز بيانات وشبكة اتصالات بحجم فيزا يتطلب استثمارات رأسمالية تقدر بمليارات الدولارات، مما يزيد من حواجز الدخول بشكل كبير. وتستمر هذه الحواجز في النمو حيث تستثمر فيزا أكثر من مليار دولار سنويًا في النفقات الرأسمالية.
تستفيد الشبكات من عدد العملاء المشتركين فيها. ومع قيام فيزا بتسهيل المدفوعات في أكثر من 100 مليون موقع تجاري ووجود أكثر من 4.2 مليار بطاقة ائتمان وخصم في التداول عالميًا، يصبح قبول بطاقات فيزا أكثر جاذبية للتجار. وكلما زاد عدد التجار الذين يقبلون بطاقات فيزا، زاد ميل العملاء لاستخدام هذه البطاقات لما توفره من راحة وأمان. وهذا يجعل تأثير الشبكة الكبيرة ذاتي التعزيز.
معًا، يشكلون في رأيي حصنًا قويًا لفيزا، ولكن هذا جذب في الآونة الأخيرة جهود تنظيمية من قبل وزارة العدل، كما سأوضح أدناه في الجزء المتعلق بالمخاطر.
موقف فيزا المالي
الإيرادات أثبتت أنها قوية للغاية، بما يتماشى مع القوة التنافسية الكبيرة للشركة، حيث نمت بمعدل نمو سنوي مركب بنسبة 10% خلال العقد الماضي وكذلك في السنوات الخمس الأخيرة. ولم يكن سوى جائحة فيروس كورونا قادرا على إحداث تأثير بسيط في مسار الإيرادات الرائع.
على الرغم من أن التدفقات النقدية كانت متقلبة إلى حد ما، إلا أنها نمت بشكل جيد بمعدل نمو سنوي مركب بنسبة 10% خلال السنوات الخمس الماضية وبأكثر من 23% خلال العقد الأخير عند احتساب التعويضات القائمة على الأسهم.
ميزانية فيزا العامة أقل جاذبية، حيث تبلغ الديون الصافية بعد خصم النقدية 3.96 مليار دولار. ومع ذلك، فإن هذا يمثل ما يزيد قليلاً عن 20% من التدفق النقدي الحر السنوي لفيزا، وبالتالي لا ينبغي أن يكون هناك أي مشكلة في سدادها حتى في الأوقات الأكثر اضطراباً.
أيضا تمتلك فيزا معدل عائد توزيعات أرباح عالي دون التأثير على الانفاق في البحث والتطوير للاستمرار في توسع الشركات، حيث مع عائد إعادة شراء الأسهم بحوالي 2.3% على مدار العقد الماضي والسنوات الأخيرة، وعائد توزيعات أرباح يبلغ حاليًا 0.76%، فإن إجمالي عوائد المساهمين تصل إلى حوالي 3%.
وهو ما يعادل توزيع حوالي 85% من التدفق النقدي الحر للشركة. وعلى الرغم من أن هذه نسبة توزيع مرتفعة، إلا أنه لا يبدو أن إدارة فيزا تتجاهل إعادة الاستثمار في الأعمال عند النظر إلى الإنفاق على البحث والتطوير والنفقات الرأسمالية.
التقييم المالي لشركة فيزا
عند النظر إلى التقييم التاريخي، نلاحظ أن نسبة السعر إلى الأرباح قد ارتفعت بشكل مستمر وهي حالياً مرتفعة بشكل طفيف. يأتي ذلك في سياق توقعات بنمو أبطأ في المستقبل، حيث نمت الأرباح لكل سهم (EPS) بمعدل نمو سنوي مركب (CAGR) بلغ 15% خلال العقد الماضي.
2 Comments