ماذا يعني رفع سعر الفائدة البنك الفيدرالي الأمريكي و كيف يؤثر ذلك على الاستثمار؟
يُعَدّ رفع سعر الفائدة من قبل البنك الفيدرالي الأمريكي خطوة حاسمة تلقى اهتمامًا كبيرًا من قبل المستثمرين والمتداولين على حد سواء. يمثل هذا القرار إشارة قوية من البنك المركزي بشأن توجهات السياسة النقدية والاقتصادية للبلاد، وله تأثير كبير على الاقتصاد بأسره وعلى أسواق المال بشكل خاص.
في هذا المقال، سنلقي نظرة عامة على ما معنى رفع سعر الفائدة وكيف يمكن أن يؤثر ذلك على الاستثمار، بما في ذلك الأثر على الأسهم، السندات، وسوق العقود الآجلة. سنتناول أيضًا بعض الاستراتيجيات التي يمكن للمستثمرين اعتمادها لتفادي أو استغلال تأثيرات رفع أسعار الفائدة.
ماذا يعني رفع سعر الفائدة البنك الفيدرالي الأمريكي
ماذا يعني رفع الفائدة الأمريكية؟ رفع سعر الفائدة من قبل البنك الفيدرالي الأمريكي يعني زيادة سعر الفائدة الذي يدفعه البنوك لاقتراض الأموال من البنك المركزي، وهو ما يؤدي بدوره إلى زيادة تكلفة الاقتراض بالنسبة للبنوك وعندما تكلفة الاقتراض ترتفع، يميل البنوك إلى زيادة أسعار الفائدة التي تفرضها على المقترضين، سواء كانوا أفرادًا أو شركات.
يتم رفع أسعار الفائدة بهذه الطريقة للحد من التضخم أو للحيلولة دون ارتفاعه إلى مستويات غير مرغوب فيها، وأيضا لتشجيع الاقتراض والاستثمار عندما تكون الظروف الاقتصادية تدعم ذلك.
تأثير رفع سعر الفائدة البنك الفيدرالى على الاستثمار؟
رفع سعر الفائدة من قبل البنك الفيدرالي الأمريكي يؤثر على الاستثمار بعدة طرق:
- تكلفة الاقتراض: رفع سعر الفائدة يزيد تكلفة الاقتراض للشركات والأفراد، مما يعني أنهم سيدفعون مبالغ أكبر كفوائد على القروض. هذا قد يقلل من رغبتهم في الاستثمار ويجعلهم يفضلون الاحتفاظ بالنقود بدلاً من استثمارها.
- تكاليف الاقتراض للشركات: بالنسبة للشركات، يمكن أن يزيد رفع سعر الفائدة تكاليف الاقتراض لتوسيع الأعمال أو تمويل مشاريع جديدة، مما قد يؤدي إلى تأجيل الاستثمارات المستقبلية أو تقليل حجمها.
- قيمة العملات: يمكن أن يؤدي رفع سعر الفائدة إلى تقوية قيمة العملة الوطنية، مما يجعل المنتجات الوطنية أكثر تكلفة للمشترين الأجانب وقد يؤدي إلى تراجع في الصادرات.
- الثقة في الاقتصاد: يعكس رفع سعر الفائدة ثقة البنك المركزي في قوة الاقتصاد، وهذا يمكن أن يشجع المستثمرين على الاستثمار بالاعتماد على الاعتقاد بأن الاقتصاد قادر على تحمل تكاليف الاقتراض الأعلى.
- الأسهم والسندات: عادةً ما تنخفض أسعار الأسهم في ظل رفع سعر الفائدة، حيث يصبح الاستثمار في الأصول الثابتة مثل السندات أكثر جاذبية بفضل عوائد أعلى.
في النهاية، تعتمد تأثيرات رفع سعر الفائدة على عوامل عديدة، بما في ذلك حالة الاقتصاد والظروف الاقتصادية العامة، وهي تتغير باستمرار وتتطلب تقييم دقيق ومتابعة لتأثيراتها على الاستثمارات.
اقرأ ايضاُ: الخفض الكبير في أسعار الفائدة يضع الاقتصاد الأمريكي على مسار الهبوط
كيفية تداول قرار سعر الفائدة للبنك الاحتياطي الفيدرالي – ما هو معدل الأموال الفيدرالية؟
معدل الأموال الفيدرالية هو سعر الفائدة الذي تفرضه البنوك على بعضها البعض لإقراض أموال البنك الاحتياطي الفيدرالي لليلة واحدة. تعتمد البنوك على هذه القروض لتلبية متطلبات البنك المركزي الأمريكي الصارمة والحفاظ عليها.
يستخدم مجلس الاحتياطي الفيدرالي هذا المعدل أداة متابعة سعر الفائدة الفيدرالية لإدارة المعروض النقدي للبلاد بهدف تحقيق اقتصاد صحي.
كما أنه يعمل كمعيار لمعدلات الفائدة على المدخرات، القروض، بطاقات الائتمان، وغيرها من المنتجات المالية. تؤدي أي تغييرات في معدل الفائدة إلى تحركات كبيرة في الأسواق المالية، وتأثير رفع سعر الفائدة على الدولار، وهو ما سنناقشه بمزيد من التفصيل في هذه المقالة.
كيف يتم تحديد سعر الفائدة ومتى يتم إصداره من قبل البنك المركزي الأمريكي؟
يتم تحديد سعر الفائدة من قبل البنك المركزي الأمريكي، المعروف أيضًا بـ”الفيدرالي”، وذلك لإدارة السياسة النقدية بهدف تحقيق الحد الأقصى من فرص العمل واستقرار الأسعار. يتخذ الفيدرالي قراراته من خلال اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة (FOMC) التي تتكون من 12 عضوًا، من بينهم سبعة أعضاء من مجلس المحافظين وخمسة من رؤساء البنوك الاحتياطي الفيدرالي الاثني عشر.
تعقد اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة ثمانية اجتماعات في السنة، بالإضافة إلى اجتماعات غير مجدولة لمراجعة التطورات الاقتصادية والمالية. في هذه الاجتماعات، تقرر اللجنة ما إذا كانت سترفع، تخفض، أو تحافظ على سعر الأموال الفيدرالية، والذي يؤثر بشكل كبير على الاقتصاد والأسواق المالية. يتم توجيه قرارات الفيدرالي بشكل عام بناءً على التوقعات الاقتصادية الحالية والمستقبلية للبلاد.
ما الذي يسبب تغيرات في سعر الفائدة؟
تتأثر أسعار الفائدة بعدة عوامل، من أبرزها:
- التضخم: عندما يرتفع معدل التضخم، يميل البنك المركزي إلى رفع سعر الفائدة لتقليل الإنفاق وتباطؤ نمو الأسعار.
- النمو الاقتصادي: إذا كانت الاقتصادات تنمو بوتيرة سريعة، يمكن أن يزيد البنك المركزي الفائدة للحد من النمو المفرط الذي قد يؤدي إلى فقاعات اقتصادية.
- السياسة النقدية: قرارات البنك المركزي بشأن كيفية إدارة السيولة والفائدة تؤثر أيضًا على أسعار الفائدة.
- السياسات الحكومية: قد تؤثر السياسات الحكومية، مثل الضرائب والإنفاق العام، على توجهات الفائدة.
- العوامل العالمية: التغيرات الاقتصادية العالمية والتطورات الجيوسياسية يمكن أن تؤثر أيضًا على أسعار الفائدة.
باختصار، تُعَدُّ أسعار الفائدة أحد أهم الأدوات التي يستخدمها البنك المركزي للتحكم في الاقتصاد، وتأثيرها يمتد إلى الاستثمارات، النمو الاقتصادي، وحتى على قرارات الأفراد والشركات فيما يتعلق بالاقتراض والإنفاق.
كيف تؤثر قرارات اسعار الفائدة الصادرة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي على الاسواق؟
تقوم قرارات بنك الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة بتوجيه اقتصاد الولايات المتحدة ويؤثر بشكل كبير على الأسواق العالمية. فعندما يخفض البنك الفيدرالي أسعار الفائدة، يصبح اقتراض الأموال أرخص، مما يحفز النمو الاقتصادي ويزيد الإنفاق. هذا يشجع الشركات على الاستثمار وتوظيف المزيد من العمال، مما يعزز الأسواق المالية.
على الجانب الآخر، إذا زاد البنك الفيدرالي عن أسعار الفائدة، فإن اقتراض الأموال يصبح أكثر تكلفة، مما يقلل من الإنفاق ويقلل من تضخم الأسعار.
تأثير هذه القرارات ليس محدودًا على الاقتصاد الأمريكي فحسب، بل يمتد أيضًا إلى الأسواق العالمية. فزيادة أسعار الفائدة في الولايات المتحدة، على سبيل المثال، يمكن أن تؤدي إلى تدفق رؤوس الأموال إلى الولايات المتحدة للاستفادة من العائدات المرتفعة، مما يؤدي إلى تقوية الدولار الأمريكي ويؤثر سلباً على العملات الأخرى ومن ناحية أخرى، قد يؤدي خفض أسعار الفائدة إلى تقليل جاذبية الدولار الأمريكي، مما يزيد من جاذبية العملات الأخرى.
بشكل عام، تعتبر قرارات بنك الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة من أكثر العوامل تأثيرًا على الأسواق المالية، ويجب على المستثمرين والمتداولين متابعة تلك القرارات بعناية لفهم الاتجاهات الاقتصادية واتخاذ القرارات الاستثمارية المناسبة.
اقرأ ايضاً: تصريحات بوستيك: تأثير خفض الفائدة الكبير على سوق العمل
كيفية تداول قرارات سعر الفائدة الفيدرالية
طرق التداول في ظل قرارات سعر الفائدة الفيدرالية للمتداولين، يُعَدُّ رفع أو خفض سعر الفائدة الفيدرالية فرصة للاستفادة من التقلبات المحتملة في الأسواق. تبدأ الأسواق بالتداول بشكل هادئ قبل إعلان قرار الفائدة، وتزداد التقلبات بعد إعلان النتيجة، ولكن من المهم أن يكون المتداولون مستعدين لهذه الأحداث الاقتصادية الهامة.
قبل أن نناقش آليات التداول، دعونا نلقي نظرة على كيفية تصرف السوق تاريخيًا. على الرغم من أن الأداء السابق لا يضمن الأداء المستقبلي، يمكن أن يوفر بعض الرؤى للمتداولين.
مثلاً، في 15 يوليو 2022، رفعت اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة سعر الفائدة الفيدرالية من 1% إلى 1.75%، وبعد هذا الإعلان، تبعه مؤتمر صحفي حيث شرح رئيس الاحتياطي الفيدرالي أسباب القرار. يمكننا أن نلقي نظرة على تأثير هذا الإعلان على سعر الدولار الأمريكي قبله، أثنائه، وبعده.
كيفية تداول قرارات سعر الفائدة الفيدرالية اعتماداً على حركة السعر
تداول قرارات سعر الفائدة الفيدرالية يتطلب فهمًا جيدًا لحركة السعر وتحليلها. إليك بعض الطرق التي يمكنك من خلالها تداول قرارات سعر الفائدة الفيدرالية باستخدام حركة السعر:
- تحليل الفني: يمكنك استخدام تحليل الشموع والمؤشرات الفنية لتحديد الاتجاه المحتمل للسعر بعد إعلان قرار سعر الفائدة. على سبيل المثال، إذا كان هناك تشكيل شمعة قوية تشير إلى اتجاه محدد، يمكنك النظر إلى فتح صفقة وفقًا لهذا التوجه.
- مستويات الدعم والمقاومة: قد تكون مستويات الدعم والمقاومة مفيدة جدًا بعد إعلان قرار سعر الفائدة. إذا كان السعر يتجاوز مستوى مقاومة مهم بعد إعلان زيادة سعر الفائدة، فهذا يشير إلى اتجاه صعودي قوي، وعلى العكس من ذلك، إذا كان السعر يكسر مستوى دعم بعد إعلان خفض سعر الفائدة، فقد يكون هناك اتجاه هابط محتمل.
- متوسطات الحركة السعرية: يمكن استخدام متوسطات الحركة السعرية (Moving Averages) لتحديد الاتجاه العام للسوق بعد إعلان سعر الفائدة. إذا كان السعر فوق متوسط حركة سعرية معين، فهذا يشير إلى اتجاه صعودي، والعكس صحيح.
- استخدام المؤشرات الفنية: يمكن استخدام مؤشرات مثل مؤشر القوة النسبية (RSI) أو مؤشر الستوكاستيك لتحديد ما إذا كانت السوق مفرطة الشراء أو البيع بعد إعلان سعر الفائدة، وبالتالي يمكن استخدام هذه المعلومات لاتخاذ قرارات تداول مناسبة.
تذكر أن تداول قرارات سعر الفائدة ينطوي على مخاطر، ويجب دائمًا إدارة هذه المخاطر بواسطة إعداد خطة تداول محكمة واستخدام أدوات إدارة المخاطر مثل وقف الخسارة والهامش بحكمة.
اهمية تداول قرارات اسعار الفائدة الصادرة من البنك الفيدرالي
تداول قرارات أسعار الفائدة الصادرة من البنك الفيدرالي الأمريكي (Federal Reserve) يعتبر من أهم وأبرز الأحداث الاقتصادية التي يتابعها المتداولون والمستثمرون على مستوى العالم، وذلك لعدة أسباب:
- تأثيرها على الاقتصاد: قرارات الفائدة تؤثر بشكل كبير على الاقتصاد الأمريكي والعالمي. فزيادة سعر الفائدة تعني تكلفة الاقتراض المرتفعة، مما يؤثر على الاستثمار والإنفاق الاستهلاكي، بينما خفض سعر الفائدة يحفز النمو الاقتصادي.
- تأثيرها على الأسواق المالية: تعتبر قرارات الفائدة من أهم العوامل التي تؤثر على أسعار الأسهم، السندات، والعملات. فعندما يتغير سعر الفائدة، يتغير تقييم المستثمرين للأصول المختلفة، مما يؤدي إلى تقلبات في الأسواق المالية.
- تأثيرها على سعر صرف العملات: تغييرات في أسعار الفائدة يمكن أن تؤثر بشكل كبير على قوة العملة. على سبيل المثال، زيادة في سعر الفائدة قد تؤدي إلى ارتفاع قيمة العملة نظرًا لجذب الاستثمارات.
- فرص التداول: يمكن لتداول قرارات الفائدة أن يوفر فرصًا تداولية مثيرة للمتداولين، حيث يمكن للتقلبات الحادة في الأسعار أن تفتح الباب أمام تحقيق أرباح كبيرة خلال فترة زمنية قصيرة.
- التأثير على السياسة النقدية العالمية: قرارات الفائدة التي يتخذها البنك الفيدرالي يمكن أن تؤثر على سياسات الفائدة في دول أخرى، حيث قد تلجأ البنوك المركزية الأخرى إلى اتخاذ إجراءات مماثلة لمواجهة تأثيرات سياسات الفائدة الأمريكية.
اقرأ ايضاً: تراجع الأسهم الأوروبية بعد خفض الفائدة الأمريكية
بختام هذا المقال، يمكن القول إن رفع الفائدة الأمريكية من قبل البنك الفيدرالي الأمريكي يعتبر خطوة هامة تهدف إلى التحكم في التضخم ودعم الاقتصاد الأمريكي. تأثيرات هذه الخطوة تتراوح بين تقليل الاقتراض والإنفاق وزيادة تكلفة الاقتراض، مما يؤثر بشكل مباشر على الاستثمار. فعلى الرغم من أن رفع الفائدة الفيدرالي قد يؤدي إلى تباطؤ النشاط الاقتصادي وتقليل الطلب، إلا أنه في النهاية يهدف إلى تحقيق استقرار اقتصادي يدعم النمو المستدام. لذلك، يجب على المستثمرين مراقبة تطورات سياسة الفائدة وضبط استراتيجياتهم وفقاً للتغيرات الاقتصادية والمالية لضمان تحقيق أقصى استفادة من استثماراتهم.