تعلم التداولأكاديمية التداولتعليم تداول الأسهم

ما هو الفرق بين السوق الرئيسي والسوق الموازي؟

السوق الرئيسي والسوق الموازي هما جزءان أساسيان من البنية التحتية للتداول والاستثمار في الأسواق المالية. تختلف الطبيعة والأهداف والتنظيم بينهما، مما يجعلهما يتناسبان مع احتياجات واستراتيجيات مختلفة للمتداولين والمستثمرين. في هذا المقال، سنقدم نظرة عامة على الفروقات الرئيسية بين السوقين، مما يساعد على فهم الأسواق المالية بشكل أفضل واتخاذ قرارات استثمارية مدروسة.

ماهو السوق الموازي

يُشار إلى السوق الموازي عالمياً بمُسمى السوق الرمادي كرمزية تعبر عن طبيعته؛ إذ يحتل مكانة متوسطة بين الأسواق المالية الرئيسية – التي تتمتع بالصفة الرسمية – وبين السوق السوداء التي تعتبر مثالاً للمعاملات غير المشروعة. يُعتبر السوق الموازي سوقًا غير رسميًا، حيث يندرج تداوله ضمن إطار غير منظم ولكنه في الوقت نفسه لا يتعارض مع القوانين واللوائح المُنظمة للمُعاملات المالية.

باختصار، السوق الموازي هو سوق غير رسمي حيث يتداول الأفراد الأسهم قبل إدراجها في السوق الرئيسية. يهدف هذا النوع من التداول إلى تمكين الشركات المُصدرة للأسهم من قياس الطلب عليها قبل الاكتتاب الرسمي في البورصات، وغالباً ما يكون لهذا التداول تأثير إيجابي على قيمة الشركة وتسعير أسهمها في المستقبل.

أبرز نماذج وتجارب التداول في السوق الموازي 

يمكننا فهم مفهوم السوق الموازي بشكل أوضح من خلال النظر إلى بعض الأمثلة العالمية والعربية، التي تبرز دور السوق الموازي وتأثيره في عالم التداول والاستثمار.

اقرأ أيضًا: اكتتاب العملات الرقمية وكيفية عملها

أمثلة من الأسواق الموازية العالمية

تجارب تداول الأسهم في السوق الموازي أصبحت شائعة ومقبولة في العديد من الدول حول العالم. العديد من الشركات الناشئة التي تعتبر الآن من أفضل الأسهم للاستثمار قد بدأت رحلتها في السوق الموازي ومن ثم انتقلت إلى السوق الرئيسي. إليك مثالين، أحدهما يتعلق بدولة والآخر بشركة:

  • الولايات المتحدة: في الولايات المتحدة، تعتبر شركة فيسبوك Facebook من أبرز الأمثلة على الشركات التي بدأت رحلتها في السوق الموازي. كانت Facebook تتداول عبر السوق الموازي (OTC) قبل أن تدخل البورصة الرئيسية وتصبح واحدة من أكبر الشركات التكنولوجية في العالم.
  • الإمارات العربية المتحدة: في الإمارات، يُعتبر سوق ناسداك دبي للأوراق المالية Nasdaq Dubai للأسهم الخاصة بالشركات الناشئة والصغيرة والمتوسطة من الأسواق الموازية الرئيسية. تساهم هذه السوق في تمكين الشركات الصغيرة والمتوسطة من جذب الاستثمارات وزيادة رؤوس الأموال.

تداول الأسهم غير الرسمي في الهند

في الهند، أصبح تداول الأسهم في السوق غير الرسمية أمرًا شائعًا، حيث يُعتبر هذا التداول – في رأي العديد – خطوة ضرورية نحو الاكتتاب في البورصة الرئيسية، وغالبًا ما تُجرى عمليات التداول داخل هذه السوق بشكل نقدي نظرًا لطبيعتها غير الرسمية وعدم وجود دعم من مؤسسات رسمية خارجية.

تُعد الهند نموذجًا جيدًا في هذا الصدد، حيث يتم تداول أسهم شركاتها في الأسواق غير الرسمية لفترات طويلة نسبيًا. يهدف ذلك إلى تمكين المستثمرين والتجار من تقييم الأسهم وقوة الشركات قبل إدراجها في السوق الرئيسية، وقد ساهم هذا النهج في نمو السوق غير الرسمية بشكل كبير في الهند.

طرح سهم تويتر في السوق الرمادي

تمثل تجربة طرح أسهم شركة تويتر في السوق الموازي أو الرمادي واحدة من أبرز التجارب في هذا المجال، حيث جرى هذا الطرح في نوفمبر من عام 2013 قبل الاكتتاب العام في السوق الرئيسية بفترة قصيرة. كانت هذه التجربة تعكس تأثير السوق الموازي على تسعير أسهم الشركات قبل الاكتتاب العام.

كانت تويتر تطمح لرفع قيمتها السوقية إلى 18 مليار دولار أمريكي كحد أقصى من خلال عملية الاكتتاب العام، ولكن عندما تم طرح الأسهم بشكل مبدئي في السوق الموازي، شهدت معدلات طلب مرتفعة، مما أدى إلى تقييم السهم الواحد بنحو 43.60 دولار أمريكي. هذا التقييم أثر بشكل إيجابي على أداء السهم في السوق الرئيسية في اليوم التالي، حيث ارتفع سعر السهم إلى 44.90 دولار أمريكي، مما جعل القيمة السوقية الأولية لتويتر ترتفع إلى 31 مليار دولار أمريكي.

اقرأ أيضًا: دليلك لفهم مصطلحات سوق الأسهم

 السوق الموازي السعودي (نمو)

يتجه السوق الموازي نحو الطابع الرسمي أكثر من غيره من الأسواق الموازية التقليدية، وذلك يعود إلى طبيعته كمنصة تداول بديلة للأسهم التي أطلقتها الإدارة السعودية في 26 فبراير 2017 بإشراف مباشر من هيئة السوق المالية السعودية. كانت السوق الموازية آنذاك تضم 7 شركات فقط في قطاعات استثمارية مختلفة.

كان هناك هدفان رئيسيان وراء هذه الخطوة:

  1. توفير مصدر إضافي لتمويل الشركات.
  2. تعميق السوق المالي السعودي وزيادة تنوع الأدوات الاستثمارية المتاحة.

شروط طرح الأسهم في نمو

يُعتبر سوق نمو السعودي من بين الأسواق الموازية الأكثر تنظيماً وانضباطاً، حيث يخضع لإشراف إحدى جهات الرقابة المالية ويتطلب الامتثال لضوابط صريحة وشروط واضحة ومعايير للإدراج. يتمتع هذا السوق بمستوى من التنظيم يجعله يشبه إلى حد كبير الأسواق الرسمية، ولكنه يتميز بمرونة أكبر في متطلبات الطرح والإدراج. تشتمل هذه المتطلبات على:

  1. أن تكون المصدر شركة مساهمة.
  2. الحد الأدنى لقيمة الشركة السوقية يجب أن يكون 10 مليون ريال سعودي.
  3. الحد الأدنى لعدد المساهمين في الشركة عند الإدراج هو 50 مساهماً.
  4. يجب أن تشمل عملية الطرح ما لا يقل عن 20% من أسهم الشركة.
  5. يجب أن يكون قد مر على النشاط التشغيلي الرئيسي للشركة عام واحد على الأقل.
  6. تقديم قوائم مالية نصف سنوية للمراجعة.
  7. الإفصاح الكامل عن المعلومات الجوهرية الخاصة بالشركة ونشاطها.
  8. حظر بيع الأسهم المملوكة للمؤسسين لمدة سنة من تاريخ الإدراج.

الفرق بين السوق الموازي والسوق الرئيسي 

الجدول التالي يوضح الفروقات الرئيسية بين السوق الموازي والسوق الرئيسي:

العنصر السوق الموازي السوق الرئيسي
التنظيم والإشراف يخضع لتنظيم أقل وإشراف أقل دقة. يخضع لتنظيم وإشراف رسمي من السلطات المالية.
الشفافية قد تكون درجة الشفافية أقل. تكون درجة الشفافية عالية ومضمونة.
الاستثمار والتداول يعتبر مخاطرة أعلى وتداول أقل استقرارًا. يعتبر أكثر استقرارًا وأمانًا للاستثمار.
الحجم والتداول يتميز بحجم تداول أقل وعمليات أقل قيمة. يتميز بحجم تداول كبير وعمليات تداول قيمة.
الشهرة والتقدير عادة ما يفتقد للشهرة والتقدير العام. يحظى بشهرة وتقدير واسعين في السوق.
السهولة في الوصول قد تكون عمليات الوصول والمشاركة أكثر صعوبة. يكون الوصول والمشاركة أكثر سهولة ويسرًا.
الأدوات المتاحة يمكن أن تكون الأدوات المالية المتاحة محدودة. تكون الأدوات المالية المتاحة متنوعة وواسعة.
المسؤولية يتحمل المستثمر المزيد من المسؤولية والمخاطر. قد يكون هناك تحميل للمسؤولية أقل للمستثمرين.

يرجى ملاحظة أن هذه الفروقات قد تختلف بين الأسواق الموازية في مختلف البلدان وتعتمد على التنظيمات والأنظمة المحلية.

هل يمكن التداول في السوق الموازي عبر الإنترنت؟

تداول الأصول في السوق الموازية عبر الإنترنت ليس شائعًا أو مألوفًا، حيث إن هذه الأسواق غالبًا ما تكون غير منظمة ولا تخضع للرقابة الرسمية أو لوائح محددة. ونتيجة لهذا، قد يكون من الصعب العثور على شركات تداول تتيح الوصول إلى تلك الأسواق وتداول الأصول المدرجة فيها عبر الإنترنت.

اقرأ أيضًا: الشموع اليابانية تحليلها واستخدامها للتداول

كيفية الانتقال من السوق الموازية إلى السوق الرئيسية

عندما تقرر الشركة الانتقال من السوق الموازي إلى السوق الرئيسية، تحتاج إلى استيفاء عدة متطلبات، منها:

  1. تقديم الطلب بعد مرور سنتين من إدراج أسهم الشركة في السوق الموازية.
  2. الإعلان عن جميع متطلبات الإدراج في السوق الرئيسية، باستثناء القيمة السوقية، حيث يجب أن يكون متوسط القيمة السوقية الإجمالية خلال الأشهر الستة السابقة لتقديم الطلب هو 200 مليون ريال سعودي.
  3. الإفصاح للجمهور قبل تقديم الطلب عن تقرير مجلس الإدارة الذي يحتوي على المعلومات المطلوبة بموجب اللوائح التنفيذية ذات العلاقة.
  4. استيفاء موافقة مجلس الإدارة على الانتقال إلى السوق الرئيسية والإفصاح عنها للجمهور قبل بدء جلسة التداول التي تلي صدور الموافقة.
  5. الإعلان للجمهور عند تقديم طلب الانتقال إلى السوق الرئيسية.

بعد موافقة السوق على انتقال أسهم الشركة إلى السوق الرئيسية، يتم تعليق تداول أسهم الشركة لمدة لا تزيد عن خمسة جلسات تداول حتى اكتمال إجراءات الانتقال، ثم يتم تداول أسهم الشركة في السوق الرئيسية.

يجب على جميع الشركات المدرجة حاليًا في السوق الموازية الاستيفاء من معايير التأكد من توافر سيولة كافية للأسهم، والتي تشمل:

المعيار الوصف
الحد الأدنى لعدد المساهمين المؤهلين يجب أن يكون هناك عدد كافٍ من المساهمين المؤهلين للتداول في السوق الرئيسية، ويمكن تحديد هذا العدد بناءً على معايير محددة تعتمدها السوق المالية.
الحد الأدنى لحجم التداول يجب أن يكون هناك حجم تداول كافٍ للأسهم خلال فترة زمنية محددة، مما يعكس وجود سيولة جيدة واهتمام مستثمرين متعددين بالأسهم.
الحد الأدنى لقيمة الأسهم المتداولة يمكن أن تحدد السوق الحد الأدنى لقيمة الأسهم التي يتم تداولها يوميًا، وهذا يعكس كذلك مستوى السيولة.
الحد الأدنى لحجم الأسهم المملوكة يتطلب من الشركة أن تكون نسبة الأسهم التي تملكها الجمهور من إجمالي الأسهم المتداولة في السوق الموازية تلبي معايير محددة.
آلية الحفاظ على سيولة الأسهم يجب على الشركة والسوق المالية توفير آليات تسهم في الحفاظ على سيولة الأسهم، مثل توفير سوق ثانوي للأسهم لتسهيل عمليات البيع والشراء وضمان توفر العروض والطلبات.

ما الأهمية التي يشكلها السوق الموازي للشركات والمتداولين؟

يشهد السوق الموازي اهتمامًا كبيرًا من قبل المتداولين الذين يحرصون على متابعته باستمرار، وذلك لإمكانية الاستفادة منه في العديد من الجوانب المهمة. يمكن تلخيص أبرز هذه الجوانب كما يلي:

  • الاستفادة من تقييم سعر سهم شركة قبل إدراجه في السوق الرئيسية بشكل فعلي.
  • استخدام نشاط السهم في السوق الموازي كمؤشر للاتجاه المستقبلي الذي قد يتبعه بمجرد إدراجه في السوق الرئيسية.
  • قياس حجم الطلب على السهم من خلال سعره في السوق الموازي، والذي يعكس الطلب الفعلي قبل الإدراج في السوق الرئيسية.

هل تتيح جميع شركات الوساطة تداول أسهم السوق الرمادي؟

نادراً ما تُركز شركات التداول عبر الإنترنت على الوصول إلى السوق الموازي، بل يكون اهتمامها الرئيسي عادةً على الأسواق المالية الرسمية حول العالم والأصول المُدرجة فيها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى