تعليم تداول الأسهمأكاديمية التداولتعلم التداول

الفرق بين الاكتتاب والتداول: دليل لسوق الأسهم

يُعتبر الفهم الدقيق لعمليات السوق المالية أمرًا حيويًا لأي شخص يخطط للمشاركة فيها. ومن بين المفاهيم الأساسية التي يجب فهمها بدقة هي الاختلاف بين عمليتي الاكتتاب والتداول. تعتبر هاتان العمليتان جزءًا لا يتجزأ من البنية الأساسية للسوق المالية، حيث تختلفا في طبيعتهما وأهدافهما.

في هذا المقال، سنلقي نظرة عامة على ما الفرق بين الاكتتاب والتداول، ونبين الفروق الرئيسية بينهما، مما يمكن أن يساعد في توجيه الأفراد نحو الفهم الأعمق لطبيعة السوق المالية وكيفية الاستفادة منها بشكل أفضل.

ما الفرق بين الاكتتاب والتداول؟

يمكن التعبير عن الفرق بين الاكتتاب والتداول بأنه فرق كبير، على الرغم من أن كلمتين تتعلقان بسوق الأسهم، إلا أنهما تشيران إلى عمليات مختلفة تمامًا. الاكتتاب يشير إلى عملية شراء الأسهم لأول مرة من قبل الجمهور، عادةً خلال طرح عام أولي (IPO) لشركة ما. بينما التداول يشير إلى عملية بيع وشراء الأسهم التي تمتلكها بالفعل في السوق الثانوية.

اقرأ أيضاً: شي إن تقدم طلبا للاكتتاب العام في الولايات المتحدة

ما هو اكتتاب الأسهم؟

ما الفرق بين الاكتتاب والاسهم، حيث أن الاكتتاب والتداول في الأسهم يمثلان إجراءين منفصلين في سوق الأسهم، حيث يبدأ العملية بمرحلة الاكتتاب العام للأسهم، المعروفة بـ”Initial Public Offering” أو IPO، وهي عملية يقوم بها الشركات لتوفير التدفقات النقدية من خلال طرح حصة من أسهمها للبيع في البورصة.

تتبع عملية الاكتتاب العام في معظم البورصات العالمية نفس الخطوات الإجرائية والقانونية، ويمكن تلخيصها في النقاط التالية:

  1. تحديد حجم وقيمة الحصة المطروحة من الأسهم من قبل إدارة الشركة.
  2. تحديد البورصة التي ستتم فيها عملية طرح الأسهم.
  3. التواصل مع بنك استثماري لتنظيم وإدارة العملية.
  4. تقديم بيان التسجيل اللازم للهيئة الرقابية المعنية في الدولة، مثل هيئة الأوراق المالية والبورصات في الولايات المتحدة الأمريكية (SEC).
  5. إعداد ونشر نشرة الإصدار التي تحتوي على معلومات شاملة حول الشركة وأهدافها من الطرح.
  6. تحديد سعر السهم المطروح والإعلان الرسمي عن الطرح على البورصة.

أسباب لجوء الشركات إلى الاكتتاب في البورصة

ربما تتساءل الآن عن سبب قيام شركات عالمية كبيرة، التي تقدر قيمتها السوقية بمليارات الدولارات، بالتخلي عن جزء من حصتها في الشركة. يمكن الإجابة على هذا السؤال من خلال فهم أن الاكتتاب في الأسهم يُعَدّ الوسيلة الأسرع والأكثر فعالية لتوفير التدفقات النقدية التي تحتاجها الشركات لتشغيل أعمالها وتمويل مشاريعها. بعض الشركات تقوم أيضًا بالاكتتاب العام للأسهم لسداد الديون أو زيادة حجم رأس المال. كما يُعَد الاكتتاب في البورصة أكثر أمانًا مقارنة بوسائل توفير السيولة الأخرى، ومن هذه الوسائل:

  • إدخال شركاء جدد بهدف زيادة قيمة رأس المال.
  • اللجوء إلى المستثمرين الملائمين “Angel Investors”.
  • الحصول على قروض بفوائد عالية من البنوك.

خطوات اكتتاب الأسهم للمرة الأولى

  1. تقدير حصة الملكية المطروحة: تشكل لجنة خاصة من إدارة الشركة لتقدير حجم الأعمال والغاية من اكتتاب الأسهم وتحديد حجم حصة الملكية التي ستطرح في السوق العام وعدد الأسهم المقسمة.
  2. التعاقد مع بنك الاستثمار: توقيع عقد مع بنك استثماري يتولى دور مدير الاكتتاب، والذي يُشرف على كامل عملية الاكتتاب بما في ذلك الجوانب القانونية والتسويقية.
  3. إصدار بيان التسجيل: يتضمن معلومات تفصيلية حول الشركة وإدارتها وأدائها المالي، يقدم إلى الجهة الرسمية للموافقة على الاكتتاب.
  4. إصدار نشرة الإصدار: وثيقة تسويقية تستهدف كبار المستثمرين، تقدم معلومات عن أداء الشركة وتوقعات الأرباح المستقبلية لجذب الاستثمار في الأسهم.
  5. التسعير: تحديد سعر الطرح الذي ستطرح به الأسهم في البورصة للمرة الأولى.
  6. الطرح الفعلي: يتم عادةً في مرحلتين: الطرح المبدئي لعدد محدود من الأشخاص، ثم اكتتاب الأسهم في السوق العام للتداول من قبل الجميع.

باختصار، عملية اكتتاب الأسهم تتطلب إعداداً دقيقاً ومراعاة للشروط والضوابط، وتتضمن تقديرًا للحصة المطروحة وتعاقد مع مدير الاكتتاب، إصدار بيانات ونشرات لجذب المستثمرين، وأخيرًا تحديد سعر الطرح وإتاحة الأسهم للبيع والشراء في السوق العام.

تداول الاكتتابات الحديثة.. هل هو دائماً خيار جيد؟

حين يتعلق الأمر بجني الأرباح من الأسهم، يجب الاعتماد على الحقائق والمعلومات الدقيقة. من الصعب إصدار حكم نهائي حول ما إذا كان يجب القيام بتداول فئة معينة من الأسهم أو تجنبها. تنطبق هذه القاعدة أيضًا على الأسهم التي تم اكتتابها حديثًا، حيث تظهر التجارب السابقة أنه يمكن أن تتحقق نتائج إيجابية أو سلبية.

تعتبر شركة أوبر للتكنولوجيا مثالًا على هذا النوع من التجارب. فقد أثارت آمالًا كبيرة عندما قررت الاكتتاب في البورصة الأمريكية، إلا أن السهم لم يحقق التوقعات وانخفضت قيمته في اليوم الأول للتداول. على الجانب الآخر، حققت بعض الشركات الأخرى نتائج إيجابية خلال اكتتابها الأول، كما حدث مع شركة جوجل التي حصدت نحو 30 مليار دولار من خلال الاكتتاب الأول بها بتسعير 85 دولار للسهم في عام 2004.

ما هو تداول الأسهم؟

يُمكن توضيح الفرق بين الاكتتاب والتداول على أن الاكتتاب العام هو قرار وإجراء يعود إلى إدارة الشركات، حيث يتم خلاله طرح حصة من أسهم الشركة للجمهور من خلال البورصة بهدف جمع التمويل اللازم للشركة. أما التداول، فهو نشاط يقوم به المستثمرون أو المضاربون على البورصة، ويهدف إلى تحقيق أرباح من خلال استغلال تقلبات أسعار الأسهم.

مفهوم التداول عبر الإنترنت يشمل عدة آليات يمكن الاعتماد عليها لتحقيق الأرباح، منها:

  • التداول المباشر للأسهم: يتضمن المضاربة اليومية بالأسهم دون الحاجة لامتلاكها بشكل فعلي، ويشمل معاملات قصيرة المدى تبدأ من بضع دقائق وتمتد ليوم أو أكثر.
  • عقود المشتقات المالية: تشمل عقود مقابل الفروقات (CFDs)، وهي عقود مُسبقة بين طرفي الصفقة تقضي بتداول أصل مالي معين في تاريخ محدد.

مزايا تداول الأسهم عبر الإنترنت

منصات تداول الأسهم عبر الإنترنت حققت نجاحًا كبيرًا وانتشارًا واسعًا خلال السنوات الأخيرة، ويرجع ذلك إلى الخصائص والمزايا الفريدة التي توفرها، مما جعلها الخيار الأفضل للعديد من المتداولين. يمكن تلخيص أهم تلك المزايا كما يلي:

  • التحرر من القيود زمنًا ومكانًا في عمليات التداول.
  • الوصول إلى مختلف أسواق المال العالمية.
  • الاستفادة من التغيرات اللحظية في تقديرات الأسعار.
  • منح المستثمر مرونة أكبر في إدارة صفقاته.
  • الاستفادة من خاصية الرافعة المالية لزيادة القدرة الشرائية لرأس المال.

اقرأ أيضاً: ما هو الاكتتاب العام (IPO)؟ دليل شامل للمستثمرين المبتدئين

آليات تداول الأسهم 

تداول الأسهم يعتمد على آليات مختلفة تتنوع وتتطور مع تغيرات السوق، وأبرز هذه الآليات تشمل:

  1. المضاربة اليومية: تتمثل في تداول الأسهم بشكل سريع وقصير الأجل، حيث يهدف المتداولون إلى تحقيق الأرباح من تقلبات السعر خلال فترات زمنية قصيرة.
  2. الاستثمار طويل الأجل: يتضمن امتلاك الأسهم لفترات طويلة تتراوح من عدة سنوات، ويهدف إلى تحقيق العائد عبر زيادة قيمة الاستثمار أو استلام أرباح من توزيعات الأرباح.
  3. عقود المشتقات المالية: تعتمد على الاستثمار في عقود تعكس قيمة الأصول المالية مثل الأسهم، مما يمكن المستثمر من تحقيق الربح من تغيرات السعر دون الحاجة لامتلاك الأصل الفعلي.

هذه الآليات تتيح للمستثمرين تحقيق الربح من الأسواق المالية بشكل مختلف يتناسب مع استراتيجيتهم وأهدافهم الاستثمارية.

مخاوف تداول أسهم الاكتتاب

يتبيّن من المذكور أعلاه أن تداول أسهم الاكتتابات يمكن أن يكون مزايا وعيوب، حيث يُمكن الحصول على عوائد مرتفعة في حال ارتفاع أسعار الأسهم بعد الاكتتاب نظرًا لأن أسعار الاكتتاب عادة ما تكون منخفضة نسبيًا. ورغم أن ذلك يمكن أن يكون جاذبية للعديد من المستثمرين، إلا أنه ينطوي على بعض السلبيات التي يجب مراعاتها.

من بين هذه السلبيات صعوبة الاعتماد على أدوات التحليل الفني في تقدير أداء تلك الأسهم، حيث يكون النظر إلى مستقبل الأسهم وتوقع أدائها يعتمد بشكل كبير على النظرة الشخصية والتجربة في السوق المالي. يعتمد تحديد ترجيحات الأسهم المتاحة للاكتتاب على العوامل الرئيسية التالية:

  1. القيمة السوقية وحجم رأس المال الخاص بالشركة: يعكس هذا العامل حجم الشركة وقيمتها الاقتصادية.
  2. نشاط الشركة وحجم الطلب عليه: يدل هذا على شعبية الشركة وجاهزية المستثمرين للاكتتاب فيها.
  3. تقارير الأداء المالي: توفر هذه التقارير للمستثمرين فكرة عن أداء الشركة في السنوات السابقة وقدرتها على تحقيق العوائد.
  4. نشرة الإصدار: تعتبر نشرة الإصدار من مصادر البيانات الرئيسية التي يعتمد عليها المستثمرون لفهم أفضل للشركة والاستثمار فيها.
  5. تعرف على حجم أعمال الشركة: يُعتبر هذا عاملاً حيويًا في فهم النمو والاستقرار المستقبليين للشركة.
  6. إدارة الشركة: يجب أن تكون إدارة الشركة ذات خبرة وجدارة بالغة لضمان نجاح الشركة في المستقبل.

هل يمكن تداول الأسهم الأمريكية من داخل المملكة السعودية؟

يمكن الوصول إلى أفضل الأسهم الأمريكية للاستثمار أو الأسهم الأمريكية حديثة الاكتتاب بسهولة تامة من خلال امتلاك حساب حقيقي لدى إحدى شركات المرخصة. يكفي فتح حساب لدى شركة مرخصة، وذلك يمكنك من الولوج إلى منصات التداول عبر الإنترنت والوصول إلى أي من الأسواق العالمية لتداول الأصول المُدرجة بها، سواء من داخل المملكة أو خارجها.

هل تداول أسهم الاكتتابات يحقق أرباحاً حقيقياً؟

بالتأكيد، تداول الأسهم المكتتبة حديثاً في البورصات العالمية يمكن أن يكون مجالاً مثيراً لتحقيق أرباح مرتفعة، ولكن ينبغي مراعاة أن هذا النوع من التداول يحمل مخاطر معينة. لذا، يُنصح بشدة بالتحليل الدقيق لتقارير الأداء المالي للشركة وفهم مدى نجاحها ومدى توازنها المالي قبل اتخاذ أي قرار بالتداول.

اقرأ أيضاً: الفرق بين الاكتتاب والاسهم.. كل ما تحتاج لمعرفته

كيف اعرف الأسهم النقية أو الحلال حديثة الاكتتاب؟

تم حسم الجدل الدائر حول الأسهم الحلال ومشروعية تداولها من قبل المؤسسات الدينية، حيث أعلنت عن مجموعة من الضوابط والشروط التي يجب توافرها بالشركة لتكون أسهمها حلالاً. تأتي في مقدمتها ألا تكون لتلك الشركة أنشطة -تجارية أو صناعية- تتعارض مع الأحكام الشرعية، بجانب ألا تكون معاملاتها المالية قائمة على المعاملات الربوية بشكل أساسي.

 يمكن معرفة الحلال بين الأسهم الحديثة للاكتتاب من خلال “نشرة الإصدار”، التي تقوم الشركات بإصدارها قبل الطرح الأول لأسهمها في السوق الأمريكي أو الأسواق العالمية. تتضمن تلك النشرة معلومات مفصلة حول نشاط الشركة والسياسة المالية المتبعة من قبل إدارتها.

في النهاية، يتضح أن الاكتتاب والتداول على الأسهم عمليات مترابطة ولكنها مختلفة تمامًا في طبيعتها وأهدافها. الاكتتاب يمثل المرحلة الأولية لعرض الأسهم للجمهور، بينما يمثل التداول عملية شراء وبيع متكررة للأسهم في السوق الثانوية. يهدف الاكتتاب إلى توفير رأس المال للشركة وتوسيع قاعدة المساهمين، بينما يهدف التداول إلى تحقيق الربح عبر استفادة من تغيرات أسعار الأسهم. بينما يمكن أن يكون الاكتتاب ذو مخاطر عالية وعوائد غير مؤكدة، يعتبر التداول عادةً أكثر استقرارًا ويساعد على تحقيق عائدات مالية مناسبة على المدى الطويل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى