متى أشتري ومتى أبيع في سوق الأسهم؟ دليل احترافي للمبتدئين
يُعتبر تحديد الوقت المناسب للشراء والبيع في سوق الأسهم من أهم التحديات التي تواجه المستثمرين. سواء كنت مستثمرًا مبتدئًا أو خبيرًا، فإن القدرة على اتخاذ قرارات دقيقة حول توقيت الدخول والخروج من السوق يمكن أن يكون لها تأثير كبير على نجاحك المالي. في هذا المقال، سنستعرض استراتيجيات وأدوات تحليلية تساعدك على اتخاذ قرارات استثمارية أفضل بشأن متى تشتري ومتى تبيع في سوق الأسهم، مما يمكن أن يعزز فرصك في تحقيق عوائد مجزية وتقليل المخاطر.
ما هي العوامل المؤثرة على أسعار الأسهم؟
يُعتبر سوق الأسهم والأوراق المالية نظامًا معقدًا يضم مجموعة متنوعة من المستثمرين، بدءًا من المبتدئين وصولًا إلى الخبراء. يتخذ هؤلاء المستثمرون قراراتهم بناءً على أفكارهم الشخصية، واهتماماتهم، وتحليلاتهم المختلفة للأسواق وأسعار الأسهم. هناك العديد من العوامل التي تؤثر بشكل كبير على تحركات الأسعار والتي يجب مراعاتها عند الاستثمار في الأسهم، وأهمها:
العوامل الأساسية للسهم
النظر في أساسيات السهم يتضمن دراسة البيانات التي قد تؤثر على سعر السهم أو قيمته وأدائه. تشمل هذه العوامل ربحية السهم، والتدفق النقدي لكل سهم، وتوزيعات الأرباح المتوقعة. بالإضافة إلى ذلك، يتم تقييم النمو المتوقع للأرباح خلال فترة زمنية معينة، والمخاطر المحتملة المرتبطة بالسهم.
العرض والطلب
العرض يشير إلى عدد الأسهم التي يرغب الناس في بيعها، بينما الطلب يشير إلى عدد الأسهم التي يرغب الناس في شرائها وامتلاكها.
- عندما يزيد الطلب، أي عندما يكون هناك عدد أكبر من المشترين مقارنةً بالبائعين، فإن أسعار الأسهم ترتفع لجذب البائعين لبيع المزيد من الأسهم.
- على العكس، عندما يكون هناك عدد أكبر من البائعين مقارنةً بالمشترين.تنخفض أسعار الأسهم حتى تصل إلى مستوى يجذب المشترين للشراء. هذا التفاعل بين العرض والطلب يحرك أسعار الأسهم حتى يتم الوصول إلى التوازن في السوق.
- تجدر الإشارة إلى أن العرض والطلب يتأثران بعوامل عديدة، مثل البيانات الاقتصادية، ونتائج الشركات وأرباحها، وحالات الاكتتاب والاستحواذات، أو إصدار أسهم جديدة من قبل الشركات.
التضخم المالي
يؤثر التضخم على أسعار الأسهم بشكل غير مباشر، حيث تعتمد أسعار الأسهم والعوائد في سوق الأسهم على توقعات أرباح الشركات. يؤثر التضخم سلبًا على هذه الشركات، إذ يؤدي إلى انخفاض قيمة الدولار من الأرباح، وارتفاع أسعار المواد الخام والعمالة مما يقلل من أرباح الشركات.
ومع ذلك، بمجرد أن تتمكن الشركات من التكيف مع التضخم وتجاوزه، ستزداد إيراداتها وتتحسن أسعار اسعار اسهم الشركات السعودية مثلا.
ومن الجدير بالذكر أن الاستثمار في الأسهم على المدى الطويل يعمل كأداة تحوط ضد التضخم، حيث تظل القيمة النقدية للأسهم التي يحتفظ بها المستثمر ثابتة رغم ارتفاع الأسعار.
أخبار الشركات و الاقتصاد
تؤثر الأخبار والأحداث غير المتوقعة داخل الشركات أو النظام الاقتصادي بشكل كبير على اسعار جميع الاسهم. يشمل ذلك الأوضاع السياسية والاقتصادية الدولية، وعمليات الاندماج والاستحواذ. بالإضافة إلى ذلك، تؤثر أخبار الشركات بشكل خاص على أسعار أسهمها، مثل تقارير الأرباح؛ حيث تؤدي الأرباح القوية عادةً إلى ارتفاع أسعار الأسهم، بينما تؤدي الأرباح الضعيفة إلى انخفاضها.
معنويات السوق
معنويات المستثمرين تعبر عن السلوك العام للمستثمرين في تقييم أسعار الأسهم في الأسواق، بناءً على العديد من العوامل الأساسية والتقنية مثل تاريخ الأسعار، التقارير الاقتصادية، والأحداث العالمية والمحلية المختلفة، بالإضافة إلى مشاعرهم وعواطفهم. إذا توقع المستثمرون حركة سعرية صاعدة في الأسواق المالية، فإن ذلك يعكس معنويات سوق مرتفعة، مما يؤدي إلى زيادة الطلب على الأسهم.
اقرأ أيضاً: كيفية الاستثمار في الاسهم الامريكية.. أفضل الأسهم الأمريكية
ماهو شراء الانخفاض؟
استراتيجية شراء الانخفاض هي استراتيجية مرتفعة العائد تعتمدها المستثمرون الذين يرغبون في تحسين وضعهم في سوق التداول بالأسهم وتحقيق أرباح على المدى الطويل. تتمثل هذه الاستراتيجية في شراء أسهم شركة ما عندما ينخفض سعرها بشكل كبير وغير متوقع. يميل المستثمرون غير الخبراء إلى التخلص من أسهمهم بشكل سريع في حالات الانخفاض الكبير لتجنب المزيد من الخسائر. أما المستثمرون المتمرسون فيستغلون هذه الفرصة لشراء أكبر قدر ممكن من الأسهم في هذه اللحظة الضعيفة، معتمدين على عودتها للارتفاع في المستقبل، مما يحقق لهم عوائد هائلة على المدى الطويل.
كيف اشتري سهم
رغم أن شراء الأسهم قد يبدو محيرًا في البداية، إلا أنه عملية بسيطة تتطلب فقط بعض الخطوات الأساسية. إليك خطوات لمساعدتك في فهم كيفية شراء الأسهم:
- افتح حساب تداول أو استثمار: ابدأ بفتح حساب تداول أو استثمار لتكون قادرًا على شراء الأسهم. يمكنك فعل ذلك من خلال الاتصال بوكيل سوق الأوراق المالية أو منصة تداول إلكترونية.
- البحث واختيار الأسهم: ابحث عن الأسهم التي ترغب في شرائها باستخدام معلومات السوق المتاحة، والتي تشمل الأخبار المالية وتقارير الأداء السابقة للشركات.
- حدد عدد الأسهم: قرر كمية الأسهم التي ترغب في شرائها. يعتمد هذا على استراتيجيتك الاستثمارية وقدرتك على تحمل المخاطر.
- اختر نوع الأمر وافتح مركزك: حدد نوع الأمر الذي تريد استخدامه لشراء الأسهم، سواء كان ذلك بسعر السوق الحالي أو بسعر محدد.
- اختر متى وكيف تبيع الأسهم: قرر متى تنوي بيع الأسهم التي اشتريتها، سواء كان ذلك بعد فترة زمنية معينة أو عندما تصل الأسعار إلى مستويات معينة.
- تحسين أداء محفظتك الاستثمارية: استمر في مراقبة وتقييم أداء محفظتك الاستثمارية، وقم بتعديل استراتيجيتك استنادًا إلى التغيرات في السوق وأهدافك الاستثمارية.
متى أشتري ومتى أبيع في سوق الأسهم؟
عملية شراء الأسهم هي خطوة حاسمة في تحديد الأرباح والخسائر المحتملة، وليست مجرد عملية بيع الأسهم. يجب أن تكون عملية شراء الأسهم مدروسة بعناية، لأن الفشل في هذه الخطوة يمكن أن يؤدي إلى الخسائر. لذا، ينبغي على المستثمر اتباع مجموعة من النصائح لتحديد الوقت الأنسب لشراء الأسهم:
- عند شراء الأسهم، يجب على المستثمر تجنب المخاطرة بكل أمواله بوضعها في أسهم شركة واحدة. من الأفضل تنويع المحفظة الاستثمارية والاستثمار في أصول مالية متعددة.
- يجب على المستثمر تحديد أهداف واضحة لشراء الأسهم ووضع ميزانية محددة للاستثمار، لأن شراء الأسهم بشكل عشوائي يعرضه لمخاطر الخسارة.
- يجب إجراء دراسة تحليلية للأسهم قبل الشراء، حيث يجب على المستثمر معرفة وضع الشركة في السوق قبل امتلاك أسهمها. الاعتماد على سمعة الشركة فقط دون دراسة يعد خطأً كبيراً.
- ينبغي على المستثمر تجنب الانجذاب وراء تخفيضات أسعار الأسهم التي تحدث في المناسبات، وعليه أن ينظر إلى المستقبل بتحليل توجهات الشركة، ومقارنة سعر السهم بالأرباح المتوقعة وأسعار المنافسين المختلفة.
من ناحية أخرى، تعتبر عملية بيع الأسهم الخطوة الأخيرة التي تستند إلى كل ما يقوم به المستثمر من دراسات تحليلية للسوق وتحديد الأهداف بشكل مدروس. عملية البيع ليست فقط لتحقيق الأرباح؛ فقد يقوم المستثمر ببيع أسهمه لتفادي الخسائر المحتملة. لتحديد الوقت الأنسب للبيع، يجب على المستثمر مراعاة ما يلي:
- ينبغي عدم الاندفاع لبيع سهم ما فقط بناءً على ارتفاعه أو انخفاضه، ويجب على المستثمر عدم التسرع في اتخاذ هذه القرارات حتى لا يؤثر ذلك على استثماره.
- وفقًا لما تم ذكره سابقًا حول تحديد الأهداف أثناء عملية الشراء، فإذا تحققت هذه الأهداف، فإن هذا الوقت سيكون مناسبًا للبيع.
- ينبغي على المستثمر متابعة الشركة التي تم شراء أسهمها بانتظام، وتحليل التغيرات التي تحدث فيها مثل انخفاض حصتها السوقية أو معدل نموها، واتباعها لسياسات تقلل من هامش الربح. في هذه الحالة، يكون خيار البيع متاحًا.
- إذا كانت هناك شركات أفضل وأداء أسهمها جيدًا ولم يكن لدى المستثمر المال الكافي للاستثمار فيها، قد يلجأ المستثمر إلى بيع بعض أسهمه.
اقرأ أيضاً: الأسهم الأوروبية ترتفع في ظل انتعاش اسهم التكنولوجيا والبنوك
ما هي التقلبات اليومية في السوق؟
تقلبات الأسعار اليومية تعبر عن التغيرات في أسعار الأسهم خلال فترة تداول يوم واحد. تكون الساعات الأولى من فتح السوق عرضة لتقلبات كبيرة في الأسعار نتيجة لتراكم الطلبات التي لم تُنفَّذ في الجلسة السابقة ولتأثير الأخبار التي تُصدر في الصباح الباكر وتؤثر على قرارات المستثمرين.
تتميز فترة منتصف النهار بالاستقرار النسبي في الأسعار وانخفاض في حجم التداول بسبب قلة الأخبار التي تؤثر على السوق خلال هذه الفترة. ولكن يعاود النشاط في الساعات الأخيرة قبل إغلاق السوق، إذ يسعى المستثمرون للاستفادة من التقلبات التي حدثت خلال تداول جميع الأسهم اليوم لتحقيق مزيد من الأرباح.
ما هي أسباب بيع الأسهم؟
عندما يتعلق الأمر بمتى يجب بيع السهم (ومتى يجب شراؤه)، هناك عدة أسباب يجب أن يكون المستثمرون على علم بها، حتى يتمكنوا من تجنب الخسائر المالية المحتملة. إليك بعض الأسباب التي قد تدفع المتداولين إلى البيع:
- تدهور الأداء الاقتصادي للشركة وفقدان الثقة فيها: إذا تدهورت الشركة اقتصاديًا وانخفضت ثقة المستثمرين فيها، قد يكون من المناسب بيع الأسهم لتجنب خسارة مالية كبيرة واستثمار الأموال في شركة أخرى تظهر أفضلية.
- ضرورة السيولة المالية: قد يجد المستثمرون أنفسهم في حاجة ماسة للسيولة المالية لأسباب شخصية أو تجارية، وبالتالي يجدون أن البيع هو الحل الأمثل.
- تجنب الضرائب على رأس المال: يمكن أن تكون الحاجة إلى تجنب دفع الضرائب على الأرباح من بين الأسباب التي تدفع المستثمرين إلى البيع.
على الرغم من أن هذه الأوقات قد تكون مميزة لزيادة الأرباح، إلا أنها لا تصلح كاستراتيجية طويلة الأمد. يجب على المستثمر الناجح أن يعتمد على استراتيجية واضحة المعالم تحتوي على أهداف محددة، وأن يستند إلى التحليل الصحيح والقراءة الشاملة لحالة السوق لتحقيق الاحترافية في التداول.
ما هو أفضل وقت لشراء الأسهم؟
في أيام التداول الطبيعية، يفتتح سوق الأوراق المالية في تمام الساعة ٩:٣٠ صباحًا ويستمر حتى يأتي وقت الإغلاق في الساعة ٤ مساءً.
- يُفضل المتداولون اليوميون استغلال التقلبات في الأسواق، وبالتالي يُعتبر أفضل وقت لشراء وبيع الأسهم بين الساعة ٩:٣٠ و ١٠:٣٠ صباحًا، أو بين الساعة ٣ و ٤ مساءً، حيث تشهد هذه الفترات الأولى والأخيرة من التداول حركة كبيرة في الأسعار.
- يجب الإشارة إلى أن الأشخاص الذين يرغبون في شراء أسهم شركة ما والاحتفاظ بها للاستثمار على المدى الطويل، فلن يجدوا فرقًا كبيرًا في أي وقت من أوقات البيع والشراء خلال أيام التداول.
ولكن في النهاية تبقى هذه الأوقات المميزة في جميع الأسهم اليوم تداول مجرد عوامل مناسبة لزيادة الأرباح ولا تصلح لتكون استراتيجية طويلة الأمد، يعتمد المستثمر الناجح على استراتيجية واضحة ذات أهداف محددة، توجهه في اتخاد كل قراراته.
التحليل الصحيح والقراءة الشاملة لحالة سوق التداول بالاسهم هو أساس النجاح وتحقيق الثروة وذلك يستلزم الاعتماد على منصة تداول متميزة توفر لك كل المعلومات والوسائل الأساسية للوصل إلى الاحترافية في التداول بالاسهم بعيدا عن القرارات العاطفية المتسرعة التي قد يقع فيها المستثمر المبتدأ الذي يفتقر للتوجيه الملائم.
متى ترتفع الأسهم ومتى تنخفض؟
تتأثر أسعار الأسهم بعدد من العوامل، حيث يلعب العرض والطلب دورًا أساسيًا. في حال زيادة الطلب، ترتفع أسعار الأسهم، والعكس صحيح.
أداء الشركة التي تمتلك السهم وكفاءتها وربحيتها يؤثر أيضًا على أسعار الأسهم، حيث يُقيَّم هذا الأداء من خلال التقارير الصادرة عن الشركات. كلما كانت الشركة تحقق أداءً قويًا ونموًا ملحوظًا، زادت قيمة أسهمها، والعكس صحيح.
تؤثر الأخبار والأحداث المؤثرة على الأسهم أيضًا على أسعارها، بالإضافة إلى معنويات السوق والمستثمرين وسلوكياتهم التي تؤثر على ارتفاع وانخفاض الأسهم.
اقرأ أيضاً: سوق الأسهم الأمريكي يحافظ على مستويات قياسية ويتجه لتحقيق مكاسب أسبوعية
أفضل يوم في الأسبوع لشراء الأسهم
التقلبات اليومية في الأسهم تنطبق أيضًا على التغيرات الأسبوعية، حيث تكون بداية الأسبوع هي أفضل فرصة لشراء الأسهم. يعود ذلك إلى الفترة الزمنية الطويلة ما بين إغلاق آخر يوم في الأسبوع وافتتاح صباح الأسبوع الجديد، مما يؤدي إلى تراكم العديد من الأخبار والمعاملات غير المكتملة. ولهذا السبب، يعتبر المتداولون أن يوم الاثنين هو أفضل يوم في الأسبوع لشراء الأسهم وبيعها.
في النهاية، يجب أن تكون استراتيجية الشراء والبيع في سوق الأسهم مبنية على دراسة دقيقة للسوق وتحليل شامل للأسهم. يجب أن تكون قراراتك مبنية على أهدافك الاستثمارية ومدى تحملك للمخاطر. ابتعد عن القرارات العاطفية واعتمد على البيانات والمعلومات الصحيحة. تذكر دائمًا أن النجاح في سوق الأسهم يتطلب صبرًا وتفانيًا وتعلمًا مستمرًا.
6 Comments