الدولار يوسع خسائره بشكل كبير بالرغم من تحسن بيانات قطاع الخدمات
استمر الدولار في الانخفاض للجلسة الثانية على التوالي ليسجل أدنى مستوى منذ اكثر من 7 أشهر، وذلك في ظل عمليات البيع المفتوح في الأسواق المالية العالمية على الأسهم والسلع والعملات بسبب موجة العزوف عن المخاطرة.
انخفض مؤشر الدولار خلال تداولات اليوم بنسبة 0.7% ليسجل أدنى مستوى منذ منتصف يناير الماضي عند 102.16 بعد أن افتتح جلسة اليوم عند 103.22 ليتداول حاليا عند المستوى 102.47.
تراجع مستويات الدولار الأمريكي اليوم تأتي على الرغم من صدور مؤشر معهد التزويد لقطاع الخدمات عن شهر يوليو الذي أظهر نمو القطاع بقيمة 51.4 مقارنة مع القراءة السابقة التي كانت تظهر انكماش بقيمة 48.8.
تحسن بيانات قطاع الخدمات لم يكن كافي ليوقف انخفاض الدولار الأمريكي الذي يأتي بسبب تزايد التوقعات أن البنك الفيدرالي قد يبدأ في خفض أسعار الفائدة في سبتمبر القادم، حيث تضع الأسواق احتمال بنسبة 100% أن يخفض الفائدة 25 نقطة أساس في سبتمبر، واحتمال آخر بنسبة 70% أن يخفض الفائدة 50 نقطة أساس في نفس الشهر.
تزايدت هذه الضغوط السلبية منذ الأسبوع الماضي خاصة بعد صدور تقرير الوظائف الأمريكي الذي أظهر تراجع كبير في اعداد الوظائف الجديدة في يوليو بالإضافة إلى ارتفاع في معدل البطالة إلى أعلى مستوى منذ 3 سنوات عند 4.3%.
تسببت هذه البيانات في حالة من الذعر في الأسواق وتزايد احتمالات الركود في الاقتصاد الأمريكي، الأمر الذي قد يدفع البنك الفيدرالي إلى خفض الفائدة بوتيرة أسرع من المتوقع.
بدأت عمليات البيع المفتوح على السلع والأسهم والعملات نهاية الأسبوع الماضي، وانتقلت الاستثمارات إلى أسواق السندات الحكومية باعتبارها أفل استثمار آمن يقدم عائد في الأسواق المالية، ونتيجة لهذا انخفض العائد على السندات بشكل كبير منذ ذلك الوقت.
العائد على السندات الحكومية الأمريكية بأجل 10 سنوات انخفض اليوم بنسبة 1.5% ليسجل ادنى مستوى منذ يناير 2023، ليتسبب هذا في انخفاض الدولار الأمريكي بشكل كبير.
مؤشر الدولار الذي يقيس أداء الدولار مقابل سلة من 6 عملات رئيسية كسر مستوى الدعم 102.85 الذي يمثل المستوى التصحيحي 61.8% ليستهدف بعدها المستوى 101.85 الذي يمثل المستوى التصحيحي 78.6%.
ولكن التشبع في البيع على مؤشر الدولار تسبب في انخفاض زخم الهبوط خاصة بعد أن دخل مؤشر الزخم في منطقة تشبع البيع، مما قلل من حركة الهبوط، ولكن يظل الاتجاه الهابط هو المسيطر حاليا.
صرح رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو أوستن جولسبي يوم الاثنين إنه في حين كانت بيانات التوظيف الأمريكية يوم الجمعة أضعف من المتوقع، إلا أنها لا تبدو وكأنها ركود، لكن مسؤولي البنك الاحتياطي الفيدرالي بحاجة إلى إدراك التغيرات في البيئة لتجنب فرض قيود مفرطة على أسعار الفائدة.
لم يشير جولسبي في تصريحاته إلى مسار محدد للبنك لفيدرالي فيما يتعلق بإمكانية حركة البنك الفيدرالي بعد بيانات ضعف القطاع الصناعي وقطاع العمالة، ولكنه أشار أنه لا معنى للحفاظ على تقييد السياسة النقدية إذا كان الاقتصاد يضعف.