الذهب يحتفظ بمكاسب الأمس وسط ترقب لتقرير الوظائف الأمريكي

استقرت تداولات الذهب العالمي خلال جلسة اليوم الخميس بالقرب من مستويات اغلاق الأمس، وذلك في ظل حفاظه على المكاسب التي سجلها يوم أمس على حساب البيانات الأمريكية الضعيفة التي أدت إلى ضعف مستويات الدولار الأمريكي.

يتداول سعر الذهب الفوري حالياً عند المستوى 2356 دولار للأونصة وهو نفس سعر افتتاح جلسة اليوم بعد أن سجل أعلى مستوى عند 2362 دولار للأونصة وأدنى مستوى عند 2350 دولار للأونصة، بينما قد ارتفع سعر الذهب يوم أمس بنسبة 1.2% ليسجل أعلى مستوى منذ قرابة أسبوعين عند 2364 دولار للأونصة.

البيانات الأمريكية الضعيفة التي صدرت يوم أمس عن الاقتصاد الأمريكي ساهمت بشكل كبير في تغير توقعات الأسواق تجاه مستقبل أسعار الفائدة، فقد تراجعت أعداد الوظائف الأمريكية الجديدة في القطاع الخاص خلال شهر يونيو بأقل من التوقعات والقراءة السابقة مما زاد من التوقعات أن تقرير الوظائف الحكومي الأمريكي قد يشهد تباطؤ.

أيضاً بيانات أعداد المتقدمين لملء طلبات اعانات البطالة أظهرت ارتفاع بأعلى من المتوقع مما يزيد من المخاوف بشأن أداء قطاع العمالة.

هذا وقد أظهر مؤشر مديري المشتريات لقطاع الخدمات الأمريكي أضعف قراءة له منذ 3 سنوات، بسبب تراجع الطلبات الجديدة كما أظهر ضعف في مستويات التضخم في قطاع الخدمات الأمر الذي زاد من توقعات الأسواق بإقبال البنك الفيدرالي على خفض أسعار الفائدة في وقت مبكر.

ساعد هذا على ارتفاع أسعار الذهب بشكل كبير خلال تداولات الأمس خاصة بعد أن تراجع الدولار الأمريكي إلى أدنى مستوياته منذ قرابة 3 أسابيع، واستطاع الذهب أن يحافظ اليوم على مكاسبه التي سجلها يوم أمس ويستقر في التداول فوق المستوى 2350 دولار للأونصة.

الجدير بالذكر أن محضر اجتماع البنك الاحتياطي الفيدرالي الذي صدر يوم أمس أظهر اعتراف أعضاء البنك الفيدرالي الأمريكي بتباطؤ الأنشطة الاقتصادية الامريكية، ولكنهم يرون أن الأفضل انتظار المزيد من الوقت قبل العمل على تغيير السياسية النقدية والبدء في خفض أسعار الفائدة.

يذكر أن الاجتماع الأخير للبنك الفيدرالي أظهر توقعات الأعضاء بخفض أسعار الفائدة مرة واحدة فقط هذا العام، بعد أن كانت توقعاتهم السابقة في مارس تشير إلى 3 مرات خفض للفائدة.

الجدير بالذكر أن عملية خفض أسعار الفائدة تقلل من تكلفة الفرصة البديلة للذهب الذي لا يقدم عائد لحائزيه وبالتالي تزايد التوقعات بخفض الفائدة من شأنه أن يعمل على زيادة الدعم بالنسبة لأسعار الذهب.

هذا وتغيب الأسواق المالية الأمريكية اليوم بسبب العطلة الأمر الذي من شأنه أن يقلل من أحجام التداول، وبالتالي من المتوقع أن يستمر الذهب في التذبذب حول مستوياته الحالية حيث يحاول الاستعداد لتقبل بيانات تقرير الوظائف الأمريكي يوم غد.

رئيس البنك الفيدرالي جيروم باول أشار في حديث له هذا الأسبوع أن قطاع العمالة هو أحد أهم القطاعات التي يكون لها تأثير مباشر على معدلات التضخم.

وبالتالي سيكون التركيز هذا الأسبوع على تقرير الوظائف الحكومي عن وظائف القطاع الغير زراعي والتي تقدم صورة لأداء قطاع العمالة الأمريكي، وبالتالي سيساهم هذا في توقعات الأسواق بشأن أسعار الفائدة الأمريكي وينعكس على مستويات الدولار والذهب.