أخبار الأسواقفوركسسلعتقارير اقتصادية

الفيدرالي يضيف الحذر الشديد وقوة الاقتصاد إلى بيانه والدولار يقلص مكاسبه

قرر البنك الاحتياطي الفيدرالي خلال اجتماعه اليوم تثبيت أسعار الفائدة دون تغيير ليوافق توقعات الأسواق، ليبقي البنك على سياسته النقدية المتشددة دون تغيير ويبقي الباب مفتوح أمام رفع جديد لأسعار الفائدة عند الحاجة لذلك، ولكنه أضاف إلى بيانه الحذر الشديد في تحركاته بالإضافة إلى اعترافه بقوة النمو الاقتصادي، الأمر الذي دفع الدولار الأمريكي إلى تقليص مكاسبه.

أبقى البنك الاحتياطي الفيدرالي على أسعار الفائدة ثابته عند نطاق 5.25% – 5.50% للاجتماع الثاني على التوالي، ليكرر سياسته النقدية التي تعتمد على بقاء الفائدة مرتفعة لفترة أطول من الوقت في ظل استمرار تماسك معدلات التضخم.

وأبقى الفيدرالي أيضاً على كون القرارات القادمة للبنك ستعتمد على البيانات الاقتصادية، كما ترك الباب مفتوح أمام رفع واحد فقط محتمل لأسعار الفائدة مع إشارته إلى انخفاض واضح في التضخم ولكنه يبقى أعلى من مستهدف البنك.

أيضاً أكد البنك على تمسكه بالوصول بمعدل التضخم إلى مستهدف البنك عند 2% وهو ما يتطلب بقاء التشديد النقدي مستمر لفترة أطول، خاصة مع مكاسب قطاع الوظائف القوية واستمرار التضخم المرتفع.

أشار البنك الفيدرالي إلى الحذر الشديد الذي يتبعه البنك في اتخاذ قرارات السياسة النقدية ليشير إلى “الوتيرة القوية” للنشاط الاقتصادي والقوة المفاجئة للاقتصاد بعد أن سجل الاقتصاد الأمريكي نمو خلال الربع الثالث بنسبة 4.9%.

وجاء في بيان البنك الفيدرالي المصاحب لقرار الفائدة:

“إن البنك لا يزال يراقب تأثير عمليات رفع أسعار الفائدة السابقة، مدركًا التأخير الذي تؤثر به السياسة النقدية على النشاط الاقتصادي والتضخم والتطورات الاقتصادية والمالية”.

 

 

 

 

 

استخدام هذه العبارة من قبل البنك تدل على درجة من الصبر والحذر في اتخاذ قرار بشأن زيادات أخرى في أسعار الفائدة، والاعتراف بأن التأثير الكامل لرفع الفائدة بمقدار 5.25 نقطة مئوية منذ مارس 2022 لم يتم ظهور تأثيره الكامل بعد.

بيان وتصريحات رئيس البنك جيروم باول في المؤتمر الصحفي تميل إلى الحذر، وهو ما دفع التوقعات لتشير أن البنك لن يقبل على رفع الفائدة في اجتماعه الأخير هذا العام في ديسمبر القادم وإن حدث هذا يكون الفيدرالي قد انتهى من دورة رفع الفائدة.

كان تأثير هذا سلبي على مستويات الدولار الأمريكي الذي قلص مكاسبه التي سجلها خلال جلسة اليوم ليتداول وقت كتابة التقرير عند المستوى 106.54 وفقاً لمؤشر الدولار الذي يقيس أداء الدولار مقابل سلة من 6 عملات.

الدولار سجل خلال جلسة اليوم أعلى مستوى عند 106.96 وهو الأعلى منذ 3 أكتوبر الماضي عندما سجل 107.03.

تراجع مستويات الدولار يأتي بسبب الحذر الواضح في بيان البنك الفيدرالي ونبرة حديث رئيسه جيروم باول، وهو ما اعتبرته الأسواق ضمنياً قد يكون نهاية لدورة رفع أسعار الفائدة الأمر الذي أثر بالسلب على الدولار.

الجدير بالذكر أن اعتماد الفيدرالي على تكرار سياسته النقدية ساعد على ضعف التأثير على الدولار، خاصة أن الأسواق تنتظر نهاية هذا الأسبوع بيان تقرير الوظائف الأهم عن الاقتصاد الأمريكي، والذي من شأنه أن يساهم في تحديد توجهات الدولار خلال الفترة القادمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى