الحذر يسيطر على الذهب بالرغم من تعافيه اليوم قبل بيانات التضخم

استطاعت أسعار الذهب التعافي خلال تداولات اليوم الثلاثاء وذلك بعد انخفاض المعدن النفيس يوم أمس، يأتي هذا في ظل الحذر في الأسواق من صدور بيانات التضخم الأمريكية اليوم والتي من شأنها أن تؤثر على تحركات الذهب بشكل كبير.
سجل الذهب الفوري ارتفاع خلال تداولات اليوم بنسبة 0.4% ليسجل اعلى مستوى عند 2348 دولار للأونصة، وذلك بعد أن انخفض يوم أمس بنسب 1% ليسجل ادنى مستوى عند 2333 دولار للأونصة.
انخفض أسعار الذهب يوم أمس كان بسبب استعداد الأسواق لتقبل البيانات الهامة التي تصدر هذا الأسبوع، الأمر الذي دفع المستثمرين إلى عمليات البيع بهدف جني الأرباح وتعديل مستويات الأسعار قبل صدور هذه البيانات.
اليوم تصدر بيانات أسعار المنتجين عن الولايات المتحدة ثم يصدر غدا بيانات أسعار المستهلكين الأهم، وهي بيانات التضخم التي تنتظرها الأسواق لتحديد مستقبل أسعار الفائدة الأمريكية في ظل عدم اليقين الظاهر مؤخراً في توقعات الأسواق.
في حال تراجعت معدلات التضخم خلال شهر ابريل سيعد هذا إشارة على قدرة البنك الفيدرالي الأمريكي على خفض أسعار الفائدة هذا العام، وبالتالي ترتفع رهانات الأسواق بخفض الفائدة في سبتمبر او نوفمبر على أن يصل إجمالي عمليات الخفض إلى مرتين هذا العام.
بينما إذا استمرت معدلات التضخم في التماسك أو الارتفاع من جديد فسيكون لهذا تأثير سلبي على توقعات خفض الفائدة، وستعتقد الأسواق أن الفائدة ستستمر عند مستويات الحالية حتى نهاية العام.
ضعف قطاع العمالة الأمريكي خلال شهر ابريل والذي ظهر بوضوح في تقرير الوظائف الحكومي الأخير وارتفاع طلبات اعانات البطالة الامريكية، يزيد التوقعات أن التضخم قد بدأ في التراجع خلال شهر ابريل، وبيانات اليوم وغدا قد ستحسم هذا الأمر.
من جهة أخرى نجد أن تصريحات أعضاء البنك الفيدرالي تشير أن البنك في حاجة إلى المزيد من التأكيد على التراجع المستدام في معدلات التضخم قبل البدء في خفض الفائدة، وإشارة بعض أعضاء البنك إلى إمكانية بقاء الفائدة مرتفعة حتى نهاية العام.
اليوم أيضاً موعد حديث رئيس البنك الفيدرالي جيروم باول والذي قد يتطرق إلى مستقبل أسعار الفائدة وتوقعات البنك للتضخم، وذلك بعد أن أشار باول خلال المؤتمر الصحافي عقب اجتماع الفيدرالي الأخير أن أسعار الفائدة ستنخفض في النهاية لينهي فرص التفكير في إمكانية عودة الفيدرالي إلى رفع الفائدة من جديد.
أسعار الذهب شهدت تذبذب بين هذه التوقعات وبيانات هذا الأسبوع قد تعطي رؤية أوضح لتحركات الذهب على المدى القصير.
الجدير بالذكر أن هناك تخوفات في الأسواق من الركود التضخمي الذي قد يصيب الاقتصاديات المتقدمة في حال فشلت في السيطرة على التضخم، خاصة أن معدلات الفائدة المرتفعة تؤثر بالسلب على معدلات النمو الاقتصادي وبالتالي قد تدفع الاقتصاديات إلى الركود التضخمي.
هذه المخاوف تعد أمر إيجابي بالنسبة للذهب الذي يعد الملاذ الآمن في الأسواق المالية، وبالتالي فرص ارتفاع الذهب تتزايد على المدى القصير.