انخفاض حاد في سعر الفضة مع تقلص الطلب على الملاذ الآمن
انخفضت أسعار الفضة بشكل حاد خلال تداولات اليوم الاثنين لتسجل أدنى مستوياتها منذ قرابة أسبوعين وذلك في ظل تقلص الطلب على الملاذ الآمن في الأسواق المالية بعد تراجع التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط، وعودة الاستثمار في الأدوات المالية مرتفعة المخاطرة.
سجل سعر أونصة الفضة العالمية انخفاض بنسبة 4% خلال جلسة اليوم لتسجل أدنى مستوى عند 27.44 دولار للأونصة وتتداول عند 27.50 دولار للأونصة وقت كتابة التقرير، وذلك بعد أن افتتحت تداولات اليوم عند المستوى 26.68 دولار للأونصة.
بعد أن فشل السعر في اختراق مستوى المقاومة وتسجيل اغلاق أسبوعي فوق 28.75 دولار للأونصة، عاد اليوم إلى التراجع ليبدأ حركة تصحيح سلبية بعد أن كسر المستوى التصحيحي 23.6% عند 27.92 دولار للأونصة لموجة الصعود الأخيرة.
وحالياً يواجه السعر مستوى دعم 27.40 دولار الذي يمثل المستوى التصحيحي 78.6% من موجة الهبوط طويلة الأجل الأخيرة. وكسر هذا المستوى يدفع السعر إلى المستوى 26.75 دولار للأونصة الذي يمثل المستوى التصحيحي 38.2% من موجة الصعود.
التراجع الحالي في سعر الفضة يأتي بالتوازي مع التراجع في سعر الذهب، وذلك بسبب تراجع الطلب على الملاذ الآمن في الأسواق المالية في ظل تقلص حدة التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط، خاصة مع عدم وجود نية لدى إيران للرد على الهجمات الأخيرة التي قام بها الكيان الصهيوني.
في المقابل ارتفع الطلب على الاستثمارات مرتفعة المخاطرة الأمر الذي يعكس تزايد عمليات الإقبال على المخاطرة في الأسواق، خاصة مع ارتفاع تكلفة الفرصة البديلة للاستثمار في الفضة التي لا تقدم عائد لحائزيها مقارنة مع الاستثمارات الأخرى.
هذا وقد ارتفع الدولار الأمريكي خلال تداولات اليوم وفقاً لمؤشر الدولار الذي يقيس اداؤه مقابل سلة من 6 عملات رئيسية ليتداول بالقرب من أعلى مستوياته منذ 5 أشهر ونصف، وهو الأمر الذي زاد من الضغط السلبي على أسعار الفضة.
من جهة أخرى تنتظر الأسواق هذا الأسبوع صدور بيانات التضخم عن الاقتصاد الأمريكي المتمثلة في مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الذي يعد مؤشر التضخم المفضل لدى البنك الفيدرالي. مع توقعات باستمرار تماسك التضخم في شهر مارس مع إمكانية ارتفاعه على المستوى السنوي.
بيانات التضخم الأمريكية الأخيرة زادت من التوقعات في الأسواق باستمرار أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول من الوقت، وهو الأمر الذي يزيد من الضغط السلبي على سعر الفضة التي ترتبط بعلاقة عكسية مع أسعار الفائدة الأمريكية.