الذهب يفشل في الحفاظ على مكاسبه ويعود إلى التراجع
بعد أن ارتفع سعر الذهب العالمي خلال جلسة اليوم وسجل اعلى مستوى هذا الأسبوع، فشل في الحفاظ على هذه المكاسب ليعود إلى التراجع من جديد بعد، بينما تترقب الأسواق الاغلاق الأسبوع للذهب خلال جلسة اليوم لتوقع التحرك القادم للمعدن النفيس.
يتداول سعر الذهب الفوري حالياً عند المستوى 2375 دولار للأونصة بعد أن سجل اعلى مستوى هذا الأسبوع عند 2417 دولار للأونصة خلال الجلسة الأسيوية اليوم، ليفشل في الحفاظ على هذه المكاسب ليعود إلى التراجع.
الذهب 4 ساعاتبشكل عام يقدم الذهب على تسجيل ارتفاع خلال تداولات هذا الأسبوع بنسبة 1.4% ليسجل ارتفاع للأسبوع الخامس على التوالي، وبذلك يكون الذهب قد سجل انخفاض أسبوعي واحد خلال آخر 9 أسابيع، الأمر الذي يبين حجم الطلب القوي على المعدن النفيس خلال الفترة الأخيرة.
الارتفاع الذهب شهده سعر الذهب اليوم خلال الجلسة الأسيوية والذي دفعه لاختراق المستوى 2400 دولار للأونصة كان بسبب الهجمات التي وجهتها إسرائيل لإيران رداً على هجمات الأخيرة مطلع هذا الأسبوع، وهو ما دفع الطلب إلى التزايد على الملاذ الآمن في الأسواق المالية ليزداد الطلب على الذهب بشكل كبير.
ولكن سرعان ما عاد السعر إلى التراجع بعد ان تبين أن تأثير الهجمات لم يكن كبير ولم تظهر إيران نية للرد على هذه الهجمات، وبالتالي تراجعت حدة المخاوف في الأسواق المالية سريعا الأمر الذي دفع سعر الذهب إلى التراجع من جديد.
التوترات الجيوسياسية هي العامل الأساسي وراء تحركات أسعار الذهب حالياً والتي تمنع الذهب من الدخول في تصحيح سلبي صريح بالرغم من طول سلسلة الارتفاع الأخيرة في سعر المعدن النفيس، ومن المتوقع أن يستمر الذهب في الحفاظ على مكاسبه حتى تتراجع حدة التوترات الجيوسياسية خاصة في منطقة الشرق الأوسط.
بالنسبة للسياسة النقدية نجد ان تأثيرها أصبح ضعيف إلى حد كبير على أسعار الذهب مؤخراً، بسبب عزوف الأسواق عن المخاطرة لصالح الاستثمار في استثمارات الملاذ الآمن وعلى رأسها الذهب.
التصريحات الأخيرة من أعضاء البنك الفيدرالي الأمريكي أظهرت عدم نية البنك الفيدرالي خفض أسعار الفائدة قريباً، وأصبح أعضاء البنك حذرين فيما يتعلق بموعد البدء في خفض الفائدة، وذلك بعد البيانات الأخيرة التي صدرت عن الاقتصاد الأمريكي وأظهرت تماسك التضخم بعد أن وجد الدعم من ارتفاع معدلات الإنفاق في القطاع العائلي بالإضافة إلى قوة قطاع العمالة الأمريكي.
من جانب آخر نجد أن الدولار الأمريكي يتداول بالقرب من اعلى مستوياته في 5 أشهر ونصف، إلى جانب ارتفاع كبير في العائد على السندات الحكومية الأمريكية، وهي العوامل التي من شأنها أن تدفع أسعار الذهب إلى التراجع في ظل العلاقة العكسية بين الدولار وعوائد السندات مع الذهب، ولكن تركيز الأسواق حالياً على استثمارات الملاذ الآمن يحمي الذهب من أي تأثير سلبي.
قد نشهد دخول الذهب في تصحيح سلبي عند حدوث تهدئة في المخاوف في الأسواق، ولكن بشكل عام يبقى هناك داعم كبير للذهب وهو الطلب الفعلي على المعدن من قبل البنوك المركزية العالمية وعلى رأسها البنك المركزي الصيني.
تعليق واحد