البنك المركزي الكندي قد يتجاهل الحديث عن خفض الفائدة خلال اجتماعه
من غير المتوقع أن يقوم البنك المركزي الكندي بخفض سعر الفائدة عندما يجتمع يوم الأربعاء، وذلك على الرغم من التوقعات في الأسواق أن البنك المركزي قد يلجأ إلى خفض أسعار الفائدة مرتين خلال عام 2024.
التوقعات تشير ان البنك المركزي الكندي في طريقه إلى تثبيت أسعار الفائدة دون تغيير خلال اجتماعه عند المستوى 5.0%، بينما سوق العقود الآجلة للسندات تقدر فرصة بنسبة 80٪ لخفض سعر الفائدة في الاجتماع القادم للبنك في 5 يونيو، على أن يخفض البنك الفائدة مرتين هذا العام.
إذا كان تخفيض أسعار الفائدة وشيك فمن المتوقع أن يعلن البنك المركزي الكندي عن ذلك مسبقًا لعدم مفاجأة الأسواق المالية، ومن المتوقع ألا يفعل ذلك هذه المرة.
المؤشرات الرئيسية التي يركز عليها البنك لم تقدم حتى الآن حجة مقنعة بأن التضخم يسير على طريق واضح للعودة إلى هدفه البالغ 2٪. إن التلميح إلى تخفيضات أسعار الفائدة من قبل البنك قد يؤثر سلبا على التقدم الذي تم إحرازه حتى الآن.
على سبيل المثال هناك الكثير من الطلب المكبوت في أسواق العقارات. وقد يؤدي احتمال التخفيضات الوشيكة في أسعار الفائدة إلى إطلاق العنان لموجة من النشاط الذي من شأنه أن يزيد الأسعار ويغذي الإنفاق في مجموعة واسعة من المجالات المرتبطة بالعقارات. الأمر الذي يزيد من الضغط على التضخم.
أكدت أحدث استطلاعات توقعات المستهلكين وتوقعات قطاعات الأعمال التي أجراها البنك المركزي الكندي أن توقعات التضخم مستمرة في الاعتدال ولكن بوتيرة بطيئة. حيث يرى المستهلكون الكنديون أن التضخم انخفض خلال الربع الأخير، لكنهم يتوقعون ارتفاعه مرة أخرى على المدى القريب.
والأمر الأكثر إثارة للقلق هو أنهم يتوقعون الآن أن يؤدي ارتفاع الإنفاق الحكومي، وارتفاع أسعار المساكن، وزيادة تكاليف الإيجار إلى المزيد من التضخم بعد خمس سنوات من الآن.
بينما استمرت توقعات قطاع الأعمال بشأن التضخم في المستقبل في الانخفاض، ولكن هذا الرأي كان مدعوماً بضعف الطلب، الذي أدى إلى تقليص الاستثمارات.
أظهرت أحدث بيانات التوظيف في كندا لشهر مارس أن الاقتصاد فقد 2200 وظيفة في الشهر الماضي. لكن متوسط الأجور لا يزال يرتفع بنسبة 5.1% على أساس سنوي، مقارنة بـ 5.0% في فبراير.
ارتفعت نسبة البطالة في كندا من 5.8% في فبراير إلى 6.1% في مارس، في الوقت الحالي تعمل من زيادة نمو الأجور وانخفاض الإنتاجية على دفع التضخم في الاتجاه الخاطئ.
وتظهر أحدث الدراسات الاستقصائية أن المستهلكين الكنديين يشعرون بإيجابية متزايدة بشأن ظروف سوق العمل، ويتوقعون نمو الأجور أقوى من المتوسط في المستقبل. وتتوقع الشركات أن يتباطأ نمو الأجور مع مواكبة الأجور لزيادات تكاليف المعيشة، لكن تعديلات الأجور المخطط لها لا تزال مرتفعة عند 4.1% في المتوسط، وهي أعلى بكثير من هدف التضخم الذي حدده بنك كندا عند 2%.
في ظل هذا يكون السيناريو المتوقع أن يفاجئ البنك المركزي الكندي الأسواق من خلال الحفاظ على لهجة متشددة، والتي تؤكد على الحاجة إلى الحفاظ على سعر الفائدة مرتفع لفترة أطول من الوقت إلى أن يتم إحراز المزيد من التقدم في خفض معدلات التضخم.
وفي هذه الحالة سيعمل هذا على دعم مستويات الدولار الكندي الذي يشهد تعافي منذ بداية الأسبوع على حساب الدولار الأمريكي الذي يشهد تراجع حالياً. حيث يتداول زوج الدولار مقابل الدولار الكندي حالياً عند المستوى 1.3573.
الرسم البياني اليومي لزوج الدولار مقابل الدولار الكندي يظهر تحرك السعر ضمن نموذج فني يسيطر على التحركات بشكل كبير، وحالياً يقترب السعر من خط دعم النموذج عند المستوى 1.3540.
يتوافق مستوى الدعم 1.3540 مع المستوى التصحيحي 50% وخط الاتجاه الصاعد، وفي حال كسر السعر لهذا المستوى يواجه منطقة دعم ناتجة عن توقعات المتوسطات المتحركة 50 و100 و200 يوم عند منطقة 1.3500 – 1.3520.