اجتماعات البنوك المركزية تسيطر على مجريات أحداث هذا الأسبوع

يشهد هذا الأسبوع عدد من اجتماعات البنوك المركزية العالمية والتي من شأنها أن ترسم خريطة السياسة النقدية العالمية خلال الفترة القادمة، ومن المتوقع أن نشهد تحركات كبيرة في الأسواق المالية هذا الأسبوع بسبب تأثرها باجتماعات البنوك المركزية.
أهم الأحداث المنتظرة هذا الأسبوع:
1- اجتماع البنك المركزي الياباني: قد يكون اجتماع البنك المركزي الياباني يوم الثلاثاء واحدًا من أكثر الاجتماعات أهمية منذ سنوات، حيث من المتوقع أن يقرر البنك إذا كان سينهي سياسة أسعار الفائدة السلبية التي استمرت 8 سنوات، الأمر الذي يعد تحول تاريخي في مسار السياسة النقدية في اليابان.
التوقعات الرسمية تشير إلى بقاء أسعار الفائدة ثابتة لتظل منخفضة بنسبة – 0.10%، بينما توقعات الأسواق والمحللين تشير أن البنك المركزي الياباني قد ينهي سياسة سعر الفائدة السلبية هذا الأسبوع بعد أن اتفقت أكبر الشركات في البلاد مع النقابات العمالية على زيادة الأجور بأكبر معدل منذ 33 عامًا في مفاوضات الأجور السنوية.
بيانات التضخم الأخيرة عن المركزي الياباني بالإضافة إلى تصريحات أعضاء البنك المركزي الياباني أشارت أن الوقت قد حان لتغيير سياسة البنك المركزي الياباني، ودفع هذا إلى تحول الأسواق للبحث عن أي دلائل في اجتماع البنك الياباني القادم بشأن وتيرة أي رفع لأسعار الفائدة بعد ذلك.

ساعد هذا على ارتفاع الين الياباني لأعلى مستوياته في 5 أسابيع خلال الفترة الماضية ولكن الأسبوع الماضي شهد تقلص مكاسب الين الياباني بشكل كبير بسبب قوة الدولار الأمريكي الناتجة عن ارتفاع معدلات التضخم الأمريكية بأعلى من التوقعات.
2- اجتماع البنك المركزي الأسترالي: من المقرر عقد اجتماع البنك المركزي الأسترالي يوم الثلاثاء، وسط توقعات بتثبيت أسعار الفائدة عند مستوياتها الحالية عند 4.35%، بينما من المتوقع أن يبقي البنك المركزي الأسترالي على رفع أسعار الفائدة على الطاولة في اجتماعه بعد ظهور المزيد من الدلائل على استمرار التضخم في جميع أنحاء العالم.
اخر قرار لرفع أسعار الفائدة من قبل البنك المركزي الأسترالي كان في نوفمبر الماضي، لكن رئيسة البنك المركزي الأسترالي المعينة حديثًا ميشيل بولوك استمرت في التأكيد على إمكانية رفع أسعار الفائدة بشكل أكبر.
الوضع الحالي للتضخم أعاد إلى الأسواق توقعات إمكانية رفع الفائدة عند الحاجة وهو الأمر الذي كان قد اختفى من توقعات الأسواق، وكان المنتظر هو ميعاد البدء في خفض أسعار الفائدة، وسيحسم البنك الأسترالي هذا خلال اجتماعه لمعرفة نظرته المستقبلية للتضخم وتأثيره على الفائدة.
3- اجتماع البنك الاحتياطي الفيدرالي: يقوم البنك الاحتياطي الفيدرالي يوم الأربعاء بالإعلان عن نتائج اجتماعه الذي يستمر يومين، مع توقعات بتثبيت أسعار الفائدة عند نطاق 5.25% – 5.50%، بينما ستصدر توقعات أعضاء البنك خلال هذا الاجتماع.
دفعت بيانات أسعار المنتجين والمستهلكين الأمريكية التي صدرت الأسبوع الماضي والتي جاءت أعلى من المتوقع، إلى تخفيض الأسواق لرهانات خفض الفائدة من قبل الفيدرالي في يونيو القادم.
تتجه الأنظار الآن إلى أي دلائل على توقعات البنك الفيدرالي لخفض أسعار الفائدة ومرونة الاقتصاد الأمريكي وإمكانية حدوث انتعاش تضخمي.
وفي وقت سابق من هذا الشهر قال رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول إن المسؤولين “اكتسبوا ثقة أكبر في أن التضخم يتحرك بشكل مستدام” نحو هدف البنك المركزي البالغ 2٪، لكنه أضاف أنهم يريدون المزيد من الأدلة على أن التضخم يتباطأ قبل أن يبدأوا في خفض الفائدة.
لا تزال التوقعات تشير أن يقوم البنك الاحتياطي الفيدرالي بتخفيف السياسة النقدية في منتصف العام، لكن هناك احتمال أن تتغير توقعات أعضاء البنك الفيدرالي بشأن مستقبل أسعار الفائدة هذا العام، فقد يقوموا بتخفيض توقعاتهم إلى مرتين خفض في الفائدة بعد أن كانت توقعاته الأخيرة في ديسمبر تشير إلى 3 مرات خفض في الفائدة هذا العام.
4- اجتماع البنك المركزي البريطاني: يتم الإعلان عن اجتماع البنك المركزي البريطاني يوم الخميس القادم مع توقعات بتثبيت أسعار الفائدة عند أعلى معدلاتها 5.25%، وذلك في ظل انتظار البنك لمزيد من الوضوح بشأن مستقبل التضخم قبل البدء في خفض الفائدة.
يحاول البنك المركزي البريطاني الحصول على مزيد من الوضوح بشأن نمو الأجور، والذي لا يزال أقوى مما هو عليه في الولايات المتحدة أو منطقة اليورو.
من المنتظر أن تتأثر تحركات الجنيه الإسترليني بشكل كبير هذا الأسبوع بقرارات البنوك المركزية وعلى رأسها الفيدرالي الأمريكي والمركزي البريطاني، وذلك بعد أن شهد انخفاض كبير خلال الأسبوع الماضي ليفقد معظم المكاسب التي سجلها عند اخترق خط الاتجاه الهابط وسجل أعلى مستوى منذ شهر يوليو من عام 2023 عند 1.2893.

وتتوقع الأسواق حاليًا أن يبدأ البنك الاحتياطي الفيدرالي في خفض تكاليف الاقتراض من 5.25% – وهو أعلى مستوى منذ عام 2008 – في أغسطس، بعد كل من البنك الاحتياطي الفيدرالي والبنك المركزي الأوروبي.
سوف يترقب المستثمرون أي تغيير في اللغة بشأن وضع سعر الفائدة لدى البنك البريطاني وأي تحول في تصويت أعضاء البنك بعد الانقسام لثلاث اتجاهات في اجتماع فبراير. وقد تؤدي قراءة التضخم يوم الأربعاء إلى تغير قرارات البنك في اللحظة الأخيرة.