تباطؤ توقعات التضخم في بريطانيا تزيد من الضغط السلبي على الإسترليني
تراجع الجنيه الإسترليني لليوم الثاني على التوالي في طريقه إلى تسجيل انخفاض أسبوعي، وذلك بعد مسح أجراه البنك المركزي البريطاني أظهر تراجع توقعات التضخم خلال العام القادم الأمر الذي يقلل من الضغط على البنك المركزي البريطاني ليتجه إلى خفض الفائدة.
يتداول زوج الإسترليني مقابل الدولار اليوم حول المستوى 1.2750 بعد أن سجل أدنى مستوى منذ أسبوع عند 1.2729 ليتجه الزوج إلى تسجيل انخفاض أسبوعي بعد أن تسببت تعافي الدولار الأمريكي هذا الأسبوع في زيادة الضغط السلبي على الإسترليني.
المسح أجراه البنك المركزي البريطاني للجمهور البريطاني بشأن متوسط توقعات التضخم خلال الـ 12 شهر القادمة أظهر تباطؤ خلال شهر فبراير إلى 3% وهو أدنى مستوى منذ أغسطس عام 2021، ليتراجع من القراءة السابقة لشهر نوفمبر عند 3.3%.
لم تتغير التوقعات للأشهر الـ 12 التالية لتبقى عند 2.8%، في حين انخفضت التوقعات طويلة المدى إلى 3.1% من 3.2%.
هذا وقد بلغ معدل تضخم أسعار المستهلكين إلى 4.0% في يناير وديسمبر، أي ضعف الهدف الذي حدده البنك البريطاني.
الجدير بالذكر أن توقعات الأفراد بشأن التضخم في المستقبل لا تعد تنبؤا جيد ومباشر للأسعار، ولكن يمكن اعتبارها دليل على الضغوط المستقبلية للأسعار وهو ما قد يترجم إلى زيادة الأجور ومدى استعداد الأسر لقبول أسعار أعلى.
يتوقع البنك المركزي البريطاني أن يتراجع التضخم إلى هدفه البالغ 2% للمرة الأولى منذ ثلاث سنوات في الربع الثاني من هذا العام، لكنه يتوقع أيضًا أن يعود التضخم ويرتفع مرة أخرى نحو 3% في وقت لاحق من العام مع تلاشي تأثير انخفاض أسعار الطاقة.
تراجع معدل الأجور المستثنى منها المكافآت إلى 6.1% خلال الثلاث أشهر المنتهية في يناير وهو أدنى مستوى منذ أكتوبر 2022، بأقل من القراءة السابقة التي كانت بنسبة 6.2%.
يراقب البنك المركزي البريطاني نمو الأجور لقياس ضغوط التضخم الأساسية، حيث يدرس متى يمكنه أن يخفض أسعار الفائدة. وبيانات الأجور الأخيرة من غير المتوقع أن تتسبب في تغير في سياسة البنك بشكل سريع، نظراً للتراجع المحدود في معدل الأجور التي تظل مرتفعة بدرجة تسبب ضغوط تضخمية.
وفي الشهر الماضي صرح البنك المركزي البريطاني إن أسعار الفائدة عند أعلى مستوى لها منذ 16 عامًا عند 5.25% قيد المراجعة، ولكن من غير المرجح أن يتم خفض سعر الفائدة في المستقبل القريب نظرًا لأن نمو الأجور وتضخم أسعار الخدمات كان مرتفعًا للغاية.
تراجع الجنيه الاسترليني مقابل الدولار الأمريكي هذا الأسبوع، وذلك بعد أن اخترق زوج الإسترليني مقابل الدولار خط الاتجاه الهابط خلال الأسبوع الماضي وسجل أعلى مستوى منذ شهر يوليو 2023 عند 1.2893، ولكنه بدأ في التراجع منذ بداية الأسبوع.
وفي حال استكمل زوج الإسترليني مقابل الدولار الهبوط من المتوقع أن يصل إلى المستوى 1.2720 الذي يمثل المستوى التصحيحي 61.8%.
تعليق واحد