الذهب يتراجع قبل بيانات التضخم الأمريكية، فهل يبدأ التصحيح؟

انخفضت أسعار الذهب الفورية خلال تداولات اليوم الثلاثاء لتسجل أول انخفاض بعد 9 جلسات متتالية من الصعود، وذلك قبل صدور بيانات التضخم الأمريكية خلال جلسة اليوم والتي من المنتظر أن تؤثر بشكل كبير على مستويات الذهب اليوم.
سجل الذهب الفوري انخفاض خلال جلسة اليوم بنسبة 0.5% ليسجل أدنى مستوى في جلستين عند 2170 دولار للأونصة بعد أن افتتح جلسة اليوم عند المستوى 2182 دولار للأونصة، ليتداول حالياً عند المستوى 2173 دولار للأونصة.
يأتي التراجع اليوم بعد ارتفاع سعر الذهب يوم أمس بنسبة 0.2% ليسجل 9 جلسات متتالية من الصعود، مما دفع الذهب إلى تسجيل أعلى مستوى تاريخي نهاية الأسبوع الماضي عند 2195 دولار للأونصة.
التراجع اليوم في أسعار الذهب يأتي في ظل تشبع كبير في الشراء على سعر الذهب خلال الفترة الماضية بعد أن وجد الذهب الدعم الكبير من تراجع مستويات الدولار إلى أدنى مستوى منذ شهرين تقريباً.
بيانات الوظائف الأمريكية التي صدرت نهاية الأسبوع الماضي جاءت متداخلة بشكل كبير في ظل ارتفاع أعداد الوظائف الجديدة في فبراير على الرغم من ارتفاع في معدل البطالة وتراجع في معدل الأجور.
لينضم هذا إلى تصريحات رئيس الفيدرالي جيروم باول أمام الكونجرس الأمريكي أن البنك اقترب من الحصول على تأكيدات بتراجع معدلات التضخم، الأمر الذي قد يدفعه إلى البدء في خفض أسعار الفائدة.
تزايدت توقعات الأسواق بخفض الفائدة في يونيو القادم لتصل إلى احتمال بنسبة 75% وعمل هذا على دفع العائد على السندات الحكومية الأمريكية إلى التراجع لأدنى مستوى منذ 5 أسابيع، وهو ما ساعد أسعار الذهب على تسجيل المزيد من الصعود بسبب تراجع تكلفة الفرصة البديلة للذهب منذ كون المعدن النفيس لا يقدم عائد لحائزيه.
شهد الأسبوع الماضي اقبال ضخم على شراء العقود الآجلة للذهب، حيث يبلغ صافي عقود الذهب الآن 109,763 عقدًا، مرتفعًا بنسبة 95% عن الأسبوع السابق. حيث تعتبر رهانات صناديق التحوط الصعودية على الذهب هي الأكبر على الإطلاق.
وقد أشار بنك سوسيتيه جنرال إلى أن مبلغًا قياسيًا بلغ 11.3 مليار دولار تدفق إلى سوق الذهب مع تجاوز الأسعار 2050 دولارًا للأوقية. وذلك أعلى من التدفق الأكبر السابق عند 9.1 مليار دولار في عام 2019.

لكن عند النظر إلى أداء صناديق الاستثمار المدعومة بالذهب فنجد أنها مستمرة في المعاناة من خروج الاستثمارات والتدفقات النقدية للأسبوع العاشر على التوالي وفقا لبيانات مجلس الذهب العالمي.
فقد خرج صافي تدفقات نقدية من صناديق الاستثمار المدعومة بالذهب خلال الأسبوع المنتهي في 8 مارس 2024 بمقدار – 8.5 طن ذهب، وذلك بعد أن شهد شهري يناير وفبراير خروج تدفقات نقدية بقيمة 100 طن.

بيانات التضخم اليوم قد تحسم أمر التصحيح السلبي بالنسبة للذهب وهل سيبدأ أم يعود الذهب إلى الصعود من جديد.
الرسم البياني اليومي لأسعار الذهب الفورية يظهر انخفاض السعر ليلامس خط المقاومة السفلي ولكن يظل السعر ضمن منطقة المقاومة 2170 – 2180 دولار للأونصة، وبدأ التصحيح السلبي يتطلب كسر السعر للمستوى 2170 دولار للأونصة.
كسر المستوى 2170 دولار سيزيد من حدة الهبوط خاصة إذا توافق هذا مع ظهور علامات بيع على مؤشرات الزخم الفنية، ليستهدف الذهب بعدها منطقة 2140 – 2150 دولار للأونصة ثم المستوى 2120 دولار.