الجنيه الإسترليني يوسع خسائره لليوم الثاني بعد تراجع معدل الأجور في بريطانيا
تراجع الجنيه الإسترليني مقابل الدولار خلال تداولات اليوم الثلاثاء لليوم الثاني على التوالي، وذلك بعد بيانات الوظائف في بريطانيا التي أظهرت تراجع في معدل الأجور، وارتفاع في معدل البطالة الأمر الذي يقلل من الضغط على البنك المركزي البريطاني ويزيد من توقعات خفض الفائدة.
انخفض زوج الجنيه الإسترليني مقابل الدولار بنسبة 0.2% خلال تداولات اليوم بعد انخفاض آخر بنسبة 0.3% يوم أمس، ليسجل الزوج أدنى مستوى في 3 جلسات عند 1.2776 وكان قد افتتح جلسة اليوم عند المستوى 1.2813.
تراجع مستويات الجنيه الإسترليني تأتي بعد صدور تقرير الوظائف عن الاقتصاد البريطاني، فقد تراجع معدل الأجور المستثنى منها المكافآت إلى 6.1% خلال الثلاث أشهر المنتهية في يناير وهو أدنى مستوى منذ أكتوبر 2022، بأقل من القراءة السابقة التي كانت بنسبة 6.2%.
من جهة أخرى ارتفع معدل البطالة في بريطانيا إلى 3.9% في يناير وكانت القراءة السابقة بنسبة 3.8%. كما ارتفعت طلبات اعانات البطالة خلال شهر فبراير إلى المستوى 16.8 ألف مقارنة مع القراءة السابقة بقيمة 3.1 ألف وكانت التوقعات عند 20.3 ألف.
يراقب البنك المركزي البريطاني نمو الأجور لقياس ضغوط التضخم الأساسية، حيث يدرس متى يمكنه أن يخفض أسعار الفائدة. وبيانات اليوم من غير المتوقع أن تتسبب في تغير في سياسة البنك بشكل سريع، نظراً للتراجع المحدود في معدل الأجور التي تظل مرتفعة بدرجة تسبب ضغوط تضخمية.
من جهة أخرى الارتفاع المفاجئ في معدل البطالة وفي اعانات البطالة يظهر أن الشركات البريطانية تأثرت باستمرار الفائدة مرتفعة عند مستويات قياسية وقد انعكس هذا على عمليات التوظيف الجديدة فقد انخفض مؤشر التوظيف خلال شهر يناير بمقدار – 21 ألف مقارنة مع القراءة السابقة التي كانت مرتفعة بقيمة 72 ألف، الأمر الذي يعني تخلي مواطنين عن وظائفهم في يناير الماضي.
بيانات الوظائف اليوم تدل أن قطاع العمالة قد يستمر في الضعف خلال الأشهر المقبلة الأمر الذي من شأنه أن يقلل الزخم في نمو الأجور ويزيد من احتمالات خفض أسعار الفائدة اعتبارًا من النصف الثاني من العام.
وتباطأ النمو في إجمالي الأجور الذي يتضمن مدفوعات المكافآت الأكثر تقلبًا إلى 5.6% من 5.8%، وهو أيضًا انخفاض أكبر من المتوقع والأدنى منذ الأشهر الثلاثة حتى يوليو 2022.
يتوقع البنك المركزي البريطاني أن يؤدي انخفاض أسعار الطاقة إلى دفع التضخم إلى هدفه البالغ 2% في الربع الثاني قبل أن يؤدي ارتفاع أسعار الخدمات وتكاليف الأجور إلى رفع التضخم نحو 3% في وقت لاحق من هذا العام.
تراجع الجنيه الاسترليني مقابل الدولار الأمريكي واليورو مباشرة بعد صدور بيانات التضخم، وزادت الأسواق من رهاناتها بشكل طفيف على خفض سعر الفائدة في يونيو، على الرغم من عدم تسعير ذلك بالكامل حتى أغسطس.
بعد أن اخترق زوج الإسترليني مقابل الدولار خط الاتجاه الهابط خلال الأسبوع الماضي استطاع الارتفاع بشكل حاد وتسجيل أعلى مستوى منذ شهر يوليو 2023 عند 1.2893، ولكنه بدأ في التراجع منذ بداية الأسبوع.
تنتظر الأسواق اليوم بيانات التضخم الأمريكية والتي من شأنها أن تؤثر على تحركات الدولار وبالتالي على أداء الزوج اليوم، وفي حال استكمل الهبوط من المتوقع أن يصل إلى المستوى 1.2720 الذي يمثل المستوى التصحيحي 61.8%.