بداية هادئة للذهب هذا الأسبوع وترقب لبيانات التضخم
بدأ الذهب العالمي تداولات هذا الأسبوع في هدوء بعد الأداء القياسي الذي سجله نهاية الأسبوع الماضي، يأتي هذا في ظل ترقب الأسواق لبيانات التضخم الأمريكية التي تصدر هذا الأسبوع، وهل ستعمل على استمرار ارتفاع الذهب أم بداية التصحيح السلبي.
تداول الذهب الفوري خلال جلسة اليوم فوق المستوى 2170 دولار للأونصة ليسجل أعلى مستوى عند 2189 دولار للأونصة ليتداول حالياً عند المستوى 2176 دولار للأونصة، يأتي هذا بعد أن سجل أعلى مستوى تاريخي يوم الجمعة عند 2195 دولار للأونصة.
ارتفع الذهب لـ 8 جلسات متتالية ليسجل ارتفاع خلال الأسبوع الماضي بنسبة 4.6% وهو ما يمثل 3 أسابيع متتالية من الارتفاع في أسعار الذهب، ليكون بذلك سجل ارتفاع منذ بداية شهر مارس بنسبة 6.5%.
التذبذب الحالي في أسعار الذهب العالمي يأتي في ظل ترقب الأسواق المالية لصدور بيانات التضخم الأمريكي يوم غد الثلاثاء، وعدم رغبتهم في اتخاذ مراكز مالية قبل صدور هذه البيانات التي تساهم في رسم مسار الفائدة الأمريكية بالنسبة للأسواق.
يصدر يوم الثلاثاء بيانات مؤشر أسعار المستهلكين عن شهر فبراير، ومن المتوقع أن يظهر المؤشر السنوي ارتفاع بنسبة 3.1% دون تغير عن القراءة السابقة، بينما تشير التوقعات أن المؤشر السنوي الجوهري الذي يستثني عوامل التذبذب من المتوقع أن يشهد تراجع إلى 3.8% من القراءة السابقة 3.9%.
في حال تراجع التضخم بأقل من التوقعات سيعمل هذا على دعم أسعار الذهب للارتفاع مجدداً واستهداف المستوى النفسي 2200 دولار للأونصة، لأن هذا سيزيد من احتمالات خفض الفائدة من قبل البنك الفيدرالي الأمريكي.
خلال الأسبوع الماضي صرح رئيس البنك الفيدرالي جيروم باول في شهادته أمام الكونجرس الأمريكي، أن البنك قد اقترب من الحصول على تأكيد من الأسواق بتراجع مستدام لمعدلات التضخم، وهو الأمر الذي يلزمه للبدء في خفض معدلات الفائدة.
بالإضافة إلى هذا فقد صدرت بيانات الوظائف الأمريكية عن شهر فبراير لتظهر ارتفاع في معدل البطالة بأعلى من المتوقع، بالإضافة إلى تراجع في معدل الأجور، الأمر الذي يدل على تضرر في قطاع العمالة من جراء الفائدة المرتفعة، وذلك على الرغم من استمرار تسجيل الاقتصاد لوظائف جديدة أعلى من التوقعات.
حقق الذهب استفادة كبيرة من تراجع مستويات الدولار الأمريكي من جراء بيانات الوظائف الضعيفة وتصريحات باول خلال الأسبوع الماضي، فقد انخفض مؤشر الدولار بنسبة 1% ليسجل أدنى مستوى منذ 7 أسابيع.
دفع هذا العائد على السندات الحكومية الأمريكية لأجل 10 سنوات أن يتراجع لأدنى مستوى في 5 أسابيع، الأمر الذي دعم ارتفاع الذهب بشكل كبير بسبب تراجع تكلفة الفرصة البديلة منذ كون الذهب لا يدر عائد لحائزيه.
يتداول الذهب حالياً داخل منطقة مقاومة بين 2170 – 2180 دولار للأونصة واختراق هذه المنطقة لأعلى يصل بالسعر إلى المستوى النفسي 2200 دولار وفي حال تجاوز هذا المستوى يبدأ الذهب فصل جديد في الصعود إلى المستهدف 2250 دولار للأونصة.
هناك تشبع كبير في الشراء على مؤشرات الزخم الفنية ولكن لم تظهر بعد علامة على البيع، لتكون النتيجة استمرار حركة سعر الذهب في التحرك العرضي خلال جلسة اليوم، ليتزامن هذا من انتظار الأسواق لصدور بيانات التضخم يوم غد عن الاقتصاد الأمريكي.
كسر المستوى 2170 دولار قد يعمل على تزايد فرص الهبوط ويدفع بالسعر إلى التراجع حتى منطقة 2140 – 2150 دولار وفي حال اختراقها يستهدف المستوى 2120 دولار للأونصة.
