المركزي الأوروبي يأخذ خطوة نحو خفض الفائدة ولكنه يتمسك بالتشديد النقدي

قام البنك المركزي الأوروبي بتثبيت سياسته النقدية خلال اجتماعه اليوم كما كان متوقع في الأسواق، ليشير إلى أن التضخم يتراجع بشكل أسرع من توقعات البنك السابقة، الأمر الذي يفتح الباب أمام خفض أسعار الفائدة في وقت قريب هذا العام، ولكن البنك تمسك باستمرار التشديد النقدي حتى الحصول على مزيد من الثقة لتراجع التضخم.

قرر البنك المركزي الأوروبي اليوم تثبيت أسعار الفائدة دون تغيير عند 4.50% لتبقى عند نفس المستويات منذ سبتمبر الماضي، ولم يشير خلال بيان البنك إلى نيته لخفض أسعار الفائدة على الرغم من تصريحات لأعضاء البنك المركزي أشارت أن هذه الخطوة قادمة والاختلاف على التوقيت المناسب لها.

وأشار البنك المركزي الأوروبي في بيانه أنه قد تم تعديل توقعات التضخم بالخفض خاصة لعام 2024، وهو ما يعكس بشكل أساسي انخفاض مساهمة أسعار الطاقة، لتشير توقعات البنك الآن بالنسبة للتضخم عند 2.3% خلال 2024 مقارنة مع توقعات البنك السابقة في ديسمبر الماضي عند 2.7%، على أن يتراجع التضخم إلى مستهدف البنك عند 2% خلال العام القادم.

ويشهد التضخم اتجاه هابط منذ أشهر في ظل تراجع أسعار الطاقة وركود اقتصاد منطقة اليورو المؤلف من 20 دولة للعام الثاني على التوالي.

ولكن يبقى التضخم الأساسي المستثنى منه عوامل التذبذب يشهد ضغوط تصاعدية بسبب ضغوط معدلات الأجور في قطاع الخدمات، وهو الأمر الذي دفع البنك المركزي الأوروبي إلى التمسك بعبارة أن تخفيض أسعار الفائدة لن يأتي إلا عندما يتأكد البنك من أن القيود المفروضة على الأجور أصبحت راسخة وأن تباطؤ التضخم دائم.

أما عن النمو الاقتصادي فتوقع البنك المركزي الأوروبي تراجع النمو خلال عام 2024 إلى 0.6% من توقعاته السابقة عند 0.8%، على أن يعود النمو لينتعش في 2025 بنسبة 1.5%.

توقعات الأسواق الآن تشير إلى إجمالي ثلاثة أو أربع تخفيضات في أسعار الفائدة هذا العام، مع بدء الخطوة الأولى في يونيو.

هذا وقد صرحت كريستين لاجارد رئيسة البنك المركزي الأوروبي في المؤتمر الصحفي عقب الاجتماع أن استمرار ارتفاع الضغوط التضخمية المحلية يعني أن الأسعار لا تزال ترتفع بوتيرة أسرع من المعتاد.

وأشارت لاجارد إلى وجود دلائل على أن نمو الأجور بدأ يعتدل، وهذا قد يساعد في تخفيف الضغوط التضخمية إلى حد ما. ومع ذلك من المهم مراقبة هذا الاتجاه لمعرفة مدى تأثيره على التضخم بشكل عام.

أكدت لاجارد على أن البنك المركزي الأوروبي يحرز تقدماً في مكافحة التضخم، إلا أنها أشارت إلى أن البنك لا يزال يفتقر إلى الثقة الكاملة في مسار التضخم. وهذا يعني الحاجة إلى مراقبة البيانات الاقتصادية الواردة خلال الأشهر القادمة.

انخفض اليورو مقابل الدولار بعد صدور بيانات البنك بسبب تصريح أن التضخم يتراجع أسرع من توقعات البنك الأوروبي، ولكنه عاد إلى التماسك والارتفاع بعد تصريحات رئيسة البنك لاجارد التي أكدت على استمرار التشديد النقدي الحالي حتى الحصول على المزيد من الأدلة على تراجع مستدام للتضخم.

الجدير بالذكر ان الدولار الأمريكي يشهد تراجع خلال جلسة اليوم الأمر الذي حفز اليورو على الارتفاع بشكل سريع دون الاستسلام لمزيد من الهبوط.

يتداول زوج اليورو مقابل الدولار حالياً عند المستوى 1.0901 بعد أن سجل أعلى مستوى عند 1.0907 وكان قد سجل أدنى مستوى عند 1.0867 بينما قد افتتح جلسة اليوم عند المستوى 1.0894.

استطاع زوج اليورو مقابل الدولار يوم أمس أن يخترق مستوى المقاومة 1.0880 ليغلق فوقه ويدفع السعر إلى الارتفاع اليوم ليستهدف المستوى 1.0930.