أخبار الأسواقتقارير اقتصادية

اليوم الأول من شهادة باول: تكرار التصريحات تدفع الدولار للهبوط والذهب إلى القمة

جاء اليوم الأول من شهادة رئيس الفيدرالي الأمريكي جيروم باول أمام الكونجرس الأمريكي لا يحمل جديد بالنسبة للأسواق، الأمر الذي كان تأثيره سلبي بشكل كبير على الدولار الأمريكي ليعطي فرصة لأسعار السلع والعملات الأخرى للارتفاع وعلى رأسهم الذهب الذي سجل مستوى تاريخي جديد.

لا جديد في شهادة باول

تصريحات رئيس الفيدرالي أمام الكونجرس كانت معدة قبل يومين من الإدلاء بشهادته أمام المشرعين في الكابيتول هيل، ليشير خلالها أن موقف السياسة النقدية المتشددة للبنك الاحتياطي الفيدرالي يفرض ضغوط هبوطية على مستويات الأسعار، وأن أعضاء البنك لا يزالون بحاجة إلى المزيد من الثقة والدلائل أن التضخم يتحرك بشكل مستدام نحو مستهدف البنك للتضخم عند 2%.

أشار بأول إن تخفيف السياسة النقدية من خلال خفض الفائدة في وقت مبكر جدًا أو أكثر من اللازم يمكن أن يؤدي إلى عكس التقدم الذي نشهده الآن في التضخم ويتطلب في النهاية سياسة أكثر صرامة لإعادة التضخم إلى 2 بالمائة.

وفي الوقت نفسه فإن التأجيل في خفض السياسة النقدية إلى وقت متأخر للغاية أو بشكل أقل مما ينبغي يمكن أن يؤدي إلى إضعاف النشاط الاقتصادي والتوظيف بشكل غير مبرر.

وأوضح باول أن دورة التشديد الأخيرة للاحتياطي الفيدرالي قد وصلت إلى ذروتها، مضيفًا أنه إذا تطور الاقتصاد كما هو متوقع، فمن المرجح أن يكون من المناسب البدء في تخفيف قيود السياسة في وقت ما هذا العام.

تصريحات باول في اليوم الأول من شهادته أمام الكونجرس جاءت مماثلة تقريبا من تصريحاته السابقة هو وأعضاء البنك لوصف الحالة الراهنة للاقتصاد والقرار المترتب على ذلك بشأن موعد البدء في خفض أسعار الفائدة.

وأشار إلى أن التضخم تراجع بشكل كبير منذ أن وصل إلى أعلى مستوياته في 40 عامًا في عام 2022، لكنه ظل مترددًا في تحديد متى قد يتم تخفيف السياسة النقدية، مكررًا أن المسؤولين ما زالوا بحاجة إلى “ثقة أكبر” في استمرار انخفاض التضخم قبل أن يخفضوا سعر الفائدة القياسي الذي تم الاحتفاظ به في نطاق 5.25٪ إلى 5.5٪، وهو الأعلى منذ أكثر من 20 عاما منذ يوليو.

بيانات وظائف ضعيفة

اليوم صدر تقرير ADP لوظائف القطاع الخاص الأمريكي عن شهر فبراير ليظهر تعيين وظائف بمقدار 140 ألف وظيفة بأقل من التوقعات بقيمة 149 ألف بينما قد تم تعديل القراءة السابقة صعوداً إلى 111 ألف من 107 ألف.

أيضاً صدر مؤشر فرص العمل المتاحة في فبراير ليظهر بقيمة 8.86 مليون بأعلى من التوقعات 8.80 مليون ولكنه اقل من القراءة السابقة التي تم تعديلها إلى 8.89 مليون بعد أن كانت عند 9.03 مليون.

بيانات الوظائف جاءت ضعيفة عن شهر فبراير وهو ما يتوافق مع بيانات أداء القطاع الصناعي وقطاع الخدمات عن نفس الفترة والتي أظهرت تراجع في معدلات التوظيف، الأمر الذي ينذر أن بيانات تقرير الوظائف الحكومي الذي يصدر نهاية هذا الأسبوع ستشهد تراجع دون التوقعات.

ولكن يتبقى صدور بيانات طلبات اعانات البطالة التي تصدر يوم غد والذي من المتوقع أن تأتي مرتفعة بقيمة 217 ألف بأعلى من القراءة السابقة بقيمة 215 ألف.

ضعف في الدولار وقفزة جديدة في أسعار الذهب

حيادية تصريحات باول وعدم تأثيرها في الأسواق بالإضافة إلى بيانات الوظائف الضعيفة نتج عنها تأثير سلبي كبير على مستويات الدولار الأمريكي وهو ما انعكس بشكل إيجابي في المقابل على أسعار الذهب.

انخفض مؤشر الدولار اليوم بنسبة 0.6% ليسجل أدنى مستوى منذ 5 أسابيع عند 103.19 بعد أن افتتح جلسة اليوم عند 103.76 ليكسر السعر منطقة الدعم الهامة عند 103.60 – 103.50 التي يتواجد بها المستوى التصحيحي 50% والمتوسطات المتحركة 50 و100 و200 يوم.

مؤشر الدولار يومي

في حالة اغلاق مؤشر الدولار جلسة اليوم تحت القاع السابق الذي سجله منذ أسبوعين عند 103.19 فسيفتح الطريق لمزيد من الهبوط إلى المستوى 102.80 الذي يمثل المستوى التصحيحي 38.2%.

أما عن الذهب الفوري فقد ارتفع خلال جلسة اليوم بنسبة 1% ليسجل أعلى مستوى تاريخي عند 2149 دولار للأونصة ليتداول حالياً عند المستوى 2144 دولار للأونصة وكان قد افتتح جلسة اليوم عند المستوى 2128 دولار للأونصة.

الذهب يومي

ضعف الدولار وعدم تحديد موعد محدد لخفض الفائدة ساعد على استمرار صعود سعر الذهب العالمي اليوم، حيث زادت الأسواق من تسعيرها لخفض الفائدة في شهر يونيو إلى 77%، الأمر الذي ساعد على استمرار ارتفاع الذهب ليتوافق مع تسعير الأسواق منذ كون خفض الفائدة له تأثير إيجابي على سعر الذهب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى