الدولار يفقد بعض الزخم بعد تراجع طفيف في نمو الاقتصاد الأمريكي
فقد الدولار الأمريكي بعض مكاسبه التي سجلها اليوم وذلك بعد صدور بيانات النمو عن الاقتصاد الأمريكي لتأتي أقل من التوقعات، مما تسبب في تقلص مكاسب الدولار بعد أن سجل أعلى مستوى منذ أسبوع.
مؤشر الدولار الذي يقيس أداءه مقابل سلة من 6 عملات رئيسية يتداول حالياً عند المستوى 103.97 بعد أن سجل أعلى مستوى في أسبوع قبل صدور البيانات عند 104.16 وكان قد افتتح جلسة اليوم عند المستوى 103.75.
التقدير الثاني لنمو الناتج المحلي الإجمالي في الربع الرابع أظهر تراجع طفيف بمعدل سنوي إلى 3.2% مقارنة مع التقدير الأول البالغ 3.3%، وكانت توقعات الأسواق تشير إلى بقاء التقدير الأول دون تغيير.
وقد سجل الاقتصاد الأمريكي نمو بوتيرة 4.9% في الربع الثالث من العام الماضي. ليسجل نمو بنسبة 2.5% في عام 2023 بأكمله، متسارعًا من 1.9% في عام 2022، وينمو فوق ما يعتبره مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي معدل نمو غير تضخمي قدره 1.8%.
البيانات الأخيرة التي صدرت عن الاقتصاد الأمريكي عن شهر يناير تظهر تراجع في الزخم بالنسبة للاقتصاد، فقد انخفضت مبيعات التجزئة وتراجعت عمليات بناء المساكن، بالإضافة إلى انخفاض طلبات السلع المعمرة لأدنى مستوى في عامين، كما تراجعت عمليات الإنتاج في المصانع في يناير.
وقد تم إلقاء اللوم في بعض الضعف في البيانات الشهر الماضي على درجات الحرارة المتجمدة بالإضافة إلى الصعوبات في تعديل البيانات للتقلبات الموسمية في بداية العام، ولكن حتى مع الاخذ في الاعتبار لهذه البيانات الضعيفة لا يتوقع الاقتصاديون حدوث ركود اقتصادي.
حتى الآن يظل الاقتصاد الأمريكي يتحرك في سيناريو الهبوط الناعم الذي يدعمه البنك الاحتياطي الفيدرالي، والذي يعني تراجع معدلات التضخم دون السقوط في الركود الاقتصادي.
قام البنك الفيدرالي الأمريكي برفع سعر الفائدة بمقدار 525 نقطة أساس بداية من مارس 2022 إلى النطاق الحالي الذي يتراوح بين 5.25% و5.50%. والتوقعات الآن في الأسواق تشير إلى احتمال بنسبة 63% أن البنك سيقوم بالبدء في خفض الفائدة في شهر يونيو القادم.
غدا ستصدر بيانات مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الجوهري عن شهر يناير، وهو مؤشر التضخم المفضل لدى البنك الفيدرالي. وقد شهد التقييم الثاني لنفقات الاستهلاك الشخصي عن الربع الرابع تراجع إلى 1.8% من 2.6% وتراجع المؤشر الجوهري الربع سنوي إلى 2.1 من 2%.
حالياً يشهد مؤشر الدولار تذبذب في تحركاته بعد أن فشل في كسر مستوى الدعم القوي 103.60 والذي يتواجد به المستوى التصحيحي 50% بالإضافة إلى المتوسطات المتحركة 50 و100 و200 يوم.
ارتداد الدولار لأعلى سكون متاح حتى المستوى المقاومة 104.40 ليظل التذبذب قائم بين هذين المستويين 103.60 – 104.40، نظراً لقوة مستوى المقاومة الذي يتواجد عنده خط الاتجاه الهابط طويل الأجل إلى جانب المستوى التصحيحي 61.8% وخط الاتجاه الصاعد الذي تم كسره الأسبوع الماضي.
