أخبار الأسواقتقارير اقتصادية

الفيدرالي الأمريكي يقضي على آمال الأسواق في خفض الفائدة في مارس

قام البنك الفيدرالي الأمريكي بإبقاء أسعار الفائدة دون تغيير خلال اجتماعه الأول هذا العام، ليشير رئيس البنك أن أعضاء لجنة السياسة النقدية لا توجد لديهم الثقة الكاملة لخفض الفائدة في مارس، الأمر الذي دفع الدولار الأمريكي إلى الارتفاع.

قرر البنك الاحتياطي الفيدرالي كما هو متوقع بتثبيت أسعار الفائدة عند نطاق 5.25% – 5.50% للاجتماع الخامس على التوالي، ليرحب البنك بمزيد التطور في مستويات التضخم ويشير إلى عدم وجود رغبة للتسرع في خفض الفائدة في ظل استمرار قوة الاقتصاد الأمريكي وسوق العمل في الوقت الذي تستمر فيه معدلات التضخم في التباطؤ.

البيانات الاقتصادية الأخيرة أظهرت تباطؤ معدلات التضخم إلى 2.9% وفقاً لمؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الجوهري السنوي وهو مؤشر التضخم المفضل لدى الفيدرالي، لينخفض التضخم تحت المستوى 3% للمرة الأولى منذ ابريل 2021.

بينما ارتفع معدل النمو خلال الربع الرابع بنسبة 3.3% بأعلى من التوقعات الأمر الذي يدل على استمرار الاقتصاد في نهج الهبوط الناعم الذي يفضله البنك الفيدرالي.

لم يقدم بيان السياسة النقدية للبنك الفيدرالي أي إشارة إلى أن خفض سعر الفائدة وشيك، وقال إن البنك “لا يتوقع أنه سيكون من المناسب خفض الفائدة حتى يكتسب ثقة أكبر في أن التضخم قد انخفض ويتحرك بشكل مستدام نحو مستهدف التضخم للبنك عند 2%”.

وقال البنك الاحتياطي الفيدرالي في بيانه بعد اجتماع استمر يومين “لقد تراجع التضخم خلال العام الماضي، لكنه لا يزال مرتفعا”، وأكد أن المسؤولين “لا يزالون يقظين للغاية لمخاطر التضخم”.

تصريحات رئيس البنك الفيدرالي

وقد أدلى رئيس البنك الفيدرالي جيروم باول بتصريحات في المؤتمر الصحفي عقب صدور قرار البنك، ليقوم أن أعضاء البنك لا يشعرون بثقة كافية لخفض الفائدة في اجتماع البنك في مارس، وقد صرح أن تخفيضات الفائدة من المرجح أن تبدأ في وقت ما من هذا العام.

وقد رفض باول أيضًا فكرة الالتزام بسلسلة من تخفيضات أسعار الفائدة بمجرد قيام البنك الاحتياطي الفيدرالي بخطوته الأولى، قائلاً إنه “سيعتمد على البيانات الاقتصادية في كل قرار”.

وعند اجابته على أسئلة الصحفيين أشار أن إجماع أعضاء الفيدرالي يعتقدون أن خفض الفائدة أمر مناسب، ولكنهم يريدون أن يكونون أكثر ثقة في استدامة انخفاض التضخم قبل البدء في عمليات خفض الفائدة.

وأشار أن البنك الفيدرالي لن يقوم بالمغامرة بخفض الفائدة في وقت مبكر أو وقت متأخر، وإذا استمر التضخم في الارتفاع فقد يبقي البنك على معدلات الفائدة عند مستوياتها المرتفعة لفترة أطول من الوقت.

تسببت تصريحات رئيس الفيدرالي في صدمة للأسواق لتقوم بخفض توقعاتها بشأن موعد خفض الفائدة، وتضع الأسواق حالياً احتمال بنسبة 34% أن البنك الفيدرالي سيرفع الفائدة في مارس القادم، وذلك بعد أن كان هذا الاحتمال بنسبة 70% منذ أسبوعين.

تأثير اجتماع البنك على الأسواق

ارتفع مؤشر الدولار الأمريكي اليوم بنسبة 0.2% بعد جلسة شهدت تذبذب كبير، وسجل أعلى مستوى عند 103.54 وكان قد سجل أدنى مستوياته منذ أسبوع خلال جلسة اليوم عند 102.73 ليتداول وقت كتابة التقرير عند 103.43.

مؤشر الدولار رسم بياني يومي

وجد الدولار الدعم من تصريحات رئيس الفيدرالي باول أن قرار الفائدة غير متوقع في شهر مارس القادم، خاصة مع تراجع رهانات الأسواق أيضاً بعد اجتماع البنك ليعوض الدولار خسائره التي سجلها منذ بداية هذا الأسبوع.

بشكل عام ارتفع مؤشر الدولار خلال شهر يناير بنسبة 2.4% بعد شهرين متتاليين من الهبوط، فقد وجد الدولار الدعم منذ بداية العام بدعم من البيانات الأفضل من المتوقع عن الاقتصاد الأمريكي والتي قلصت التوقعات بخفض الفائدة الأمريكية في وقت قريب من هذا العام.

من جهة أخرى تحولت مكاسب الذهب اليوم إلى خسائر بعد تصريحات رئيس الفيدرالي ليتداول حالياً عند المستوى 2035 بعد أن سجل أعلى مستوى عند 2056 دولار للأونصة. في طريقه إلى انهاء شهر يناير على انخفاض بنسبة 1.3% بعد ثلاث أشهر متتالية من الارتفاع.

بينما انخفضت الأسهم الأمريكية اليوم بعد قرار البنك الفيدرالي، فقد انخفض مؤشر الداو جونز بنسبة 0.8% وقد انخفض مؤشر S&P500 بنسبة 1.6%

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى