الذهب يفتتح تداولات الأسبوع على ارتفاع ولكن يبقى التذبذب مستمر

شهدت أسعار الذهب العالمي ارتفاع مع بداية تداولات هذا الأسبوع بدعم من تزايد الطلب على الملاذ الآمن في ظل استمرار التوترات في منطقة الشرق الأوسط، ولكن بشكل عام يستمر تحرك الذهب في التذبذب في ظل انتظار الأسواق لنتائج اجتماع البنك الاحتياطي الفيدرالي في وقت لاحق من هذا الأسبوع.
افتتح الذهب الفوري تداولات الأسبوع عند المستوى 2018 دولار للأونصة وسجل اعلى مستوى اليوم عند 2033 دولار للأونصة ليتداول حالياً عند المستوى 2026 دولار للأونصة. يأتي هذا بعد أن انخفض الذهب خلال الأسبوع الماضي بنسبة 0.5% وهو انخفاض للأسبوع الثني على التوالي.
البداية كانت إيجابية للذهب بعد أخبار عن مقتل جنود أمريكيين وجرح آخرين في منطقة حدودية في سوريا، الأمر الذي زاد من التوترات في منطقة الشرق الأوسط ودفع الطلب العالمي على الملاذ الآمن إلى الارتفاع، لينعكس هذا بشكل إيجابي على أسعار الذهب اليوم.
من جهة أخرى نجد أن ارتفاع سعر الذهب اليوم يستمر ضمن نطاق تحركات عرضي للذهب منذ اكثر من أسبوع، ويرجع هذا إلى استمرار عدم الوضوح بالنسبة للأسواق بشأن مستقبل أسعار الفائدة الأمريكية بعد البيانات الإيجابية التي صدرت عن الاقتصاد الأمريكي منذ بداية العام والتي تسببت في تغير توقعات الأسواق لأسعار الفائدة.
خلال الأسبوع الماضي صدرت بيانات النمو عن الاقتصاد الأمريكي ليظهر نمو خلال الربع الرابع من العام الماضي بنسبة 3.3% بأعلى من التوقعات التي كانت عند 2%، هذا بالإضافة إلى تراجع مستويات التضخم خلال شهر ديسمبر، ليظهر مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي السنوي عن ديسمبر تراجع إلى 2.9% من 3.2%.
معدل التضخم استمر تحت المستوى 3% لثلاث أشهر متتالية، وهو الأمر الذي قد يساعد الفيدرالي الأمريكي على خفض الفائدة هذا العام، ولكن يبقى الترقب في الأسواق على موعد هذا الخفض في الفائدة.
اجتماع البنك الفيدرالي يوم الأربعاء القادم متوقع له أن يشهد تثبيت أسعار الفائدة والسياسة النقدية دون تغيير، ولكن يترقب الجميع أي تلميحات في بيان البنك أو تصريحات رئيس البنك جيروم باول في المؤتمر الصحفي عقب الاجتماع.
الأسواق تضع رهانات حالية عند 50% أن يبدأ البنك الفيدرالي خفض الفائدة في مارس القادم بمقدار 25 نقطة أساس، وذلك بالمقارنة مع الرهانات السابقة بنسبة 70%.
تحسن البيانات الامريكية منذ بداية العام وتصريحات أعضاء البنك الفيدرالي ساعدت على تراجع التوقعات التي كانت تشير إلى خفض الفائدة في وقت مبكر من هذا العام، الأمر الذي دعم ارتفاع الدولار منذ بداية العام بنسبة 2.3%.
العلاقة العكسية بين الدولار والذهب دفعت أسعار المعدن النفيس في المقابل إلى الانخفاض منذ بداية العام بنسبة 1.7%، ولكن استطاع الذهب الحفاظ على تداولاته فوق المستوى 2000 دولار للأونصة لـ 9 أسابيع متتالية بدعم من ارتفاع الطلب على الملاذ الآمن بسبب التوترات في الشرق الأوسط والبحر الأحمر.

الرسم البياني اليومي لأسعار الذهب الفوري يظهر ارتفع السعر حتى اصطدم بخط الاتجاه الهابط قصر المدى والذي دفعه إلى تقليص مكاسبه، وذلك بعد أن فشل الذهب في كسر مستوى الدعم 2015 دولار خلال الأسبوع الماضي لينعكس إلى الأعلى من هذا المستوى.
تبقى منطقة المقاومة 2035 – 2040 دولار للأونصة تحد من فرص السعر في الصعود على المدى القصير ليبقى التذبذب هو المسيطر حالياً مع انتظار حافز مناسب هذا الأسبوع للخروج من هذه المنطقة سواء من اجتماع البنك الفيدرالي او بيانات التوظيف الأمريكية.