أسعار النفط تتراجع وتوقعات زيادة إمدادات “أوبك+” تضغط على السوق

منذ أسبوعينآخر تحديث: يوليو 3, 2025

0 50 2 دقائق

تراجعت أسعار النفط يوم الخميس، مع تزايد المخاوف بشأن احتمال إعادة فرض تعريفات جمركية أمريكية، وهو ما أثار قلقًا حول الطلب العالمي. يأتي هذا التراجع أيضًا قبل زيادة متوقعة في الإمدادات من قبل كبار المنتجين، مما يُلقي بظلاله على الأسعار.

النفط يتراجع: الأرقام ومؤشرات السوق

انخفضت العقود الآجلة لخام برنت بواقع 58 سنتًا، أو 0.8%، لتصل إلى 68.53 دولارًا للبرميل بحلول الساعة 09:42 بتوقيت جرينتش. كما تراجع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بواقع 57 سنتًا، أو 0.9%، ليبلغ 66.88 دولارًا.

وكان كلا الخامين قد بلغا أعلى مستوياتهما في أسبوع واحد يوم الأربعاء، بعد أن علقت إيران تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، مما أثار مخاوف من احتمال تحول النزاع المستمر حول برنامجها النووي إلى صراع مسلح. كما دعم اتفاق تجاري أولي بين الولايات المتحدة وفيتنام الأسعار في وقت سابق.

شكوك التعريفات الأمريكية تلوح في الأفق

لا يزال عدم اليقين بشأن التعريفات الجمركية يُخيّم على الأسواق. تنتهي فترة التوقف لمدة 90 يومًا لتطبيق التعريفات الأمريكية الأعلى في 9 يوليو، ولا تزال العديد من الشركاء التجاريين الكبار، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي واليابان، لم يتمكنوا من إبرام صفقات تجارية. هذا يُثير القلق من احتمال عودة التعريفات الجمركية، مما قد يُبطئ النمو الاقتصادي ويُقلل الطلب على النفط.

“أوبك+”: زيادة مرتقبة في الإنتاج تضغط على الأسعار

في سياق منفصل، يُتوقع أن تُوافق مجموعة “أوبك+” من منتجي النفط على زيادة الإنتاج بمقدار 411 ألف برميل يومياً في اجتماع سياستها نهاية هذا الأسبوع. هذه الزيادة المرتقبة في المعروض تُضاف إلى الضغوط الهبوطية على أسعار النفط، خاصة إذا لم يتزامن ذلك مع نمو قوي في الطلب العالمي.

تباطؤ النشاط الخدمي في الصين ومخزونات أمريكية مفاجئة

تُضاف إلى المشهد عوامل سلبية أخرى، حيث أظهر مسح للقطاع الخاص أن نشاط الخدمات في الصين – أكبر مستورد للنفط في العالم – توسع بأبطأ وتيرة له في تسعة أشهر خلال يونيو. جاء هذا التباطؤ نتيجة لضعف الطلب وتراجع أوامر التصدير الجديدة، مما يُشير إلى تباطؤ محتمل في الاقتصاد الصيني.

كما أظهر تقرير مفاجئ ارتفاعًا في مخزونات النفط الخام الأمريكية، مما يُسلط الضوء على مخاوف بشأن الطلب في أكبر مستهلك للخام في العالم. فقد ذكرت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية يوم الأربعاء أن مخزونات النفط الخام المحلية ارتفعت بمقدار 3.8 مليون برميل لتصل إلى 419 مليون برميل الأسبوع الماضي. بينما كان محللون في استطلاع أجرته رويترز يتوقعون انخفاضًا قدره 1.8 مليون برميل، مما يُشير إلى تباين كبير بين التوقعات والواقع.

ترقب تقرير الوظائف الأمريكية

ستُراقب الأسواق عن كثب تقرير التوظيف الأمريكي الشهري المقرر صدوره يوم الخميس، والذي من المرجح أن يُشكل التوقعات حول حجم وتوقيت تخفيضات أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي في النصف الثاني من العام. أي علامة على ضعف في سوق العمل قد تُعزز آمال خفض الفائدة، مما قد يُحفز النشاط الاقتصادي وبالتالي الطلب على النفط.

في النهاية تراجعت أسعار النفط يوم الخميس، مدفوعة بمخاوف متزايدة بشأن احتمال إعادة فرض التعريفات الجمركية الأمريكية، وتوقعات بزيادة الإمدادات من “أوبك+”. تُضاف إلى ذلك البيانات الاقتصادية الضعيفة من الصين، وارتفاع مفاجئ في مخزونات النفط الأمريكية. ستبقى أنظار المستثمرين مُترقبة لتقرير التوظيف الأمريكي، والذي سيُقدم رؤى حاسمة حول مسار الاقتصاد والسياسة النقدية، مما سيُحدد بشكل كبير مسار أسعار النفط في الفترة المقبلة.

اقرأ أيضا…