أخبار الأسواقأخبار الدولار الأمريكيفوركس

انخفاض الدولار وسط عدم اليقين بشأن التعريفات وتأثير بيانات الثقة الاقتصادية

شهد الدولار الأمريكي تذبذبا ملحوظا في بداية يوم الثلاثاء، إذ تراجع قليلا عن أعلى مستوى له خلال ثلاثة أسابيع بعد ارتفاع مبكر في الجلسة، في ظل استمرار تقلبات العملات نتيجة لعدم وضوح تأثير التعريفات الجمركية المهددة.
وجاءت هذه التحركات في وقت أعلن فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن ليس كل الرسوم الجمركية المهددة ستُفرض اعتبارًا من 2 أبريل، مع إمكانية منح بعض الدول استثناءات، مما ساعد على تخفيف المخاوف حول تباطؤ النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة، وبالتالي رفع معنويات المستثمرين في وول ستريت.

تأثير تصريحات ترامب وتذبذب العملات

أثرت تصريحات ترامب بشأن إمكانية تخفيف حدة التعريفات الجمركية على العملات الأجنبية، حيث شجعت هذه التصريحات على استقرار الأسواق المالية مؤقتا.
فقد شهد الدولار ارتفاعا مبكرا في الجلسة، لكن بعد ذلك تراجع قليلا، إذ بلغ مؤشر الدولار (DXY) آخر سعر له 104.07 نقطة بعد أن وصل إلى 104.46 نقطة، وهو أعلى مستوى له منذ 5 مارس، وذلك خلال التداولات الأوروبية.
بالمقابل، عادت قيمة اليورو إلى الارتفاع بعد انخفاضها إلى أدنى مستوى خلال ثلاثة أسابيع، وسجل زوج اليورو دولار ارتفاعا بسيطا بنسبة 0.16% ليصل إلى 1.0817 دولار، مما يشير إلى تنافسية أكبر بين العملات الرئيسية وسط حالة من عدم اليقين.

التوترات الاقتصادية والبيانات الفنية

وفقا لرئيس شركة Spectra Markets، برنت دونلي، تبقى حالة عدم اليقين عالية، حيث أفاد بأن “تداول زوج اليورو دولار قد خف تدريجيا، وكذلك التحركات الكبيرة في فروق أسعار الفائدة والأداء النسبي للأسهم، مما يُعيد النظر في النظرة التقليدية التي كانت تعتبر الرسوم الجمركية دافعا صعوديا للدولار.”

وأضاف دونلي أن المعلومات القادمة حول ماهية التعريفات الجمركية المتوقعة الأسبوع المقبل قد لا توفر صورة واضحة، مما يجعل من الصعب تحديد الإجراءات المناسبة للمستثمرين.

كما أن الدولار شهد تعافيا بسيطا بعد أن تراجع إلى أدنى مستوى له خلال خمسة أشهر في منتصف مارس، نتيجة لتأثير حملات التعريفات المتقطعة التي نفذها ترامب، والتي أدت إلى تراجع ثقة الشركات والمستثمرين في نمو الاقتصاد الأمريكي.

تأثير بيانات ثقة المستهلك وأسواق السندات

سجل مؤشر الثقة الشهري انخفاضا إلى 92.9، وهو رقم دون التوقعات التي حددتها وكالة داو جونز عند 93.5. كما انخفض مؤشر التوقعات المستقبلية إلى 65.2، وهو أدنى قراءة منذ 12 عاما، وهو أقل بكثير من المستوى الذي يعتبر مؤشرا على اقتراب الركود وهو 80.

وقال بريت كينويل، المحلل الاستثماري الأمريكي : “يستمر التراجع في معنويات المستثمرين والمستهلكين والشركات نتيجة للمخاوف الاقتصادية وحالة عدم اليقين في السياسات الاقتصادية.”، ويشير كينويل إلى أن حالة عدم اليقين المتعلقة بالرسوم الجمركية والسياسات الاقتصادية تعوق ثقة الأسواق، مما يجعل معنويات الفاعلين الاقتصاديين هشة في ظل الضغوط الحالية.

تأثير السياسات المحلية في الأسواق الخارجية

شهدت العملات الأخرى تحركات متفاوتة؛ فقد ارتفع الدولار مقابل الجنيه الإسترليني بعد صدور بيانات تشير إلى أن قطاع التصنيع في المملكة المتحدة يشهد تراجعا، في حين تحسن مؤشر خدمات المملكة المتحدة، ما دفع الجنيه للإرتفاع قليلا.

كما انخفض الدولار مقابل الدولار الكندي بعد صدور بيانات متأخرة، مع بقاء توقعات بنك كندا لمزيد من التحركات النقدية في الأشهر القادمة. وفي أستراليا، شهد الدولار الأسترالي ارتفاعا بعد إطلاق الحكومة تخفيضات ضريبية جديدة وإجراءات لتخفيف معاناة المواطنين، حيث سجل الدولار الأسترالي ارتفاعا بنسبة 0.51% ليصل إلى 0.6319 دولار.

ختاما في ظل حالة من عدم اليقين الاقتصادي والسياسي، تواصل الأسواق متابعة تطورات السياسات النقدية والتجارية عن كثب. فقد تراجع الدولار الأمريكي قليلاً بعد أن بلغ أعلى مستوى له منذ ثلاثة أسابيع، وذلك نتيجة لتراجع ثقة المستهلك وتذبذب توقعات أسعار الفائدة مع تصاعد التوترات التجارية. ومع استمرار ضغوط التعريفات الجمركية وتذبذب مؤشرات السوق، يبقى محور التركيز على البيانات القادمة التي ستحدد اتجاهات النمو والتضخم في الولايات المتحدة.

وفي الوقت الذي يستمر فيه المستثمرون في تقييم المخاطر، يُعتبر هذا المزيج من العوامل مؤشرًا على أن مستقبل الدولار والأسواق المالية سيظل عرضة للتقلبات في الأشهر القادمة.

اقرأ أيضا…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى